للمسيح عليه السلام مقولة نافذة، يقول فيها: «مسمار يخلع مسماراً»، أردت أن أذكر بها بمناسبة ما أصبح واضحاً من أن الدكتور «محمد مرسى» ينوى أن يؤدى يمين الولاء - كرئيس للجمهورية- أمام الجمعية العمومية لقضاة المحكمة الدستورية، كما نص الإعلان الدستورى المكمل، وليس أمام مجلس الشعب، كما زعم الإخوان فى الميدان، ولو فعلها الدكتور «مرسى»، فإن ذلك سوف يؤكد «الوساوس» التى تجول بأذهان البعض حول وصوله إلى الحكم عبر صفقة عقدتها جماعة الإخوان مع المجلس العسكرى تتضمن أن يستلم مرسى الحكم، مقابل الموافقة على الإعلان الدستورى والتسليم بحل مجلس الشعب، ومما يؤكد هذه الوساوس انصراف الجماعة شيئاً فشيئاً عن ميدان التحرير عشية تسمية الدكتور «مرسى» رئيساً للجمهورية. لقد دعوت الرئيس بالأمس إلى الاستقواء بالشعب الذى جاء به، فالصراع من أجل استخلاص السلطة من المجلس العسكرى يحتاج إلى شخصية «مقاتل» أكثر مما يحتاج إلى رجل «طيب» يظن أنه قادر على التغيير والإصلاح ب «التطرية» على الناس بكلمتين حلوين، البداية بالخضوع للإعلان الدستورى المكمل تثير القلق، ومؤكد أن البدايات تتدخل فى تحديد مسارات المستقبل، كما أنها تتدخل فى تحديد النهايات، على الرئيس أن يستوعب أن المرجعية الآن للشعب، وليس للمجلس العسكرى ولا للإخوان، وبقدر سرعة هذا الشعب فى الهتاف والغناء للقيادة الجديدة بقدر سرعته فى اللعن إذا شعر بأن القيادة التى هتف لها بالأمس لم تسع فى تحقيق أمانيه، ولا يظنن واهم بأن الأمور سوف تكون سهلة، فإذا لم يؤد مرسى ك«مسمار»، فلن ينجو من «الدق» فوق النافوخ حتى يجتهد فى تحقيق أمانى هذا الشعب. والمثل المصرى يقول: «اللوح قال للمسمار فلقتنى، فرد عليه قائلاً: لو شايف الدق اللى فوق دماغى كنت عذرتنى»!. فالمسمار إذا لم يعمل من تلقاء نفسه، فضربات الشاكوش كفيلة بغرزه فى اللوح «الزان» الذى نريد «فلقه»، وإذا لم يعمل المسمار بفعل الشاكوش، فليس أمامنا إلا ضربة «مرزبة». والمثل المصرى يقول أيضاً: «ضربة مرزبة ولا ميت شاكوش». لقد حدد الرئيس مائة يوم لحل المشاكل المتعلقة بخمسة ملفات معيشية، تشمل العيش والبنزين والأمن وخلافه، وهى أزمات حلها سهل للغاية ولا تحتاج أكثر من المواجهة الجادة والحازمة لمن افتعلوها ممن أداروا البلاد خلال المرحلة الانتقالية، إنها مائة يوم، على الرئيس أن ينتظر فى كل يوم منها ضربة شاكوش تنبهه إلى أن الإنجاز بالسرعة المطلوبة على مستوى هذه الملفات يتطلب منه أن يستخلص السلطة لنفسه من المجلس العسكرى اليوم قبل الغد، ولن يكون أمام هذا الشعب بعد الانتهاء من الضربة المائة بالشاكوش سوى ضربة واحدة ب «المرزبة» وخلصت.