هاجم الدكتور محمود بكار -خطيب مسجد عمر بن عبدالعزيز المقابل لقصر الاتحادية- الساخرين من فيديو الدكتور محمد مرسى الذى يتحدث فيه عن زيادة الماء بالدعاء، من منطلق أن الدعاء عبادة ومن الواجب ألا يسخر المسلم منها. ويبدو أن الشيخ «بكار» خلط -بقصد أو بدون قصد- بين أمر السخرية من الدعاء، والسخرية من «مرسى»، فتعظيم شعيرة «الدعاء» فرض على كل مؤمن بالله، أما السخرية من «مرسى» وهو يطرح الدعاء كحل لمشكلة نقص المياه فأمر واجب على كل عاقل، فلو نحينا موضوع الأخذ بالأسباب جانباً، وبحثنا عن أية مستندات تثبت أن الرجل يحتمل أن يكون مستجاب الدعوة، لن نجد، بل سنواجه بالعكس!. فالله تعالى لا يستجيب للدعاء فى المطلق، ولو كان ذلك كذلك لدمر الله دولة إسرائيل التى يدعو عليها مشايخنا ليل نهار منذ عام 1948 وحتى الآن، لقد ازدادت -مع الدعاء- قوة ومنعة، وزادت مصر ضعفاً وهزالاً، إلى حد أن رئيسها الإخوانى وصف رئيس إسرائيل ب«الصديق الوفى»، وأخذ يجتهد فى حمايتها، إرضاء للسيد الأمريكى. وأريد أن أسأل الشيخ: هل يستجيب الله تعالى دعاء رئيس يوالى القتلة والسفاحين ومغتصبى الأرض، ويعتبرهم أصدقاءه الأوفياء؟ والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة»، فهل أطاب «مرسى» مطعمه ومطعم المصريين وهو يتسول من صندوق النقد الدولى تارة، ومن بعض الدول تارة أخرى، ويدعو المصريين إلى التقشف -أكثر مما هم متقشفون!- فى الوقت الذى يترك فيه كبار مسئوليه يرعون فى «فتة» الصناديق الخاصة؟!. أسألك يا شيخ «بكار» أيضاً: هل يأمر «مرسى» بالمعروف وينهى عن المنكر فى أى أمر يتعلق بجماعته وأهله وعشيرته؟ ألا تراه يدافع عن «قنديله» ويتمسك به كرئيس للوزراء، فى الوقت الذى يؤكد فيه الواقع المعاش فشله الذريع؟ ألا تلاحظ الوضع البائس الذى وصل إليه المواطن بعد عام من حكمه؟ ألم تتابع فشله هو نفسه فى إدارة العديد من الملفات الخطيرة التى تهدد الأمن القومى المصرى وآخرها ملف «السد الإثيوبى»؟ إن النبى يقول: «والذى نفسى بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذاباً من عنده، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم». إن «مرسى» يترك حل مشكلتنا مع إثيويبا ويريد أن يستسقى المصريين بالدعاء إلى الله، وهو أمر فى منتهى العجب، لأن عمر بن الخطاب نفسه لم يقوَ على ذلك فى عام الرمادة، وأوكل القيام بصلاة الاستسقاء والدعاء إلى الله إلى «العباس» عم النبى صلى الله عليه وسلم.. وقد كان «عمر» يردد: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ثم يقول اللهم ارزقنى وهو يعلم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.. اتقِ الله يا شيخ.. «مرسى» مش باقيلك!.