اتقتل القتيل، واتقتل اللى ماشى ف جنازته. ليست المرة الأولى. حدث ذلك فى بورسعيد، ولم يكن الأمر طائفياً، وإنما اعتراضات على حكم الإعدام على مجرمى مجزرة مباراة الأهلى تبعتها اعتراضات تبعها إطلاق نار عشوائى، ثم سقوط قتلى، وفى جنازتهم تم استكمال الأمر وضُربت الجنازة وسقط قتلى ومصابون، ولم يحاسَب أحد عن الواقعة حتى الآن. خناقة فى الخصوص قلبت لفتنة طائفية ذهب على أثرها تسعة قتلى مصريين، لكن الناس صنفتهم 8 أقباط وواحد مسلم. فى اليوم التالى كانت الجثامين تشيع من الكاتدرائية، مع دعوات من نشطاء بحضور الجنازة، لا أريد أن أبدو عنصرياً أنا أيضاًً لكن هناك حقيقة مفادها أن أحداً لم يدعُ لحضور جنازة الشاب الذى قتل فى الاشتباكات من اليوم الأول، وهو مصرى ولن أقول مسلماً، ولا أريد أن أبدو من هؤلاء الذين يلوكون نظرية المؤامرة آناء الليل وأطراف النهار، لكن المعلومة المؤكدة أنه فى نفس اليوم بدء إضراب السكة الحديد، وتعطلت حركة القطارات بالكامل فى إضراب مستمر حتى الآن، ثم أثناء الجنازة حدثت عدة أشياء فى محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. - حدثت اعتداءات من شباب وصفتهم الشرطة بالمندسين وسط الجنازة من قوى سياسية وثورية، ووصفهم المعتدى عليهم بالبلطجية وقال البعض إنهم من أهالى العباسية. - أثناء الاشتباكات ظهرت أسلحة، ليبدو الأمر وكأنه كان مجهزاً له من قبل، فأين الشرطة وتحرياتها وحمايتها للجنازة. - تم ضرب الكنيسة بالحجارة وتبادل الشباب قذف الطوب وضرب الخرطوش وكأننا فى معركة يعلم الجميع أنها ستحدث. - الشرطة التى كانت موجودة لم تكن بالعدد الكافى، ثم حين وصلت الإمدادات لم تتصرف وفق ما تقتضى الأمور، والمصيبة أن هناك فيديوهات لضرب الكاتدرائية بقنابل غاز. - هناك صور تم تداولها لأشخاص يقومون بتعطيل كاميرات المراقبة الخاصة بالكاتدرائية وعلى أمتار منهم سيارات شرطة، فكيف سمحوا بذلك؟ - هناك فيديوهات لمجموعة اعتلت بعض المبانى وقيل إنها داخل الكاتدرائية، وأمسكت بأسلحة وقامت بتبادل إطلاق الرصاص والخرطوش، فمن هؤلاء، وكيف دخلوا، وهل هم أقباط فى حالة رد فعل ودفاع عن النفس، أم أقباط بلطجية، أم مندسون أم طرف ثالث، أم بلطجية، أم شرطة مدنية، والإجابة يجب أن تأتى من الشرطة التى لا بد أنها رأت الصور ورصدتهم وإلا تبقى مصيبة لو مارصدتش. - هناك قتيل، وربما اثنان حتى لحظة كتابة هذه السطور، والكل يعرف أنهم (راحوا فطيس) وأن أحداً لن يأتى بحقهم ولا بقاتلهم لأن الفشل يسيطر على أداء الداخلية ومن قبلهم أداء مرسى وجماعته. - تم رصد بلطجى اسمه كريم بسكوتة شارك فى الاعتداءات، وكان قد تم رصده من قبل أيام المجلس العسكرى، يطلق الخرطوش على عين أحد المصورين ويصيبه، وتم الإبلاغ عنه، ولم تفعل الشرطة أى شىء، فهل هو منهم أو صاحب رتبة أو ماسك عليهم ذلة؟ - سؤالى الآن للزميل خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع»: هل من المهنية، والمصلحة الوطنية، والأمانة فى النقل أن ينشر فى مثل هذه الأجواء فيديو على اليوم السابع بعنوان أقباط الخصوص يتبولون على المصحف الشريف شمل شهادات غير موثوق بها وتكاد تكون ملفقة لناس لم يتم التأكد منهم وقدمتموهم بوصفهم شهود عيان؟؟ هل هذا عنوان مهنى يا خالد؟؟ هل هذه أمانة يا خالد؟؟ هل أقباط الخصوص تبولوا على المصحف يا خالد؟؟؟ تحول الأمر فيما بعد إلى معركة طائفية بغيضة على الإنترنت، وظهر فريق (هما اللى ابتدوا الأول) فى مواجهة فريق (يستاهلوا)، واسطوانة (المضطهدين) فى مواجهة اسطوانة (المتآمرين)، والأكيد أن منظومة الفشل تواصل إنجازاتها بنجاح ساحق، وأن مرسى (هيجيب ضُلَفها). * بالمناسبة: هناك فتاوى عديدة بعدم جواز الترحم على الأقباط بعد موتهم لأنهم كفار. طب ممكن أترحم عليهم فى حياتهم وادعى ربنا يرحمهم فى الدنيا ولّا حرام برضه؟