تحت شعار «لوِّن الفساد»، قرر مجموعة من الشباب النزول إلى الشوارع ورصد حالات الفساد والمخالفات المختلفة فى كل شارع وتلوينها بألوان فسفورية وخطوط طولية لكى تلفت انتباه المارة إلى أن هذا المكان يشهد مخالفة أو فساداً. الهدف من الفكرة، كما يقول أحد أعضاء الفريق الذى طلب عدم ذكر اسمه لأن ما يهمهم هو الشأن العام وليس المجد الشخصى، هو لفت انتباه الناس لواقع الأمر بطريقة الصدمة من خلال الألوان: «عاوزين نقول للناس إن فلوسكم اللى بتدفعوها كل سنة عشان تجددوا رخصة عربياتكم والمخالفات لتطوير المرافق والطرق والكبارى وفواتير المياه والكهرباء والغاز، بتدخل الصناديق الخاصة، بتروح للمحافظين والمجالس المحلية، وبعدين فى الآخر تلاقى الطرق مدمرة، والبلاعات مفتوحة فى كل حتة بتبلع بنى آدمين وتكسر عربيات، والبيوت ما بيوصلهاش مياه وكهرباء وغاز، وهو ده الواقع المخزى الذى لا يجب تجاهله»، لذا فهو وأصدقاؤه قرروا أن يلونوا الفساد حتى يجذبوا إليه الانتباه، وكل مواطن بطريقته مسئول عن إزالة الفساد. حملة «لوِّن الفساد» لن تكتفى بتلوين الشوارع والمخالفات الموجودة به فقط، بل ستقوم بتلوين العشوائيات والمناطق الفقيرة لكى تلفت انتباه المسئولين أن فى داخل تلك العشوائيات يوجد بشر يعانون من الإهمال. واستطاعت الحملة فى أولى جولاتها أن تجمع من الفريق مبلغ تسعين جنيها تكلفة الألوان التى لونوا بها الطريق الدائرى بمخالفاته العديدة، كما انضم إلى الفريق أكثر من عشرة شباب، وفى الخطة مرجح أن يرتفع عدد الأعضاء إلى مائة شاب فى كل جولة.