«ناس هايصة وناس لايصة»، هكذا الصورة فى الحى الشعبى المتواضع بمحافظة الجيزة، أناس يكدّون ليل نهار لتوفير قوتهم يوماً بيوم، وآخرون إلى جوارهم على النعيم يحيون.. على الناحية اليمنى من كوبرى فيصل، كادر الصورة المجتمعية يقطعه تجمع بشرى محتفٍ، أعلى جزيرة الطريق، ب«نعامة»، هى بطلة المشهد، ومصدر التفرقة بين الناس حتى فى نوعية الأكل. أمام مجزر «طارق» ترعى النعامة الأليفة فى مساحة صغيرة، إلى جوار قفص حديدى معد لاحتجازها داخله، وحمايتها من مخاطر الطريق، لأن «النعام اندفاعى وخواف بطبيعته»، أنظار المارة تتفحصها وتسعد برؤيتها مجاناً بدلا من الذهاب إلى حديقة الحيوان. «النعامة» ليست للفرجة، فهى جزء من نشاط صاحب المجزر، المتخصص فى ذبح الماعز والضانى والنعام. أحد العاملين عنده يقبع إلى جانبها، يقدم لها طعامها ويحرسها من الانزلاق فى الطريق، فى الوقت الذى يئن فيه المواطنون من تأزم المعيشة يعيش البعض على لحم النعام، وفوق ريشه. «كيلو النعام غالى ب80 جنيه»، يقولها «الشاب الجيزاوى» للسائلين عن السعر، موضحاً أن لحم النعام لا يتوافر بمجرد طلبه: «الحجز قبلها بأسبوعين عشان بييجى بالطلب»، النعامة الكبيرة تزن بين 30 و40 كيلو جرام لحم صافٍ، حسب أحد عمال المجزر. بائع لحم النعام يقف أمام متجره سيدات ورجال مستلقين على الرصيف، انتظاراً لأدوارهم فى تسلم لحومهم البقرى أو الضانى أو الماعز.. أما «آكلو النعام» فهم زبائن ملاكى. إلى جوار نعامة أخرى صغيرة تتناول طعام إفطارها يقول أحد جيران المجزر العالم بتفاصيل عمله: «النعام بييجى بالواحدة من المزارع فى الجبل، وبتتدبح كل ما تتجمع طلبات بوزن واحدة».