استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر - الدكتور حميد بقائي، نائب رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية اليوم، الخميس، وقد تناول اللقاء بحث تعزيز أواصر العلاقات بين مصر وإيران في مختلف المجالات بصفة عامة، وبين الأزهر الشريف والمؤسسات والجامعات الدينية بإيران بصفة خاصة. وأكد الطيب على ضرورة الوحدة بين المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها ، مصداقاً لقوله تعالى: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون "، مشيراً إلى أن مقومات الإسلام تؤكد ذلك ، فربنا واحد، ونبينا واحد، فلم إذن تتشرذم الأمة وتتفرق شيعا وأحزابا. وقال الطيب أن الاختلاف في بعض الفروع يعد من سماحة الإسلام، مما يتطلب من الجميع الالتفاف حول أصول هذا الدين العظيم، وإزالة الخلافات التي قد تكون سياسية، ولكنها تؤثر في وحدة المسلمين ، مطالبا بترك السياسة للسياسيين، ولتكن وحدة الشعوب الإسلامية هي هدف العلماء والمفكرين والمثقفين، خاصة وأن المسلمين الآن يتعرضون لحملة عالمية للنيل من وحدتهم ، حتى يتحولوا إلى دويلات تتصارع مع بعضها البعض. وتابع قائلا " للأسف الشديد فهناك بعض القوى في العالم العربي والإسلامي تروج لتلك الأفكار التي تخدم أهداف أعداء الأمة، والدليل على ذلك أننا نجد قنوات فضائية متخصصة في إشاعة الفتنة بين المسلمين،بينما نجد على الطرف الآخر اتحادات قوية، على الرغم من اختلاف عقائدها وأجناسها ولغاتها مثل الاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من توافر كافة عناصر الوحدة بين الشعوب الإسلامية إلا أنهم لم يستطيعوا بعد أن يصلوا إلى وحدة حقيقية تحقق طموحات وآمال الشعوب الإسلامية". وأشار الطيب إلى أن الأزهر على استعداد تام للعمل على تحقيق آمال وطموحات الشعوب الإسلامية في الوحدة، والذي يشكل أهم أهداف الأزهر قديما وحديثا، والذي بدأ بسياسة التقريب بين السنة والشيعة ، مما يتطلب اتفاق علماء الأمة فيما بينهم، بل إن الأزهر الشريف يسعى للوحدة بين المسلمين والأقباط في مصر، والتعاون مع الجميع لما فيه مصلحة الوطن. من جانبه أكد حميد بقائي أن أنظار العالم الإسلامي تتجه صوب مصر والأزهر الشريف ، للعبور بالأمة الإسلامية إلى طريق الوحدة والاتفاق، وانتشالها من التشرذم والخلاف والصراعات، وهذا ليس ببعيد، فمن كان يصدق أن تحدث تلك التحولات الجذرية في المنطقة وفي مقدمتها مصر، القلب النابض للأمة الإسلامية، موجهًا الدعوة لفضيلة الإمام لزيارة إيران.