اتجاه معظم الخاسرين في سباق الانتخابات الرئاسية الاخيرة إلى انشاء أحزاب سياسية خاصة بهم تحمل أفكارهم وبرامجهم السياسية للانخراط في المشاركة السياسية خلال المرحلة القادمة. وقد اختلفت أراء النشطاء السياسيين على مدى فاعلية هذه الاحزاب في تشكيل المعارضة المصرية الجديدة ومدى قربهم من واقع الشارع المصر، وهل إنشاء مثل تلك الاحزاب يعد إضافة وتنوع في المشهد السياسي المصري أم تفكيك لقوى ربما تكون أكثر فاعلية إن تجمعت معًا في كيان واحد. في البداية يقول الدكتور " خليل مرعى " خبير الشئون السياسية والبرلمانية بأنه يجب أن ننظر للأحزاب الجديدة بحسن نية، فلماذا لا يكون هناك احزاب للمرشحين الخاسرين في سباق الانتخابات الرئاسية، فهم لديهم قوى تصويتية كبيرة وهذا يعطيهم الطموح ليكونوا أحزاب قوية تقود المعارضة في المرحلة القادمة ويجب اأن تكون معارضة بناءة منظمة وليست معارضة لشخص الدكتور محمد مرسي أو لشخص جماعة الاخوان المسلمين فالمرحلة القادمة تحتاج إلى كل القوى السياسية وتنظيم الصفوف، ذاكراً أن مصر الان تعيش حالة من الانفلات المجتمعي لا الانفلات الامني فليس كل من يعترض على قرار وما شابه يجتمع بالبعض ويوقفون عمل أي مؤسسة فهذه التصرفات لا تمس للمعارضة بصلة. أما "سكينة فؤاد" الكاتبة الصحفية والعضو المؤسس في حركة كفاية قالت أن إنشاء أحزاب في هذه الفترة تعتبر مشاركة قوية في العمل السياسي مع اقتراب تنظيم الانتخابات البرلمانية وخاصة أن أغلب المرشحين الخاسرين من رموز الثورة لكن الاهم لإنجاح هذه الاحزاب هو العمل في الشارع المصري والتواصل مع الجماهير وأن تكون ذات مبادئ محددة من بدايتها. وعلقت "سكينة" على إعلان الفريق أحمد شفيق عن تشكيل حزب جديد بأن مبادئ الثورة تعطي الحق بإنشاء الاحزاب لكن وفي نفس الوقت لا يمكن المصادرة على حق أي مصري في تشكيل حزب مهما كان توجهه وإنتماءه، مؤكدة أن الكلمة في النهاية للجماهير المصرية، فالشعب المصري يملك من الوعي والقدرة على التقرقة بين أهداف الثورة ومن يحققها وغيرها من الأهداف غير واضحة . على جانب آخر يضيف الدكتور "وحيد عبد المجيد" رئيس لجنة التنسيق الانتخابي للتحالف المصري الديمقراطي من أجل مصر بأن الفريق أحمد شفيق لا يعرف معنى تكوين حزب فهو لطالما كان موظف في النظام القديم وإن خبراته السياسية ضعيفة أما عن كتلته التصويتية الكبيرة التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية فقد جاءت نتيجة ظروف ومتغيرات مرحلية وقد انتهت. ولن يكون له وجود سياسي في المرحلة القادمة وإن ظهر فسيكون امام القضاء للتحقيق معه. وفيما يخص السيد عمرو موسى فهو الان له دور فعال في حزب الوفد ولا يحتاج اإلى إنشاء حزب جديد والاستاذ حمدين صباحى لديه حزب الكرامة فالافضل تطويره لا ان يتخلى عنه.. متوقعاً في ذات الوقت أن يكون حزب مصر القوية الذي ينوي الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح تأسيسه سيكون له دور معارض قوي وسيكون الاول على الساحة المصرية خلال الشهور الاولى من انشاءه وأيضا حزب الدستور الذي أعلن عن تأسيسيه الدكتور محمد البرادعي سيكون ذو تأثير قوي على المعارضة المصرية إن تم تأسيسه بشكل صحيح وأكد الدكتور "وحيد" ان خريطة المعارضة المصرية ستتغير تماما في الايام القادمة. وعلى العكس فقد أكد الاستاذ "عادل القلا" رئيس الحزب المصري العربي الاشتراكي بإن إنشاء أحزاب في هذا الوقت لن يؤثر إيجاباً على المعارضة، ويعتبر تبرير لفشل المرشحين الخاسرين في سباق الرئاسة. مشيراً إلى أن معظم مرشحي الرئاسة لا يدركون السياسة جيداً واتجاهتهم عشوئية وليست منظمة، واضاف بأنه تم تأسيس أكثر من 50 حزب بعد الثورة المصرية لم ينسط منهم فعليا في المشهد السياسي الا أثنين فقط هما حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي وهذا لأن أعضاء الحزبين لهم معتقدات دينية قوية معلقاً على حزب الدستور الذي يؤسسه الكتور محمد البردعي بأنه لن يستطيع أن يخوض انتخابات مجلس الشعب بإسمه الرنان فكل المجتمعين حوله لا يوجد لهم فاعلية في الشارع المصري أما بخصوص الفريق أحمد شفيق فأن كل المجتمعين حوله من النظام البائد وهم مكروهين في القرى والميادين ، مؤكداً بأنه يجب على المرشحين الخاسرين إن ينضموا إلى أحزاب قديمة عاشت بالفعل في الشارع المصري لا أحزاب جديدة لا تمتلك الا الشعارات . أما الدكتورة "مارجريت عازر" سكرتير حزب الوفد تعترض على الفكرة وتقول أن المرشحين يريدون العمل على الساحة السياسية لكن هذه الطريقة ستؤدي إلى تفتيت المعارضة وستكون معارضة متضاربة ولن تكون معارضة بناءة فلا بد من توحيد صفوف المعارضة بمعنى أن يجتمع كل الاشتراكيون في حزب واحد وأن يجتمع الليبراليون في حزب واحد وأن تجتمع التيارات الدينية على حزب واحد ففى هذه المرحلة لا بد من التخلي عن الزعامات والعمل يد واحدة.