« يمكن تدمير الرجل ، لكن لا يمكن هزيمته » تلك العبارة التي قالها الكاتب الأمريكي ارنست همنغواي، والتي عبر فيها عن مجمل حياته ، وعكست من مضمونها نبوءة مبكرة لنهايته ،فنجد همنغواي الذي لم يتخلي عن المشاركة في الحرب ، ويتطوع كسائق إسعاف في صفوف الصليب الأحمر عندما تم رفضه من التجنيد بسبب ضعف نظره ، يدمره المرض ويفقد الأمل ويقوم بالانتحار ببندقيته المفضلة -التي اشتراها له والده منذ صغره - عام 1961. ولد ارنست ميلر همنغواي في 21 يوليو 1899 في أواك بارك بولاية إلينوي الأمريكية من أب طبيب مولع بالصيد والتاريخ الطبيعي ، وأم ملتزمة ذات اهتمام بالموسيقي ، دخل همينغوي معترك الحياة المهنية مبكراً، حيث عمل صحفياً بجريدة "كنساس ستار" ثم متطوعاً للصليب الأحمر الإيطالي 1918 م، في أواخر الحرب العالمية الأولى، وهناك أصيب بجروح خطيرة أقعدته اشهراً في المستشفى، وخضع لعمليات جراحية كثيرة، وقد تحصل إثر جروحه على رتبة ملازم مع نوط شجاعة. وفي عام 1921 عمل مراسلاً لصحيفة "تورنتو ستار" في شيكاغو، ثم هاجر إلى باريس 1922 حيث عمل مراسلاً أيضاً، وأجرى مقابلات مع كبار الشخصيات والأدباء كما تعرف على أدباء فرنسا حين كانت الحركة الثقافية الفرنسية في العشرينيات تعيش عصرها الذهبي. نشر أولى مجموعاته القصصية وهي "ثلاث قصص وعشرة أناشيد" عام 1923، لكن أول عمل لفت انتباه الجمهور من أعمال همينغوي لم يأت سوى عام 1926 م وهو "الشمس تشرق أيضا" التي لاقت نجاحا منقطع النظير، هذا النجاح شجعه على نشر مجموعة قصص 1927 وهي " الرجل العازب"، في عام 1929عاد إلى أوروبا حيث نشر واحداً من أهم أعماله هو "وداعا أيها السلاح"، وقد نجح هذا العمل، وحول إلى مسرحية وفيلم ، وإن لم تحقق المسرحية ذلك النجاح الكبير، وهذا ما دفعه لترسيخ اسمه الأدبي بعمل أدبي جديد ومتميز، فنشر 1932 "وفاة في العشية". بدأ همينغواي منذ 1933 يتردد باستمرار على كوبا، وفيها كتب عمله "الفائز يخرج صفر اليدين"، ثم توقف عن النشر حتى 1935 لتظهر "روابي إفريقيا الخضراء" عن رحلة قادته لشرق القارة لصيد الطرائد البرية التي كانت هوايته من الصغر ، مثلت روايته " موت في الظهيرة " نقطة مفصلية في مساره الأدبي ،كما كانت "لمن تقرع الأجراس" من اهم روياته التي حققت نجاحاً باهراً . عكس ادب همينغواي المعاناة الإنسانية القاسية التي واكبت الصراع خلاص الحربين العالميتين والحرب الأهلية الأسبانية ، فاتسمت كتاباته بمرادفتها للحياه والتجربة المعاشة. حاز هيمنغواي علي جائزة بوليترز الأمريكية في الصحافة عام 1953، كما حصل علي جائزة نوبل في الأدب عن روايته " العجوز والبحر" عام 1954،وجائزة بوليترز الأمريكية "لأستاذيته في فن الرواية الحديثة ولقوة اسلوبه ،وفي آخر حياته انتقل للعيش في منزل بكوبا حيث بدأ يعانى من اضطرابات عقلية لم يكمل همنغواي ال62 من عمره حيث انتحر في الساعات الأولي من صباح 2 يوليو عام 1961بإطلاق النار علي نفسه من خلال بندقية الصيد المفضلة له .