"الأباجية" أو "الخليفة" هي أحدى مناطق السيدة زينب في القاهرة، سميت على اسم الخليفة الفاطمي، يعتبر حي الخليفة من أغنى أحياء القاهرة بالآثار التاريخية والدينية والتي تعتبر علامة مميزة للحي وثروة قومية يلزم الحفاظ عليها وتطويرها، وهو ذات طبيعة شعبية تنتشر به العقارات القديمة والمساجد الأثرية ذات التاريخ والطبيعة الدينية ومن أهم المعالم الدينية بالحي مسجد السلطان حسن الذي بدأ السلطان الناصر حسن في بناؤه سنة 757 ه / 1356 م، وبالرغم من احتوائه على أثار تاريخية وأثرية تعد الأباجية من المناطق العشوائية التي يعيش أهلها في وسط الجبال حيث تحيط بهم المخاطر من كل جانب سواء من بلطجية أو ثعابين أو سحالي والعقارب ..ألخ، يعاني أهلها الفقر والجوع والأمراض في ظل وعود زائفة من المحافظ ورئيس الحي بتطويرها. وفي مقابلة "للوادي" مع اهالي حي الخليفة شرحوا لنا مدى معاناتهم والمشاكل والمخاطر التي تحيط بهم.. بداية تقول هانم محمد 65 عاما، أعيش أنا وزوجي وأولادي الأربعة في الأباجية منذ أكثر من 20 سنة، والمنطقة في تدهور دائم وسط وعود من الحكومة بتطوير المنطقة ولكننا لم نشعر بأي تغير أو تطوير في المنطقة، فنحن نواجه الموت يوميا، إما من البلطجية الذين يعتدون علينا يوميا أو من جانب الحشرات والتعابين والعقارب التي نواجهها ،أو المجاري التي تسببت في موت الكثير من أهالي المنطقة.. وأضاف أحمد جمال 60 عاما، من أصعب المشاكل التي نواجهها و يجب على الحكومه حلها هي المياه فنحن نعاني من نقص المياه التي نضطر إلى المشي بالكيلومترات على أقدامنا للحصول عليها، فأنا وزوجتي وأولادي الخمسة نعيش في غرفة ضيقة في بطن الجبل ،"عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية " كان شعار ثورة 25 يناير و الهدف الذي قامت من أجله ، و الذي سالت من أجله دماء المئات من شباب مصر ، فأين هي الحرية والعيش والعدالة التي حلمنا بتحقيقها وأضاف جمال قائلا "دا ربنا ميرضاش عن اللي أحنا فيه دا أحنا تعبنا ومحدش حاسس بينا!!" ويقول عم فاروق هذه الأرض تتبع للقوات المسلحة، ووعدونا بعمل حصر للمنطقة وتوزيع شقق على 72 أسرة في 6 أكتوبر، ومازلوا حتى الأن يأتون كل فترة لتفقد المنطقة والتعهد بتطوير المنطقة ولكننا لم نرى أي تغيير في المنطقة، "وبعد مقالولنا هنديكوا شقق قلولنا البلطجية أخدوا الشقق وأكتشفنا فيما بعد أن الحي بياخد الشقق ويبعوها"، فأنا أعيش هنا منذ عام 1988م، والمنطقة كما هي بدون تغير، وأضاف عم فاروق " أحنا عايشين وسط الجبال والصخر بيقع علينا وأحنا بنموت كل يوم"!! وأوضحت هند ناجح أعيش أنا وأبنائي الثلاثة في غرفة ضيقة في بطن الجبل، وأثناء هطول الأمطار في الشتاء أغرقت الأمطار الغزيرة الغرفة التي نعيش بها ودمرت كافة أثاثنا ولم يتبق منها شئ صالح للإستخدام، وحتى أسقف أغلب الغرف دمرت ولم يتبقى منها شئ، ونحن نعيش الأن في الشارع أنا وأبنائي،أما على المستوى الصحي لم يختلف الوضع كثيرًا، ولا يوجد بيت إلا وبه فرد مصاب بنزلات شعبية حادة، وارتفاع حاد في درجات الحرارة، أو مصاب بقيء، وإسهال، وسط مخاوف من إصابتهم بفيروس إنفلونزا الخنازير المنتشرة منذ فترة.. وأخيرا تشتكي الحاجة أم زياد قائلة: "أنا عندي 70 سنة وضيعت عمري كله في المنطقة دي وولادي كلهم ماتوا بسبب الأمراض التي أكتسبنها من هذه المنطقة وكل يوم بيجي حد من الحكومة يوعدونا أنهم هينقلونا ومحدش بيعبرنا بعد كدة، أحنا مبنطلوبش غير أننا نعيش مستورين في بيت ودي من أقل حقوقنا!!" .