أعلنت منظمة العفو الدولية اليوم الأحد أن هناك أدلة تشير إلى حدوث عمليات اعدام لمدنيين وقصف عشوائي لمخيمات قبائل الطوارق الرحل..مضيفة أن هناك تقارير متزايدة حول عمليات قتل غير قانونية وإنتهاكات أخرى لحقوق الإنسان ترتكب في مالي وذلك مع احتدام المعارك التي تخوضها القوات المالية ضد المسلحين الإسلاميين هناك. وقالت منظمة العفو الدولية في بيان أصدرته اليوم الأحد وأوردت صحيفة /الجارديان/ البريطانية على موقعها الإلكتروني - إن السكان في مدينة موبتي بوسط البلاد تحدثوا عن الاعتقالات والاستجوابات والتعذيب على أيدي الجيش المالي الذي يتعرض له الأبرياء - والذين يعتقد خطأ أنهم متورطون في أنشطة تمرد. ونقلت الصحيفة عن إحدى السيدات ان ابنها اختفى وظلت تبحث عنه لثلاثة أيام وقيل لها أن الجيش المالي أطلق النار على اثنين ووضعهما في حفرة داخل معسكر، فيما قال ابن عم الضحية إننا من قبائل الفولاني "الفولا" وأن الجنود يمكن أن يعلموا أننا من الشمال من ملابسنا، ولذلك فإن الجنود يشتبهون بنا، وإذا كان أحد يبدو مثل " الفولاني " ولا يحمل بطاقة هوية فإنهم يقتلونه. ولكن العديد من الناس يولدون في قرى نائية صغيرة ومن الصعب عليهم الحصول على بطاقات هوية. وتابع قائلا "إننا جميعا خائفون، وإن هناك بعضا من الأسر الذين هم من قبائل الفولاني أو الآخرين من ذوي البشرة البيضاء لا يمكنهم الذهاب كثيرا، لقد توقفنا عن ارتداء ملابسنا التقليدية وأجبرنا على التخلي عن ثقافتنا، والبقاء داخل منازلنا. وأضافت منظمة العفو الدولية أن هناك دلائل موثقة تفيد بارتكاب الجيش المالي انتهاكات بما في ذلك القتل بدون محاكمة، وقالت في سبتمبر الماضي أن مجموعة من 16 واعظا إسلاميا من جنسيات مالية وموريتانية اعتقلوا واعدموا من قبل القوات المالية في ديابالي. وعلى جانب آخر، أجاب وزير العدل المالي مالك كولابالي على سؤال لصحيفة الجارديان حول اعتقاد الحكومة بأن قوات الجيش مدانة بارتكاب جرائم حرب.. قائلا "إنه لا يوجد جيش في العالم برئ تماما" ، وأضاف "إن الجيش الأمريكي - الذي يعتبر واحدا من أكثر جيوش العالم احترافية- حتى الآن يثبت أنه ارتكب أفعالا من التعذيب والقتل غير القانوني، وأن هذا موجود في كل الجيوش". ونقلت الصحيفة عن الباحث في شئون الساحل وشمال أفريقيا أندريه ليبوفيتش ومقره في السنغال قوله "إن الوضع يدخل في حالة الفوضى ويبقى في الفوضى، ولا أعلم ما إذا كانت ستحدث موجة من الهجمات على دول غرب أفريقيا، ولكن لا يمكن اعتبار ما حدث في الجزائر إشارة على ذلك ، واعتقد أنه سيصبح أسوأ بدلا من أن يصبح أفضل". وذكرت تقارير - حسب الصحيفة - أن الاسلاميين استخدموا حافلة تابعة لإحدى الشركات للدخول لمدينة كونا قبل السيطرة على المدينة. وتعتبر هذه واحدة من الادعاءات العديدة بارتكاب جرائم حرب ضد الاسلاميين وجاءت بعد أن اعلنت المحكمة الجنائية الدولية الاسبوع الماضي انها ستبدأ تحقيقا في الأحداث في البلاد. وقال كوليبالي أن الحكومة في مالي طالبت المحكمة الجنائية الدولية بدء تحقيق في الجرائم التي ارتكبت في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإسلاميين. وأضافت الصحيفة أن الادلة على جرائم التي ارتكبها المتمردون خلال سيطرتهم على شمال البلاد سوف تظهر الآن وانهم قاموا بتفجيرات حول المدن في شمال البلاد مثل جاو وكيدال وتيمبكتو.