عاشت بين أمرين أصعب من بعضهما هل تفصح عن تعرضها للتحرش أم لا، خوفا على سمعتها في المجتمع القروى التي تعيش فيه، ولكن تغلبت على خوفها ورفضت الصمت، ونادت قائلة "تعرضت للتحرش" فلم تجد سوي المهاجمة من اهالي قريتها مما جعلها في حالة نفسية، إلا أنها لم تكن بمفردها تتعرض للتحرش بل يوجد بعض سيدات بالقرية لا يفصحون عن تعرضهم للتحرش، ويوجد كذلك مئات من طالبات الجامعات يتعرضن للتحرش بشكل يومي فى القطارات بسبب الازدحام ولا يملكون سوى الشكوى والصراخ بشكل مستمر. تقول "أسماء" اسم مستعار، من قرية الحلواصي التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية تعرضت للتحرش من طبيب يدعي الشرف والأمانة متخصص في الأسنان، وقد استغل المجتمع القروي وأن السيدات لن يفصحوا عن تعرضهم للتحرش خوفا على سمعتهم ولكن ما حدث لي جعلته بين قضبان السجن بسبب أفعاله المشينة، فبدأت القضية عندما ذهبت إلى العيادة لكي أعالج أسناني لم أتوقع أن يحدث من هذا الطبيب اي شي، ولكن بعد ان قام بتخديري لخلع أسناني فوجئت بأنه يتحرش بي فأصبحت في ذهول لا أدري ماذا أفعل فقمت بصفعه في الحال على وجهه. وأضافت لم أكتفي بذلك و قررت أن أقص ما حدث لزوجى، وعلى الفور تفهم زوجي الموضوع ودعمني كثيرا وذهب على الطبيب لكي يعطيه درسا قاسيا، وعندما ذهب زوجي وأبي إلى الطبيب لمعاتبته إلا أنه استنكر ما حدث تماما فضربه زوجي، وقررنا بعد ذلك تحرير محضر بالواقعة، فذهبت إلى مركز الشرطة وقمت على الفور بتحرير محضر رقم 1237/7 اكتوبر2019 جنايات اشمون ولم يستغرق الأمر ساعة حتى تمكن المباحث بضبط الطبيب وإحضاره ومواجهته. وقد أنكر هذا الطبيب التهمة الموجه إليه وكان بحوزتي رسالة تدل على ما فعله فحينما خرجت من العيادة ذهبت إلى شقيقتى التى قامت بالتحدث مع الطبيب وعاتبته بما فعله من شي مشين وأغلقت الهاتف في وجهه وقام على الفور بإرسال رسالة معناها "تعالى خدى الكشف وانا اسف على اللى حصل" والذى أكدت النيابة على أنه دليل صدق على ما اقول وحبس الطبيب اربعة أيام على ذمة التحقيق. وأشارت الضحية كنت أعتقد أنني على صواب ونجحت في إنقاذ سيدات القرية من هذا الطبيب المتحرش والذي أستغل منصبه للقيام بافعاله الدنيئة، ولكن فوجئت بموجة غضب عارمة من أهالى القرية التي أعيش فيها وأصبحت في نظرهم أنا الخاطئة وكان يجب على ألا أفصح لزوجي أو تحرير محضر ضد الطبيب، وخاصة بعد أن أكدت بعض السيدات منهم أنهم تعرضوا للتحرش منه ولكن بدون أى رد فعل منهم، مما أثر على حالتي النفسية بشكل سلبي نتيجة الضغط علي ووجود ردود أفعال سلبية من هؤلاء. ومن جانبها اكدت ورد عدلي عضو اتحاد محاميات مصر وعضو المجلس القومي للمرأة أن الضحية قامت بالاتصال بها فور حدوث الواقعة ووجهتها لعمل محضر وتم دعمها قانوني وتم السير معها في كافة الأجراءت وسيتقديم الدعم النفسي لها حتى تعود لحالاتها الطبيعية مرة اخري ودمجها في المجتمع. كما أشارت عادلي أن المجلس القومي للمراة يقوم بالعديد من الندوات التي تحفز من خلالها السيدات في القرى للابلاغ عن اى حالة تحرش فالسكوت عن هذه الظاهرة خطر كبير ونقوم بتسليط الضوء على هذه الكارثة التي أصبحت بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار وكذلك نقيم الحملات التوعوية لتعريف السيدات وسائل الدفاع عن النفس في حالة تعرضهم للتحرش مع التشديد عليهم بعدم التهاون في الإبلاغ عن اى حالة تحرش يتعرضن لها.