تلوث مياه الشرب لا يفرق بين أحياء نائية أو راقية، فرغم بناء وزارة الإسكان لمجتمعات عمرانية جديدة من المفروض أنها تتمتع ببنية تحتية قوية إلا أن انقطاع المياه فيها يستمر بالساعات فضلً عن تلوث المياه مما يصيب الأطفال بالفشل الكلوى على حد السواء فى الأحياء الراقية مثل مدينة السادس من أكتوبر أو محافظات الصعيد ولعل السبب الرئيسى هو عدم الالتفات إلى صيانة أو تجديد طلمبات المياه التى تعى مضخات رفع المياه من مستوى إلى آخر. والكارثة الحقيقية التى رصدها محرر «الصباح » فى هذا التحقيق بالمستندات أن طلمبات المياه غير صالحة للاستخدام وغير مطابقة للمواصفات، ولم يتم عمل إحال أو تجديد أو حتى صيانة لها منذ أعوام والوزارة على علم بتلك الواقعة، ولكن لم تعمل على عمل إحلال وتجديد لتلك المحطات. هيئة المجتمعات تعلن انقطاع المياه ببعض المحافظات والطلمبات غير مطابقة للمواصفات 6 أكتوبر:من خال صفحة جهاز 6 أكتوبر اشتكى أحد المواطنين بانقطاع المياه لديه منذ 3 أيام، والجهاز لم يقم بحل تلك الأزمة، واتضح من خال شكاوى المواطنين، أن انقطاع المياه بات يحدث بمدينة 6 أكتوبر بشكل متكرر عقب التوسع العمرانى الذى قامت به هيئة المجتمعات العمرانية فى غضون ال 5 أعوام الأخيرة، وباتت مدينة 6 أكتوبر الراقية تعانى من انقطاع المياه مثل محافظات الصعيد الذى اعتادوا على هذا الأمر، والكارثة الكبرى أنه لون مياه 6 أكتوبر أصبح مثل المياه الملوثة على الرغم من استخدامها الفلاتر لتنقية المياه، وهذا ما أكده أحد المواطنين عبر شكاوى عبر الإنترنت. بينما تحدث محمد مسعود أحد أهالى 6 أكتوبر ل «الصباح » قائلاً الكارثة بأنه بات يظهر أطفاًل مصابة بحصوات على الكلى بشكل كبير بمناطق متفرقة بمدينة 6 أكتوبر، وتعود تلك الأزمات إلى انتشار المياه الملوثة، بالمنطقة وهيئة المجتمعات العمرانية لم تفعل شيئا سوى إصدار بيانات بحدوث أزمات وعطل مفاجئ بطلمبات المياه بالمدينة، وسوف يتم انقطاع المياه، والكارثة التى اتضحت من خال حديث أحد الموظفين بأجهزة 6 أكتوبر، أن هيئة مياه الشرب لم تقم بعمل صيانات أو تجديد وإحلال طلمبات المياه منذ ما يقر ب من 6 أعوام، وهذه كارثة بكل المقاييس. مصدر بالقابضة لمياه الشرب «أزمات بين الشركة وهيئة المجتمعات العمرانية على أعمال الصيانة » أسيوط: المياه محملة بالرمال والأتربة فى محافظة أسيوط، ورغم أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى أكدت تشكيل لجان لسحب عينات من القرى المنتشر بها الشكاوى بحضور مراقب الصحة، ثم أعلنت أن المياة مطابقة للمواصفات، ولا توجد مشكلة، إلا أن الأهالى كذبوا ما جاء ببيان الشركة، وقالوا إن الشركة ترسل أى لجان لتحليل المياه، مؤكدين أن مناعة أطفالهم صارت ضعيفة بسبب تلوث المياه وإصابتهم بالنزلات المعوية المتكررة، مشيرين إلى أن مياه الشرب الممزوجة بالطين ناتجة عن خلل طلمبات المياه التى لا تهتم لشركة بإجراء الصيانة الدورية لها منذ تركيبها. فى محافظة سوهاج تعرض الكثير من أطفال المدن العمرانية الجديدة لمشاكل صحية، أخطرها إصابة طفلين بالفشل الكلوى نتاج تلوث المياه بعد تآكل الطلمبات المصنوعة من الحديد غير المقاوم للصدأ. قال عبدالعزيز حسن «أحد سكان قرية نجع سبع، نعانى نحن أهالى القرية من مياه الشرب المعلقة بالشوائب من الطين والرمال، وحتى نضمن صلاحيتها للاستخدام الآدمى نضعها بأوانٍ، وننتظر حتى الصباح حتى تترصد الرواسب العالقة بالقاع، حتى أن الكثير من أطفال القرية يعانون من حصوات الكلى. المجتمعات العمرانية: إحلال وتجديد الطلمبات تحتاج مليارات وهذا غير متوافر
وهو ما أكدته ؛ حسنية على، قائلة: أصيب أبنائى الثلاثة بحصوات الكلى، فنحن السيدات نعانى معاناة تامة فى تنقية المياه حتى نقدمها لأبنائنا، وتستكمل لم تصل المياه بصورة دورية، ولكن هناك أماكن متفرقة بالقرية تصلها المياه فى الساعات الأخيرة من الليل فننتظر حتى نملأ الأوانى الفخارية، التى تعمل جيدًا على تنقية المياه وترسيب الأتربة والرمال بها، ثم ننتظر لساعات حتى نضع المياه داخل الزجاجات الفارغة لكى تستخدم فى الشرب والطهى، منذ ثلاثة أعوام اشتكى أحد أبنائى من آلام شديدة بالجانب الأيمن، ولظروف المعيشة لم نتطرق كثيرًا إلى هذه الشكوات ونعتبرها بسيطة، إلا أنه أكثر الشكوى، وعندما ذهبت به إلى الطبيب أقر إصابته بتكوين حصوات على الكلية، وكان الطفل أصيب بالفشل الكلوى. أضاف عبدالعزيز المحمدى «أحد أهالى قرية الصفيحة » مركز طهطا: لجأنا إلى حفر الآبار والحصول على المياه الجوفية، وزرعنا الطلمبات لتخفيف العبء عن السيدات الاتى يذهبن إلى الترع والمصارف ليقطعن ساعات من السير ذهابًا وعودة وهن يحملن فوق رءوسهن الأوانى غير النظيفة لتنظيفها ثم يعودن محملين بالمياه من أجل إعداد الطعام. واستطرد: لن نبالغ إذا قلنا إننا نأكل رغيف الخبز معجونًا بمياه الصرف الصحى. التقط أطراف الحديث حسام أبو حسونة، وقال: طالبنا المسئولين بهيئة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، بتوضيح لماذا لا تعمل محطات المياه «الارتوازية » التى قاموا بالإعان عنها عبر تصريحات الشركة،علمًا بأن هذه المحطات والبالغ عددها 28 محطة سوف تحل المشكلة تمامًا. الفيوم: الفيوم ليست أفضل حاًل، حيث قال أحمد شكر «أحد سكان قرية «حى دستا » وهو أحد الأحياء،العمرانية الجديدة بالمحافظة » : نعانى انقطاع المياه بشكل دائم وكثيرًا ما تخرج شركة مياه الشرب ببيانات تهيب فيها المواطنين بأن هناك مشاكل بطلمبات المياه، وجارٍ صيانتها إلا أن الأزمات مستمرة، وعند وصول الماء يكون غير صالح للاستخدام الآدمى. خلافات المسئولين قال مصدر مسئول بشركة مياة الشرب والصرف الصحى بالفيوم إن هناك خافات مستمرة، بين الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، حول من يتحمل تكلفة أعمال الصيانة والإحال والتجديد، مؤكدًا أن البنية التحتية التى تخدم المدن الجديدة، من شبكات مياه وصرف صحى ومحطات تحلية ومعالجة ورافع، تم تسليمها للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى لتكون قائمة على إدارتها وتشغيلها، ولكن تظل قيمة هذه المرافق كأصول ملك هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وأجهزة المدن التابعة لها. وأضاف بعد مرور سنوات على قرار رئيس الجمهورية تم نقل تبعية شبكة مرافق المياه والصرف الصحى بين أجهزة المدن والقابضة للمياه مرات، بناء على قرارات صادرة من وزير الإسكان أو رئيس مجلس الوزراء ويتم الرجوع عنها مرة أخرى، وكان التذبذب الذى سيطر على قرارات وزير الإسكان ورئيس مجلس الوزراء الذى استمر لمدة 5 سنوات مؤشرًا على أن عمليات الصيانة والإحلال والتجديد لم تتم منذ عقود لكل مرافق المياه والصرف الصحى. بينما صرح مصدر مسئول بهيئة المجتمعات العمرانية بأن تغيير طلمبات المياه بجميع المحافظات التى تعانى من انقطاع المياه تحتاج إلى مليارات، ولا يتوافر بالهيئة ميزانية لطلمبات المياه، لذا يتم عمل صيانات دورية بشكل مستمر لجميع المناطق التى تعانى من انقطاع المياه بشكل مستمر، وعلى رأس تلك المناطق مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد لأنها من المناطق الراقية التى لا تتحمل انقطاع المياه بشكل دائم مثلما يحدث بمناطق الصعيد والمناطق المشهورة بالزحام. وأكد المصدر أن هيئة المجتمعات العمرانية تقدمت بطلب تغير طلمبات المياه منذ 5 أعوام وحتى الآن لم يتم تغيرها، وبالفعل أصبحت الطلمبات غير صالحة لاستخدام الآدمى.