مع بداية العام الدراسى الجديد أجد أن هناك علاقة وثيقة بين التعليم والكوميديا فمن المعروف أن البداية التاريخية لفن الكوميديا كانت عند الإغريق أعياد الإله «ديونيسوس » إله الخصب والخمر... )وكانت تقام لهذا الإله بدل العيد عيدين( مرة وقت زرع البذور، ومرة وقت حصاد العنب... فى عيد الحصاد تقام الاحتفالات الحزينة.، لأن الإله هيموت مع الثمر... وفى أعياد الزرع الاحتفالات بتكون سعيدة لأن الإله سوف يحيا من جديد مع الزرع الجديد، لأنه إله الخصب... وفى الأعياد السعيدة يبدأ الناس فى الغناء والسخرية وتبادل النكات البذيئة، والنساك كانوا يحملون شعار إله الخصب ومن هنا بدأت الملهاة )الكوميديا( لأنهم فى الاحتفال كانوا بيضعوا تفل العنب على وجوههم. وطول عمرنا عارفين إن المصرى ابن نكتة وإننا شعب كهى وابن حظ ولولا إننا بنقابل كوارث ومآسى الدنيا بالسخرية مكناش نقدر نعيش ونتحمل أزمنة الاحتلال والفساد والتمييز والطبقية وشبح الفقر وضيق الحال. لكن يظل هناك رابط عجيب وعلاقة وثيقة بين المدارس والمدرسين والطلاب بالكوميديا فنجد فى حكاوى عمنا محمود السعدنى يقول لنا: زمان كان مدرس الحساب فاكر إنى حمار لكن أنا كنت شايف نفسى عبقرى، وبعد فترة طويلة من الزمن اكتشفت إن المدرس كان غلطان واكتشفت كمان أن العبد لله كان غلطان، فأنا لا عبقرى ولا أنا حمار... أنا حمقرى. وعلى ما يبدو أن معظم المدرسين متفقين على المقولة الشهيرة «التكرار بيعلم...... خلينا نقول الشطار بلاش التانية دى، طب يا ترى إيه رأى التلاميذ شايفين نفسهم حمقرى والا عبقرى ؟!! للأسف ومع بالغ الآسى عندما يكبر الطفل ويتنقل بين الصفوف الدراسية ويصل إلى المرحلة الثانوية خاصة فى سنة الرعب للطلاب والأهل والتى يطلقون عليها «البعبع » أى «الثانوية العامة » يصبح كل اعتماد الطالب على الدروس الخصوصية أغلب الطلاب يهجرون المدارس وإن عادوا لها مرة فى خلال الشهر لا تجد أى تواصل بينهم وبين المُعلم ربما يكون عيب المدرس لتركيزه فقط على الدروس الخصوصية لزيادة دخله وعلى الرغم أن تلك الدروس قضت على هيبة المدرس أمام الطلاب لكننا نأمل أن ينصلح الحال بعد زيادة أجور ومرتبات المعلمين التى أقرها الرئيس السيسى. فهل من الممكن أن يتحقق الأمل بتغيير طرق التدريس لتعتمد المدارس على فكرة البحث والمقال واللقاء الشفهى بدًل من التلقين، وتغيير منظومة الامتحانات من قيامها على فكرة حفظ المعلومات إلى البحث والمهارات العقلية؛ هل يتم ذلك بأسرع ما يمكن فى المنظومة الجديدة للتعليم والتى يشرف عليها د. طارق شوقى للحاق بركب التقدم العلمى العالمى ؟! - هل هناك أمل لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وعودة مجانية التعليم حتى لا يُحرم الفقير الذى لديه مواهب وقدرات من التعليم وحتى لا يكون التعليم عبئا ثقيلً على الأسرة ؟! - متى لا تتعارض المناهج التعليمية مع العقل أو المنطق أو حتى مواثيق حقوق الإنسان وتكون أكثر اتساقا مع المواطنة وحقوقها ؟! - متى يكون للتعليم الأولوية فى ميزانية الدولة عملاً بنص الدستور الذى يقر على أن ينفق على التعليم قبل الجامعى 4% من إجمالى الناتج المحلى. هل نجد فى المستقبل القريب أطفال وطلاب المدارس الحكومية يصرخون بأعلى صوتهم وبكل ثقة أنا أفهم إذن أنا موجود !!