أسدل الستار مساء الجمعة على منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية التى أقيمت فى مصر بمواجهة منتخب الجزائر والسنغال فى النهائى والتى جاءت كواحدة من أقوى نسخ البطولة عبر تاريخها الطويل، فضلًا عن تميزها بأنها المرة الأولى التى تقام بمشاركة 24 منتخبًا، وهو ما تطلب استعدادات مكثفة بعد إسناد البطولة إلى مصر قبل شهور قليلة فقط من موعد الانطلاق لتنجح مصر فى إبهار الجميع بتنظيم مثالى للغاية على كل الأصعدة، ما عكس مكانتها الكبيرة فى استضافة الفعاليات الكبيرة. وقدمت مصر صورة مشرفة للغاية خلال التنظيم الذى جاء فى زمن قياسى للغاية بتجهيز الملاعب التى استضافت المباريات على أفضل ما يكون، وكذلك وسائل النقل والتغطية الإعلامية المميزة، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال حفل الافتتاح، إلى جانب تسليط وسائل الإعلام العالمية الضوء على روعة التنظيم الذى أشاد به الجميع، وكذلك تواجد نجوم الكرة العالميين فى المدرجات لحضور عدد من المباريات وعلى رأسهم الفرنسى عثمان ديمبلى لاعب فريق برشلونة الإسبانى ومنتخب فرنسا. واستمر النجاح بعد أن ساهم الجمهور المصرى بعدد من اللقطات فى تعزيز العلاقات مع الجماهير العربية، وهو ما ظهر خلال التشجيع الحماسى لمنتخب تونس ومن بعد خروجه مع منتخب الجزائر، مما ساعد على تحسين العلاقات، إلى جانب زيارة المشجعين الأجانب للأماكن والمعالم التاريخية والإشادة بها. وعلى الرغم من النجاح الباهر لمصر من جميع النواحى، إلا إن المنتخب الوطنى خيب الآمال بشدة، رغم أنه كان مرشحًا للمنافسة بقوة على اللقب، بما تضمه القائمة من أسماء مميزة على رأسها محمد صلاح المتوج مع فريق ليفربول الإنجليزى بلقب دورى أبطال أوروبا، بعد أن حدثت العديد من الأزمات التى أطاحت بحالة الاستقرار ووصلت إلى حد الفضائح الأخلاقية. ورغم التفاف الجماهير ومساندتها للمنتخب جاء الفشل الذريع والخروج المدوى على يد منتخب جنوب أفريقيا فى دور الستة عشر من البطولة، وسط موجة غضب عارمة نتيجة العروض الباهتة رغم التأهل بالعلامة الكاملة خلال الدور الأول، ليكتب الجيل الحالى واحدة من أسوأ المشاركات فى تاريخ الفراعنة بنهائيات البطولة.