تجرد عاطلان من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، واستدرجا سائق سيارة أجرة وقاما بخنقه بهدف سرقته، ثم ألقا بجثته فى ترعة أبو النمرس. وأمام النيابة أدلى المتهمان بتفاصيل ارتكابهما للواقعة، حيث قال المتهم الأول: «منذ عدة أيام أعانى من عدة أزمات مالية متتالية، جعلتنى أشعر بأن الدنيا قد ضاقت فى وجهى وأصابنى اليأس بشكل كبير، كاد يدفعنى إلى الانتحار». وأضاف: «كل ما كان يشغل بالى فى تلك الفترة أن أحصل على المال لأستطيع الإنفاق على أسرتى، وأن أعمل على سد احتياجاتهم، فحاولت كثيرًا أن الجأ إلى أى من أصدقائى أو أقاربى لاقترض منهم مالًا، لكن الجميع رفض إقراضى وتخلوا عنى». وأكمل المتهم: «شعرت أن وجودى فى تلك الدنيا أصبح بلا فائدة، فالكل تخلى عنى دون أسباب واضحة، رغم أننى كنت أول من يقف بجانبهم فى وقت الشدة، ولكنهم تخلوا عنى جميعًا، ففقدت الأمل تمامًا فى الحياة، فأنا لا أستطيع أن أوفر احتياجات أسرتى، خرجت والضيق يملأ صدرى، أسير فى الشوارع وأنا أكلم نفسى، وأفكر فى الانتحار تارة وأتراجع عن تلك الفكرة تارة أخرى». وتابع: «وأنا أسير فى تلك الحالة إذ بصوت ينادى على، التفتت فوجدت أحد أصدقائى، كنت قد قطعت علاقتى به منذ فترة نظرًا لإدمانه المخدرات وسمعته السيئة، لكننى وجدت نفسى قد توقفت وبدأت اتجاذب معه أطراف الحديث، كانت علامات اليأس والحزن تخيم على وجهى، فما كان منه إلا أن سألنى عن أسباب تلك الحالة السيئة، فوجدت نفسى أصارحه بكل ما كان يضايقنى، وكأننى كنت أنتظر أى شخص لأفضفض له عما بداخلى، ثم صارحنى بأنه هو الآخر لا يملك المال، ولكنه يعرف الطريقة التى توفر لنا مالًا وفيرًا، بسرعة ومن دون تفكير سألته أن يدلنى على ذلك الطريق الذى يجعلنى أحصل على المال، أجابنى بخطته للاستيلاء على المال، فقلت له إننى موافق على ما سيفعله بشرط الحصول على المال بأسرع وقت». أما المتهم الثانى، فقال: «لم تكن خطتنا تحتوى على قتل أو إيذاء أحد، ولكن كل ما خططنا له هو الاستيلاء على المال، ولكن الظروف هى من جعلتنا نفعل ما لم نخطط له، حيث خرجت أنا وصديقى وأوقفنا سائق سيارة أجرة وطلبنا منه أن يقوم بتوصيلنا إلى إحدى المناطق، وكنت أعلم أنه أثناء سيرنا سوف نمر على منطقة نائية، وهى المكان المثالى لتنفيذ خطتنا، كل ما كنا نريده هو سرقة اليومية أو المال الذى بحوزة السائق دون إيذائه». وأضاف: «بالفعل بدأت خطتنا باستقلالنا السيارة الأجرة، وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث مع السائق الذى كان صديقى يجلس بجانبه حتى نقوم بإلهائه، وعندما اقتربنا من المنطقة النائية حاولنا الهجوم على السائق وإجباره على الوقوف بالسيارة لتنفيذ خطتنا التى كانت فى طريقها إلى النجاح، ولكننا فوجئنا بالسائق يصد هجومنا ويدافع عن نفسه، بعد أن تملك من صديقى وحاول دفعه خارج السيارة، الأمر الذى جعلنا نقوم بخنقه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة». وعثر الأهالى على جثة المجنى عليه وحرروا بلاغًا بالواقعة، وانتقلت أجهزة الأمن إلى مكان العثور على الجثة، وتم تحرير محضر بالواقعة وأحيلت للنيابة التى باشرت التحقيق، وتبين أن الجثة لشاب تم التوصل لهويته، وأن عاطلين وراء قتله لسرقة سيارته، وبإعداد كمين للمتهمين تمكن رجال المباحث من القبض عليهما، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، حيث استدرجا الضحية بحجة توصيلهما، ثم خنقاه، وتخلصا من جثته بالترعة، واستوليا على سيارته، تم تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة التى أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.