خلال أيام الصيف، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بصور روّادها التى يبدو عليها علامات التقدم فى السن، التى يخرجها بهذا الشكل تطبيق «FaceApp» ذائع الصيت، بينما لم يتوقف الأمر عند المستخدمين العاديين؛ حيث طال الأمر عددًا لا بأس به من مشاهير الفن والسياسة عبر العالم، لكن السؤال الأكثر واقعية هنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا وتحليل المعلومات؛ هل يتوقف الأمر عن كوّنه مزحة أم أن خلف التطبيق تكمن الشكوك؟ هذا ما سنعرفه هنا! تطبيق FaceApp للهواتف الذكية بنظامى Android و iOS، وكذلك فى فيسبوك، ظهر فى بادئ الأمر خلال يناير 2017، ليعود للواجهة من جديد فى 13 يوليو الماضى خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، ويعمل التطبيق من خلال إدخال صور، ويتيح عددًا من الفلاتر، تنتج صورًا على درجة كبيرة من الجودة والواقعية، يعد أبرزها فلتر توقع ملامح الوجه فى سن الشيخوخة. يأتى على رأس التخوفات من التطبيق أن مالكه ومؤسسه الروسى يوروسلاف جونشاروف، والسجل الروسى حافل بخروقات وانتهاكات الخصوصية، ولعل أبرزها التورط فى فضيحة شركة «كامبريدج أنالتيكا» المتعلقة بالتدخل فى التصويت لصالح البريكزيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى)، وانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة التى فاز بها ترامب. أما من الناحية العملية فالتطبيق يدفع للقلق من سرقة بيانات المستخدمين، نظرًا للصلاحيات التى يطلبها نظير استخدامه؛ حيث يطلب التطبيق الإذن باستخدام الصور على هاتفك، وكذلك الاطلاع على الكاميرا، وكذلك الاطلاع على ملفات الموبايل، والتحكم فى بروتوكولات الاتصال، وكذلك الاطلاع على الشبكات، إضافة إلى استلام بيانات من الإنترنت.
الأمر الأكثر خطورة هو وثيقة الاستخدام التى يطلب التطبيق الموافقة عليها حال استخدامه، وأهمها الحصول على معلومات من الجهاز عن المواقع التى تزورها والإضافات التى تستخدمها، بالإضافة إلى ملفات تعريف الارتباط، والتى تحوى الكثير عن جهازك، ونقل هذه البيانات لشركاء التطبيق، لاستخدامها فى الإعلانات، دون توضيح من هم الشركاء، إلى جانب الحصول أيضًا على سجل الأحداث، الذى يعد من أخطر ملفات النظام، الذى يسجل كل أنشطة الجهاز، مثل المواقع والتطبيقات والآى بى الخاص بجهازك. كل هذه المعلومات عن التطبيق الغامض لا تجعله فقط مجرد وسيلة للتلاعب بالصور وإضفاء علامات التقدم فى العمر عليها، حيث تشير الإحصاءات إلى وجود نحو سبعمائة ألف عملية تحميل للتطبيق يوميًا، كل هذا يجعل منه ماكينة ضخمة لجمع المعلومات عن المستخدمين وتحليلها، الأمر الذى لن يتوقف فقط عند الاستخدام التجارى فى الإعلانات، لكن ربما يستخدم فى عمليات تجسس واسعة وتوجيه للرأى وتلاعب بالجمهور، وهو الاتهام الذى يظل لصيقًا بالروس وذلك على الخلفيات التى ذكرناها آنفًا.