رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الليبى: اتفاقية حكومة الوفاق مع تركيا غير شرعية تواصل الدولة التركية حملتها العدائية ضد دول المنطقة العربية، وعلى رأسها ليبيا وسوريا ومصر، وبحسب معلومات مؤكدة من مصادر مسئولة فى الجانبين الليبى والسورى، تنفذ تركيا الآن عملية «تفريغ إدلب» من الإرهابيين، وذلك من خلال نقلهم إلى الجانب الليبى عبر المطارات المدنية. عمر التاورغى، باحث ليبى، كشف فى تصريحات ل«الصباح»، أن مناطق الجنوب الليبى باتت الملجأ الرئيسى لعناصر داعش الذين يتم نقلهم عبر الطائرات الليبية من مطارات تركية، موضحًا أن منطقة جبل الهاروج تضم المعسكرات الرئيسية لاختباء العناصر القادمة من سوريا والعراق، وكذلك المنضمة من تشاد والنيجر وبوكو حرام. وأشار إلى أن تمركزها فى الجنوب يعود لصعوبة ملاحقتها خاصة فى تلك المناطق الممتدة لأكثر من 100 كيلو متر من المدقات والسهول، كما أن بها الكثير من مظاهر الحياة التى تساعد على البقاء هناك لفترات طويلة، مثل عيون المياه الطبيعية ووجود الإبل والأغنام التى ترعاها بعض القبائل الليبية. وأوضح أن تركيا تقوم بنقل داعش إلى ليبيا لإفشال عملية تحرير طرابلس، وتهديد مصر، خاصة أنها تسعى لسيطرة داعش على الجنوب الليبى بالكامل وخلق أكبر تمركز للتنظيم الإرهابى فى ليبيا، لافتًا إلى أن عملية التفريغ تتضمن نقل الآلاف من سوريا والعراق خاصة بعد الضغط الروسى لتطهير إدلب. أما طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان الليبى، فأكد أن حكومة الوفاق وقعت اتفاقية دفاع مشترك مع الجانب التركى بطريقة غير شرعية، وأن الحكومة غير الشرعية لا يحق لها توقيع أى اتفاقيات مع الدولة التركية، نظرًا لعدم موافقة البرلمان الليبى على الاتفاقية. وشدد «الميهوب»، على أن تركيا تسعى إلى تدمير ليبيا من أجل السيطرة على خيراتها، ونقل الإرهابيين إلى الأراضى الليبية بما يهدد منطقة أفريقيا بالكامل، مشيرًا إلى أن تركيا تستخدم الطائرات المدنية عبر مصراتة ومطار معيتيقة لنقل السلاح والإرهابيين إلى ليبيا، وأن التقارير الدولية أكدت ذلك، خلال الفترة الماضية. وحول عمليات التفريخ من سوريا والعراق، أوضح الخبير العسكرى السورى محمد عيسى، أن القوات التركية الموجودة فى نقاط المراقبة بإدلب، تقوم بعملية شحن المقاتلين الأجانب منذ فترة وتقوم بنقلهم عبر الطائرات عبر وسطاء تيسر لهم كل الخطوات وعمليات التأمين، وبعضهم يتم نقلهم إلى آسيا والنسبة الأكبر يتم نقلهم إلى ليبيا. وأوضح «عيسى» أن نقل العناصر إلى ليبيا يسعى من خلالها الرئيس التركى إلى ضرب الأمن فى المنطقة الأفريقية بما فى ذلك مصر وليبيا ودول الجوار الليبى وكذلك أوروبا. وتابع أن عمليات النقل تتم تحت أنظار الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تركت أردوغان يقوم بالعملية لاستثمار وجود داعش فى ليبيا فى وقت لاحق، تحت زعم مكافحة الإرهاب، وما يترتب على ذلك من تدخل فى المنطقة. وأكد عيسى أن المعلومات تشير إلى تورط شركة طيران ليبية اسمها «الأجنحة الليبية»، ومملوكة لعبدالحكيم بلحاج أحد أبرز وجوه الجماعة الليبية المقاتلة فى ليبيا، موضحًا أنه خلال الأشهر الماضية تم نقل آلاف العناصر إلى ليبيا، إلا أنه لم يعلن عن وجودهم حتى الآن. لم تقتصر المؤامرة التركية على ليبيا، بل امتدت إلى الأراضى التونسية، عبر تحريك حليفتها فى تونس وهى حركة النهضة، التى أشارت مصادر تونسية عن علاقتها بالعمليات الانتحارية التى وقعت فى العاصمة التونسية الشهر الماضى، كما كشفت المعلومات علاقة بين العمليات التى تمت والخلايا النائمة ذات الميول المتشددة وعلاقتهم بحركة النهضة. المعلومات التى أكدتها المصادر فى سوريا وليبيا وتونس تحدث عنها أيضًا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى حذر من تدفق المسلحين من محافظة إدلب السورية إلى ليبيا، كما حذر من تدهور الأوضاع فى ليبيا. وكشف النائب طارق الجروشى عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بليبيا، عن تنسيق بين الرئيس التركى وأجهزة مخابراته وقيادة التنظيم داعش، أبوبكر البغدادى الذى ظهر فى فيديو وتحدث عن ليبيا بالأخص، وهو ما يؤكد الخطة التركية. تحذيرات الرئيس الروسى وأعضاء لجنة الأمن القومى بليبيا جاءت بعد بث تنظيم «داعش» الإرهابى، إصدارًا مرئيًا جديدًا، تحت عنوان «العاقبة للمتقين»، بثته الأذرع الإعلامية للتنظيم حيث أظهر عددًا من مقاتليه فى بقعة صحراوية قالت المصادر الليبية إنها منطقة «الهاروج»، وتوعد التنظيم الإرهابى فى الفيديو بمواصلة ما أسماه الجهاد فى ليبيا، وهو ما يعتبر محاولة دعائية جديدة من التنظيم لإثبات وجوده فى الأراضى الليبية.