يعد الاحتفال بعيد الفطر وممارسة الطقوس والعادات التى يقوم بها المسلمون حول العالم من أهم العادات التى يلتزمون بها للاحتفال، والتى تختلف من مكان لآخر حول العالم، إلا أن العيد فى شتى الدول العربية والإسلامية والأوروبية والآسيوية يجمعهم هدف واحد وهو الفرح ويشتركون جميعًا فى بعض العادات ومنها أداء صلاة العيد، وإعطاء الأطفال العيدية، وشراء الملابس الجديدة وتجهيز الحلويات، والزيارات العائلية، إلا أن هناك دولًا تتميز بالعادات الغريبة، وسنرصد فى السطور القادمة أبرز وأغرب عادات دول العالم فى الاحتفال بعيد الفطر. فى اليمن، تختلف مظاهر الاحتفال بالعيد عن الدول الأخرى، فيقوم أهلها بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية وذلك لحرقها ليلة العيد، تعبيرًا عن فرحتهم بقدوم العيد وحزنًا على انتهاء شهر رمضان وبعد ذلك يقومون بنحر الذبائح، وتوزيع اللحوم على جميع الجيران والأقارب، ويتم تبادل الزيارات وتقديم العيدية، والأكلات اليمنية وهى السلتة والتى تتكون من الحلبة المدقوقة، وقطع البطاطا المطهية، وقليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص النساء اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام إلى الضيوف فى العيد، ومنها السبابة أو بنت الصحن وهى عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها البعض ومخلوطة بالعسل الطبيعى والبيض والدهن البلدى. ويحرص أهل فلسطين بعد تأدية صلاة العيد بتقديم البرازق والنقوع، وهى عبارة عن بذور لها رائحتها الزكية، وهناك أغان يؤديها الأطفال فى الليلة الأخيرة من شهر رمضان وعيد الفطر، هذه الأغانى على جرحى وشهداء فلسطين ويقوم النساء بعمل الحلويات مثل المعمول، وحلى سنونك واليحمى. أما فى المملكة العربية السعودية تبدأ مظاهر استقبال العيد قبل يوم العيد نفسه، وتبدأ الأسرة بشراء حاجاتها من ملابس وأطعمة مثل الكبسة والمرقوق والمراصيع والهريس، وتعتبر الحلويات الخاصة بالعيد فى بعض المناطق، مثل الكليجية والمعمول وبعد الانتهاء من صلاة العيد يقوم السعوديون باستئجار الاستراحات التى تقع فى المدينة أو فى أطرافها، إذ يتم استئجار استراحة يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة، التى تضم الجدود والأولاد والأحفاد، وتقام الذبائح والولائم، يعقبها اللعب من الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسعة. ويقوم المسلمون فى السودان بزيارة المرضى وتنظيم الرحلات العائلية ويتم التجهيز لاستقبال العيد باستقبال الزائرين الذين يتوافدون بعد صلاة العيد، حيث يتوافد رجال الحى فى كثير من القرى إلى منزل شخص يكون أحد الكبار، حاملين إفطارهم، ثم يخرجون جماعات متتالية لزيارة المرضى وكبار السن ومعهم النساء والأطفال، ويقضون اليوم الأول فى الزيارات وتهنئة الجيران، مع تنظيم الرحلات العائلية والشبابية، ويقضى الجميع أوقاتهم على ضفاف نهر النيل. ورغم أن أستراليا دولة علمانية، وعدد المسلمين فيها قليل، تقوم الشرطة بإغلاق بعض الشوارع المؤدية إلى المساجد، وذلك لأن الحضور إلى المساجد لأداء صلاة العيد والخروج منها يكون على شكل جماعات تردد التكبيرات أثناء سيرها، وتعد هذه المسيرات من أبرز المراسم المقترنة بعيد الفطر، ويقوم الأستراليون بعمل مهرجانات احتفالية فى مدينة ملبورن أكبرها، بحيث يشارك فيه أكثر من عشرات الآلاف من المسلمين وغيرهم. ولعيد الفطر فى بورما تقاليد وطقوس مختلفة ومميزة، حيث يقوم الشباب المسلمون فى بورما بتنظيم نفسه فى مجموعات تؤدى بعض الخدمات للمجتمع الإسلامى، مثل جمع التبرعات وتوزيعها على الفقراء فى يوم العيد، أو حتى الخروج إلى الشوارع قبل الفجر فى رمضان من أجل إيقاظ المسلمين للسحور، وذلك باستخدام أهازيج خاصة يرددونها وهم يجوبون شوارع الأحياء ليلًا. وبعد أن يقيم البورميون المسلمون صلاة العيد والتى لا تشارك النساء عادة فى أدائها، يذهب الجميع لتحية كبار السن و آبائهم وأمهاتهم، ويقدم الشيوخ الهدايا الرمزية والعيديات للأطفال، ويزينون منازلهم بالمصابيح والزينة، ويصنعون نوعًا من الحلوى يقدم فى عيد الفطر. ولعدم وجود سلطة مسلمة فى بورما تتخذ القرارات المهمة كتحديد أول أيام الصيام أو يوم العيد، تحدد كل قرية أو مدينة ذلك بنفسها، فقد يكون يوم العيد فى قريتين متجاورتين مختلفًا، وهذا ما يناقض الوحدة التى تعد إحدى الحكم من الصيام و الأعياد الإسلامية. كما يحرص المسلمون فى أوروبا على الاحتفال بعيد الفطر المبارك على الرغم من اختلاف حياتهم عن بلدان العالم الإسلامى، نظرًا لعدم الالتزام بأنه يكون إجازة رسمية، إلا أن الجاليات الإسلامية تحرص على الاحتفال بهذا اليوم من خلال الحرص على أداء صلاة العيد وتهنئة بعضهم البعض، مما يجعل الأوروبين يشعرون بالاستغراب والحيرة نظرًا للألفة بينهم فى ظل التفكك بين الأوروبيين. ويمثل العيد فرصة كبيرة فى ماليزيا لالتقاء الأهل والأحباب بحيث يعرف باسم «هارى رايا» ومعناه عيد الفطر باللغة الماليزية، وتنتشر مظاهر الاحتفال فى الطرقات والأسواق الشعبية والمجمعات التجارية وفى مختلف القرى، ولا يقتصر الاحتفال بعيد الفطر فى ماليزيا على المسلمين، فهو يشمل بقية الأشخاص من الديانات الأخرى كالمسيحية والبوذية والهندوسية، فهذا العيد يمثل احتفالًا عائليًا لجميع طوائف الشعب بصرف النظر عن الدين أو الجنس. بينما فى تايلاند فلا يختلف العيد كثيرًا عما يحدث فى الكثير من دول العالم العربى، بحيث يحرص المسلمون على أداء صلاة العيد ودفع زكاة الفطر فى الصباح، مع تبادل التهنئة بينهم فى ظل القمع الذى يشعر به المسلمون والتعرض للانتهاكات بشكل كبير، إلا أنهم يحاولون الاحتفال بينهم من أجل مشاركة بعضهم البعض الاحتفال بالعيد والتماسك بالبهجة والسعادة فى هذا اليوم. وفى الصين، ورغم قلة عدد المسلمين، إلا أنهم يحاولون التصدى لأى محاولات تقوم بها السلطات الصينية والتى تحاول انتهاك حقوق الأقليات، بحيث إنهم يلتزمون بارتداء الأزياء الملونة احتفالًا بالعيد والتأكيد على إظهار هويتهم الإسلامية، مع تبادل الزيارات والتهنئة بينهم. ويحتفل المسلمون بالعيد فى اليابان بشكل أكثر حرية من الصين، ويستطيعون أداء صلاة العيد، حيث سمحت الحكومة للمواطنين بأداء الصلاة فى الحدائق أو المنتزهات من أجل استيعاب المسلمين بعد أن كانوا يصلون فى المساجد على شكل دفعات متتالية، مما ساعد على الاحتفال بشكل أكثر بهجة وفرحة بالعيد، كما ساعدت تلك المظاهر على الدعوة للدين الإسلامى فى اليابان.