الملاريا والإيدز والإيبولا أبرز الأمراض التى تهدد إفريقيا والجفاف يتسبب فى وفاة الملايين تحديات كثيرة تواجهها القارة السمراء على رأسها تحدى الإرهاب، الذى تواجهه الدول الإفريقية كل يوم، بهجوم من ميليشيات مسلحة، أو بسبب صراع على السلطة، بالإضافة إلى تحديات أخرى تخص النواحى الاجتماعية والثقافية والبيئية أيضًا. وترصد «الصباح » فى هذا التقرير أبرز التحديات التى تواجه القارة السمراء، بداية تحدى الإرهاب ثم الهجرة وأيضًا التغيرات المناخية والتصحر من خلال تقارير عالمية صادرة عن منظمات دولية. الأمراض والأوبئة: أمراض خطيرة تسبب فى كوارث للشعوب الإفريقية، على رأسها مرض فيروس الإيبولا الذى تفشى منذ أغسطس 2018 فى مقاطعتى شمال كيفو وإيتورى فى شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تسبب فى وفاة 1112شخصًا ) 1024 حالة مؤكدة و 88 حالة محتملة( من أصل 1662 حالة مسجلة مصابة بالوباء. ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية لا تزال إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تتحمل قسطًا كبيرًا بشكل غير متناسب من العبء العالمى للملاريا، ففى عام 2015 ، كانت 90 فى المائة من حالات الملاريا و 92 فى المائة من الوفيات الناجمة عن الملاريا تتركز فى الإقليم، فهناك نحو 13 بلدًا - معظمها فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى - تضم 76 فى المائة من حالات الإصابة بالملاريا و 75 فى المائة من الوفيات الناجمة عنها على مستوى العالم. وفى المناطق التى يرتفع فيها معدل انتقال الم اريا، يكون الأطفال تحت سن الخامسة معرضين بشكل خاص للعدوى والمرض والوفاة؛ ويحدث أكثر من ثلثى ) 70 فى المائة( إجمالى الوفيات الناجمة عن الملاريا لدى هذه الفئة العمرية. وبين عامى 2010 و 2015 ، انخفض معدل وفيات الملاريا لمن هم دون سن الخامسة بنسبة29 فى المائة على الصعيد العالمي، ومع ذلك لاتزال الملاريا تمثل السبب الرئيس لوفيات الأطفال دون سن الخامسة، حيث تودى بحياة طفل كل دقيقتين. وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية أيضا، فخلال عام 2004 ، قضى ما يقرب من 3 ملايين شخص نحبهم، بسبب الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز »، ويمكن أن يزداد هذا العدد حيث إنه فى إفريقيا وحدها، يعانى ما يقرب من 39.4 مليون شخص من الإصابة بهذا المرض، ولأن مرض نقص المناعة، هو فيروس يعمل على إضعاف مناعة الإنسان، وتبدأ أعراضه فى الظهور خلال فترة تتراوح بين8 : 15 عاما، لأن أغلب تلك الإصابات بإفريقيا لم تتلق التوعية الكاملة، أو العلاج المناسب، ما يرفع من حالات الوفيات بين الأفارقة. موجات الجفاف والتصحر ومن أبرز مهددات القارة الإفريقية موجات الجفاف والتصحر، فقد أشار تقرير لمكتب الأممالمتحدة للحد من مخاطر الكوارث نشر على هامش المنتدى العالمى السادس للحد من مخاطر الكوارث المنعقد فى جنيف إلى أن الجفاف فى منطقة القرن الإفريقى خلال عامى 2010 - 2011 تسبب فى مقتل 250 ألف شخص وخلف وراءه 13 مليون شخص آخرين يعيشون على المساعدات الإنسانية. ووفقًا لمصادر بالمنظمة الدولية، فإن تصحر الأراضى الزراعية يلحق الضرر بنحو 250 مليون إفريقى، ويهدد كيان مليار إنسان فى الدول الفقيرة. هذه بعض المخاطر التى تتعرض لها القارة، والتى تحتاج كثافة علاجية، وربما مواجهتها بأساليب علمية حديثة يساهم كثيرًا فى الحد من موجات الإرهاب والعنف التى تتعرض لها القارة، فإن ارتفاع مستوى المعيشة والقضاء على الظواهر السلبية المتفشية فى القارة هو البوابة الرئيسة لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف. الهجرة السرية وتأتى فى مقدمة هذه التحديات الهجرة السرية، فقد ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد المهاجرين السريين الذين لقوا حتفهم غرقا فى البحر الأبيض المتوسط، أو من هم في عداد المفقودين خلال محاولات للهجرة السرية من السواحل الشمالية المغربية إلى انطلاق إسبانيا، قد بلغ 132 شخصًا خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية 2019 م. بينما ذكر المرصد الوطنى للهجرة، وهو تابع لوزارة الداخلية المغربية، أن السلطات المغربية قامت، خلال سنة 2018 ، بإحباط ما مجموعه 88 ألفًا و 761 محاولة للهجرة غير الشرعية، منها70 ألفًا و 571 لمواطنى بلدان أخرى، وتم تفكيك229 شبكة تهريب خلال 2018 ، موضحًا أن 80 فى المئة من المهاجرين الموقوفين هم من الأجانب، كما تم إنقاذ 29 ألفًا و 715 مهاجرًا في عرض البحر. وفى عام 2006 تمكن 30 ألف مهاجر من الوصول إلى جزر الكنارى فى حين توفى نحو سبعة آلاف أثناء محاولة الوصول وفقًا لما ذكرته جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان. وتوفى أكثر من 800 شخص فى حادث غرق سفينة فى نيسان عام 2015 قبالة سواحل إيطاليا، وهى أعنف كارثة بحرية للمهاجرين فى أوروبا. ولقى ما لا يقل عن 2000 شخص مصرعهم خلال النصف الأول من عام 2017 أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط، مما جعل منظمات الإنقاذ تخشى أن يصبح هذا العام عامًا مريرًا على المهاجرين غير الشرعيين، الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. لكن على الرغم من ذلك فإن هناك بارقة أمل للقارة السمراء، فقد ذكرت تقارير أن إفريقيا ستكون أكبر قوة للموارد البشرية المنتجة في العالم بحلول عام 2035 ، وأنها تشكل فرصًا واعدة أيضًا للاقتصاد الأوروبى. وكشف تقرير حديث صدر مؤخرًا لمجموعة بوسطن الاستشارية »BCG« ، تحت عنوان «كيف يمكن لمتاجر التسوق عبر الإنترنت من توفير فرص عمل فى إفريقيا؟ »، النقاب عن أن المنصات الرقمية عبر الإنترنت مثل «جوميا ،» والتى تربط بين المتسوقين وموردى السلع والخدمات يمكنها توفير ما يقرب من 3 ملايين وظيفة جديدة فى إفريقيا بحلول عام 2025 ، وبالتالى يمكن لمتاجر الإنترنت أن تعزز أيضا النمو الاقتصادى الشامل مع الحد الأدنى من التأثير السلبى على الأعمال التجارية الحالية.