تغيير للمفاصل، ألم لا يعرف قدره من عانى مثل صفاء 26 عامًا، بعد دخولها، أحد المستشفيات منذ أكثر من 3 سنوات،، وأمل فى الشفاء بعد ذروة الألم الذى لا يتحمله بشر سوى أحدهم يعرف أنه بعده أمل، ولكن عادة ما تدور الرياح عكس ما تشتهى السفن، انفجار فى الأنسجة لا يتطلب سوى أمر واحد الكى عبر «الدياثرمى». صفاء تعرضت لحرق كامل وزيادة ألم المفاصل وتشويه القدم دقائق لم تمر على صفاء، حتى جاء الممرض الذى كان عاملًا داخل أحد العيادات الخاصة، لم يكن حاصلًا على أى شهادة طبية تؤهله للعمل فى العيادة التى أجرت العملية، كعادة أغلب العيادات الطبية التى يستأجر أطباؤها عمالًا وأميين لمساعدتهم دون الحصول على شهادات طبية، لكى يبدأ الخطوات الأولية للكى بجهاز الدياثرمى، فلاصقة على الأرجل مكان انفجار الدم والأنسجة، وجاءت الفاجعة، حرق كامل فى الأرجل سيتسبب ليس فقط فى زيادة ألم المفاصل، ولكن حرق تسبب فى تشويه كامل للرجل، وعجز عن السير لفترة طويلة، وما كان على صفاء من وبال ذلك لا شىء سوى زيادة الألم والعناء لفترة أطول وأكثر وبدون محاسبة لتدمير حياة المريض. «موسى».. دخل فى غيبوبة شهرًا بسبب حرق الجهاز ما مرت به صفاء، صاحبة ال 26 عامًا، لم يكن حالة طارئة فقط، وإنما حالة من عدة حالات أخرى، يتسبب فيها قلة الرعاية الصحية وضعف المؤهلين لاستخدام جهاز «الدياثرمى» المستخدم لكى انفجار دم الأنسجة الدموية، فى تدمير الحياة بأكملها بسبب الحرق الكلى الذى يتسبب فيه الجهاز فى حالة الخطأ فى استخدامه على المنطقة المستخدمة للكى. العقوبة القانونية نصت المادة 238 من قانون العقوبات على «من تسبب خطأ فى موت شخص آخر بأن كان ذلك ناشئًا عن إهمال طبى أو رعونة أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين». وأضافت: «وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100 جنيه، ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجانى إخلالًا جسيمًا بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيًا مُسكرًا أو مخدرًا عند ارتكابه الخطأ الذى نجم عنه الحادث، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على 7 سنوات إذا نشأ عن الفعل وفاة أكثر من 3 أشخاص، فإذا توافر ظرف آخر من الظروف الواردة فى الفقرة السابقة كانت العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 10 سنوات». سمر: حياتى تم تدميرها بسبب ضعف الرعاية الطبية
فى مستشفى الزهراء الجامعى فى منطقة العباسية، بدأت سمر عبدالحكيم رحلة علاجها من ألم المفاصل هى الأخرى، عامين كاملين كانت مدة العلاج، على أمل الانتهاء منه بشكل كامل، ما بين آلاف الجنيهات التى دفعتها سمر للعودة مرة أخرى سليمة، بعد تسبب علاج الكورتيزون فى تآكل مفاصلها، كان العلاج الأكثر تأثيرًا للذئبة الحمراء التى تعانى منها منذ ما يقرب من 5 سنوات كاملة هو الدياثرمى كى الأنسجة. الأطباء يستعينون بغير المؤهلين فى مساعدتهم مما يتسبب فى الكارثة خلال عملية تغيير مفصل فى منطقة الحوض، كان من المفترض أن يتم وضع عازل على منطقة الدماء، إلا أنه ومع ضعف الرعاية الصحية وعدم وجود مؤهلين من قبل المستشفى، لم يتم وضع العازل بالطريقة التى يضعها الكتالوج الخاص بالدياثرمى والمتعلق بطريقة استخدامه، الأمر الذى تسبب فى حرق كامل لأرجل سمر عبدالحكيم 24 عامًا هى الأخرى، لتعيش معاناة جديدة هذه المرة لم تكن بالذئبة الحمراء، وتأكل المفاصل فقط، وإنما احتراق كلى لقدميها بسبب الدياثرمى. تحاول سمر منذ نحو عام الحصول على حقوقها من مستشفى الزهراء الجامعى، الذى أخطأ فى تنفيذ العملية، ولكنها لم تتمكن من تنفيذ الشىء نفسه، أو حتى الحصول على علاج لحرق قدمها بسبب العملية التى أجروها لها فى هذه الفترة، لتستمر معاناتها التى جعلت من حياتها جحيمًا بسبب ضعف التأهيل للكوادر فى المستشفى وعدم القدرة على تنفيذ تعليمات مصاحبة لجهاز الدياثرمى. الأخطاء الطبية أوضحت عدة دراسات طبية عن وزارة الصحة، أن نسبة الوفيات نتيجة الإهمال الطبى بلغت فى عام 2014 نحو 49.8فى المائة، ووفقًا لتقديرات النيابة العامة فإن نحو 75 قضية إهمال طبى خلال شهر واحد تم حفظها العام الماضى.
موسى محمود موسى 35 عامًا بمستشفى منوف العام، محولًا من مستشفى السادات المركزى، يعانى من غرغرينة سكرية فى أصابع قدميه، والتهاب خلوى شديد أسفل الساق اليمنى، وتم دخول المريض، إلى قسم الطوارئ، وعمل الإشاعات اللازمة والفحوصات الطبية، وتم تحضير المريض لإجراء أو تهيىء عملية جراحية لقدمه. نص تقرير طبى للحالة التى حصل عليها «الصباح»، لموسى، الذى وقع فى غيبوبة كاملة بعدها، بسبب الحرق الكلى للجلد فى القدم، حرق فى منطقة الحوض، وبالتالى زيادة الألم بشكل كبير جعله يعانى من عديد من الآلام والمرض، ليقوم المستشفى بعد أقل من أسبوع بنقله إلى مستشفى خاص فى أشمون فى المنوفية، على أمل علاج حالته الصحية التى أصبحت متأخرة للغاية، قرابة الشهر الكامل، قضاها موسى فى غيبوبة ليستفيق على فاجعته التى يتم علاجه منها حتى الآن، مع استمرار نفس النهج لا مساءلة لا عقاب، لكل هذه الآثار الجانبية لعملية غرغرينة من المفترض أنها بسيطة. من جهته، يقول أيمن عبدالدايم طبيب مختص بجراحات اليوم الواحد، «الكى الحرارى (دياثيرمى) هو جهاز كى كهربائى يتم استخدامه لوقف حالات النزيف من الأنسجة أثناء العمليات الجراحية، ومن أجل منع تكهرب المريض الخاضع للجراحة وقت استخدام جهاز الكى الحرارى، يتم إيصال الجهاز بلاصقات توصيل أرضى يتم إلصاقها على المريض. ويضيف ل«الصباح» أنه عند استعمال لاصقات التوصيل الأرضى، يعطى جهاز الكى الحرارى دلالة على أن التوصيل الأرضى سليم (ضوء أخضر)، أو أنه غير سليم (ضوء أحمر) فى غالبية المستشفيات، فإن لاصقات التوصيل الأرضى لأجهزة الكى الحرارى، وهى منتجات قابلة للتآكل، يتم إنتاجها من قبل شركة مختلفة عن الشركة التى تنتج أجهزة الكى الحرارى (دياثيرمى)، فى الشحنة الأخيرة التى وصلت إلى أحد المستشفيات تم تلقى لاصقات توصيل أرضى مع موصل (كونتكتور) لا يستوفى المواصفات، نتيجة لذلك، فإن جهاز الكى الحرارى لم يتعرف على لاصقة التوصيل الأرضى، ولم يعط أية دلالة على سلامة التوصيل الأرضى - لم يشتعل الضوء الأخضر ولا الضوء الأحمر. وأضاف: أن الفنى بغرفة العمليات الجراحية فى مستشفى شيبا تعرف فورًا على الخلل، قبل استخدام اللاصقات، وهكذا منع استعمالها وبما أنه لا يمكن المعرفة إذا كان يوجد أو لا يوجد توصيل أرضى سليم، فإن استعمال هذا النوع من لاصقات التوصيل الأرضى محظور. وزارة الصحة وزارة الصحة من جانبها أبلغت كل المستشفيات بشأن هذه الحالة وأصدرت تعليماتها لفحص لاصقات التوصيل الأرضى فيما إذا كانت ملائمة لأجهزة الكى الحرارى الموجودة فى المستشفيات، والتأكد من أن لاصقات التوصيل الأرضى سليمة من خلال إضاءة اللمبة الخضراء وعدم الاعتماد فقط على عدم إضاءة اللمبة الحمراء».