كيف يتعامل المستثمرون مع الأسواق المتقلبة؟

عن تقلبات السوق و اسباب حدوث هزات فى الاسواق
كيف يتعامل المستثمرون مع الأسواق المتقلبة؟
خلال الفترات المتقلبة في الأسواق المالية المختلفة يزداد خوف الكثير من المستثمرين ويبدأون في التشكيك في استراتيجياتهم الاستثمارية، وهذا ينطبق بشكل خاص على المستثمرين المبتدئين الذين يمكن أن يغريهم الانسحاب من السوق تمامًا والانتظار حتى يعود السوق لمرحلة الاستقرار والعودة مرة أخرى.
لكن هناك شيء يجب ادراكه هو أن تقلبات السوق من الأمور التي لا مفر منها على الاطلاق، حيث إن طبيعة السوق هي التحرك صعودًا وهبوطًا على المدى القصير، كما أن محاولة توقيت السوق من الأمور الصعبة للغاية، أحد الحلول هو الحفاظ على أفق بعيد المدى وتجاهل التقلبات قصيرة الآجل.
ما هو تقلب السوق؟
هو مقياس احصائى يقيس ميل السوق إلى الارتفاع أو الانخفاض بشكل حاد خلال فترة زمنية قصيرة، وعادة ما يتم قياسه من خلال الانحراف المعيارى لعائد الاستثمار، والانحراف المعيارى هو بيانات تدل على مقدار التباين أو الانحراف المتوقع.
في الغالب تتميز الأسواق المتقلبة بتقلبات أسعار واسعة وتداولات ضخمة، وفى العادة ينتج عنها عدم توازن في أوامر التداول في اتجاه واحد (على سبيل المثال، عمليات الشراء كبيرة ولا توجد عمليات بيع)، يقول بعض المحللين أن الأسواق المتقلبة تنتج عن أشياء مثل الإصدارات الاقتصادية، أو أخبار الشركة، أو توصية من محلل معروف، أو نتائج أرباح غير متوقعة، فيما يرى البعض الأخر أن التقلبات تنتج من المتداولين اليوميين والبيع على المكشوف ومستثمرى المؤسسات.
ما هي الأمور التي تؤدى إلى حدوث هزة عنيفة في الأسواق؟
التطورات السياسية
تلعب التغيرات السياسية دورًا كبيرًا في تقلب السوق، حيث تلعب الحكومة دور رئيسى في تنظيم الصناعات التي تؤثر على الاقتصاد بشكل عام عندما تتخذ قرارات بشأن أشياء مثل الضرائب والتعريفات الجمركية والاتفاقات التجارية والانفاق الفيدرالي.
المؤشرات الاقتصادية
توفر البيانات الاقتصادية نافذة واضحة لصحة الاقتصاد الكلى، فعندما يقوم الاقتصاد بعمل جيد فإن السوق يميل إلى الاستجابة بشكل ايجابى والعكس، يمكن لتقارير الوظائف الشهرية وبيانات التضخم وأرقام الانفاق الاستهلاكى وحسابات الناتج المحلى الاجمالى أن تؤثر على أداء السوق.
العلاقات العامة والكوارث
في بعض الأحيان لا يكون التقلب على مستوى السوق، تستطيع شركة فردية أن ترى أداء أسهمها يحقق نجاحًا أو ارتفاعًا استنادًا على ما تحصل عليه من علاقات جيدة واعتمادًا أيضًا على حجم الشركة، فالأخبار التي تُظهر أداء ايجابى للشركة مثل تقرير أرباح قوى أو منتج جديد للشركة يجعل المستثمرون يشعرون بالرضا عن أعمال الشركة مما يزيد من اقبال الكثيرون على شراء السهم ويساعد ذلك على رفع سعره، على الجانب الآخر يمكن أن تضر الأخبار السلبية مثل البيانات السلبية أو السلوكيات التنفيذية السيئة بسعر الأسهم حيث يبيع المستثمرون أسهمهم.
كيفية التصرف مع الأسواق المتقلبة؟
احدى طرق التعامل مع تقلبات السوق هو تجنبها تمامًا، وهذا يعنى البقاء في التداول وعدم الانتباه إلى التقلبات قصيرة الآجل، في بعض الأحيان يمكن أن يكون هذا أصعب مما يبدو.
من أحد المفاهيم الخاطئة الشائعة حول استراتيجية الشراء والاحتفاظ هي أن الاحتفاظ بالأسهم لمدة 20 عام هو ما سيجعلك تحصل على المال، لا يزال الاستثمار طويل الآجل يحتاج إلى دراسة لأن الأسواق تعتمد على أساسيات الشركات، فإذا وجدت شركة ذات ميزانية قوية وأرباح ثابتة فإن التقلبات قصيرة الآجل لن تؤثر على القيمة طويلة الآجل للشركة، في الواقع قد تكون فترات التقلب وقتًا جيدًا للشراء إذا كنت تتوقع أن الشركة جيدة على المدى الطويل.