الأخطاء سببها أولياء الأمور نتيجة تناول أدوية بعد التطعيم ظهرت خلال الفترة الأخيرة مخاوف لدى كثير من الآباء والأمهات حول تطعيم الأطفال فى المدارس، ورغم أن الحكومة نفت وجود أى أضرار نتيجة لهذا التطعيم، لكن هناك بعض الأزمات التى تهدد صحة الأطفال. فى الأسبوع الماضى دخلت ريم عبود 8 سنوات مستشفى الدلنجات العام، وذلك لإجراء كشف عاجل بسبب إصابتها بطفح جلدى شديد أثر على شفتيها حتى انهمرت منهما الدماء، عقب تداخل عقار الفلاجيل الذى تعاطته فى إحدى الصيدليات بمحافظة البحيرة بعدما نصح به الصيدلى إثر تعرضها لحالة إسهال شديدة مع عقار «الميبندازول» الذى تناولته بمدرستها ضمن الحملة القومية للقضاء على الديدان المعوية التى أطلقتها وزارة الصحة فى الثانى عشر من الشهر الجارى.
وقبل نحو 4 أيام، أصدر مركز المعلومات الدوائية بالإدارة المركزية للصيدلة التابعة لوزارة الصحة والسكان بيانًا رسميًا حذرت فيه أولياء الأمور بضرورة عدم إعطاء أطفالهم أى عقار يحتوى على «ميترونيدازول» لمدة أسبوع على الأقل بعد تعاطى الجرعة الخاصة بالحملة «الميبندازول».
كما حذر البيان من حدوث حساسية شديدة وطفح جلدى وحمى قد تؤدى فى النهاية إلى الوفاة نتيجة حالة مرضية تعرف باسم Stevens Johnson syndromeتنتج عن تفاعل المادتين مع بعضهما.
حالة ريم ضمن عدة حالات أخرى وثقتها (الصباح) فى تحقيق عن الحالات التى أصيبت بأمراض جلدية خطيرة وحمى بسبب تداخل مادة «الميبندازول» المخصصة للتطعيم مع بعض الأدوية التى تحتوى على مادة «Metronidazole».
يقول والد الطفلة المصابة: القصة بدأت بعد عودتها من المدرسة حينما أصيبت بإسهال شديد دفعنى لعرضها على أحد صيادلة القرية حتى أعطاها عقار الفلاجيل باعتباره من العقاقير الطبية القوية التى تساعدها على التخلص من معاناتها، وبعد أن تعاطته بعدة ساعات ساءت حالتها أكثر.
ويتابع: بعد منتصف الليل نقلتها إلى المستشفى بعد خروج دم من شفتيها وامتلاء وجهها ببقع حمراء بجانب معاناتها المفاجئة من تحلل بسيط فى خلايا الجلد بأطراف أصابعها، مضيفًا: جلست «ريم» على السرير بإحدى غرف المستشفى من أجل إسعافها ثم حقنتها الممرضة بإبرة صغيرة بعدما أخبرتها الطفلة بتطعيمها ضد الديدان المعوية فى نفس اليوم الذى تناولت فيه الفلاجيل ليتم توقيع الكشف وإجراء الفحوصات اللازمة لها. بينما هند محمد الطفلة البالغة من العمر 9سنوات انتابتها كحة شديدة طرحتها أرضًا وذلك قبل أن تصل لباب الأتوبيس فأسرع مشرف الباص وسائقه يحملونها داخل الأتوبيس ليجدوها ترتجف من ارتفاع درجة حرارتها فما كان منهم إلا أن أخذوها لإحدى العيادات القريبة من مدرستها حتى يتم فحصها.
يقول محمد عاشور ولى أمر هند: أثناء عودة ابنته من المدرسة الأحد الماضى فوجئ بأنها تخبره بتطعيمها من قبل إحدى الزائرات الصحيات المشاركات فى حملة تطعيم الأطفال ضد الديدان المعوية دون أى فحص قبل تناولهم العقار المخصص للتطعيم فلم يخطر فى بالى أن يصل خطورة الدواء إلى هذا الحد.
ويتابع: تعانى طفلتى من التهاب فى القولون يصاحبه التهاب فى تجويف البطن يتطلب تناولها جرعة من أقراص ال«دوموزول250» ثلاث مرات يوميًا، وهو ما أثر عليها بالسلب. أما محمود على ولى أمر التلميذ عمر بالصف الأول الابتدائى فأعرب عن استيائه لما تعرض له طفله بعدما تناول عقار«الميبندازول» داخل مدرسته بمحافظة الشرقية، قائلًا: إنه عقب انتهاء اليوم الدراسى حضر ابنى واشتكى من شعوره بألم فى جسده ودرجة حرارته ارتفعت بشكل مفاجئ، وأصيب بحالة قىء شديدة بعد تناوله عقار«فلاجيكيور» ب 6ساعات لالتهاب الأنسجة الرخوة والتهاب أسنانه التى يعانى منها منذ الصغر حتى تدهورت حالته، وبدأت تظهر على ملامحه علامات من الطفح الجلدى تشبه الحروق.
ويتابع الحالة المتدهورة للطفل تسببت فى نقله بعد ذلك للعناية المركزة بمستشفى الشرقية العام من أجل إسعافه لكن الطفل الصغير كان قد دخل فى غيبوبة.
الدكتور على عبدالله مدير مركز الدراسات الدوائية وعلاج الإدمان قال إنه توجد أدوية لا يجب أخذها سويًا لتفاعلها السلبى لأنها تقوم بعمل أعراض جانبية، قد تسبب الوفاة وعلى سبيل المثال أدوية الديدان والمطهرات المعوية التى قدمتها وزارة الصحة بحملة التطعيم من الديدان، مضيفًا: أن التطعيم يحتوى على مادة «الميبندازول»، وهى مادة آمنة، ولكنها تتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى، والتى تحتوى على مادة «ميترونيدازول» أو المعروفة بالفلاجيل ويجب الفصل بينهما لمدة أسبوع على الأقل لضمان عدم التفاعل.
وحذر الدكتور هانى الناظر أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث سابقًا من تناول الأطفال لأى دواء يحتوى على مادة «الميترونيدازول» خلال الفترة التى حصل فيها على التطعيم حتى لا يسبب ذلك تحللًا فى خلايا الجلد ناتج عن حالة مرضية تعرف باسم متلازمة سيفنزجونسون نتج عن تفاعل المادتين مع بعضهما، ولابد أن تقوم وزارة الصحة بدورها فى التوعية، مثل حملات الإنجاب.
