بمجرد وصولك للجانب الشمالي الشرقي من معبد الأقصر، في محافظة الأقصر ستجد أعمدته واضح من على بعد أنه مسجد أبي الحجاج المعروف. ويعود مسجد أبي الحجاج الأقصري أو جامع أبو الحجاج كما يسميه العامة، هو مسجد بمدينة الأقصر المصرية، إلى الصوفي "يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد" المعروف بأبي الحجاج الأقصري والذي دفن بداخله. يرجع تاريخ تدشين مسجد أبي الحجاج الأقصري الأثري، ويُطلق عليه "المسجد المعلق"، إلى العصر الأيوبي، وتحديدا عام 1286 (658 هجري)، وهو مُشيّد على الجانب الشمالي الشرقي للمعبد، حيث يستوقف زائري المعبد كونه موجودا في هذا الموقع وكأنه أثر فرعوني.
وقد ذكره ابن بطوطة في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار".
ويضم المسجد مئذنتين، الأولى أثرية تعود إلى عصر أبي الحجاج، وتتكون من ثلاث طبقات؛ والأخرى بُنيت لاحقا بتصميم حديث، كما يضم المسجد محرابين الأول منحوت داخل عامود فرعوني للمعبد تملأه النقوش الفرعونية، والآخر بني عقب الترميم، وهو بسيط الشكل يخلو من الزخارف.
ويحتوي المسجد على مقام ل"سيدي أبي الحاج"، وكذلك ابن عمه وولديه، وآخر لتلميذه، بالإضافة إلى مقام لسيدة تدعى تريزة، يقال إنها راهبة مسيحية أسلمت وتزوجها أبو الحجاج، وكلها مقابر حقيقة مدفون بها هؤلاء وليست مجرد مشاهد. ومضى على بنائه أكثر من 8 قرون، وتحول إلى قيمة تاريخية وأثرية، وينجذب إليه السائحين من كل مكان. أجريت للمسجد عدة عمارات وتوسعات، وتم ترميمه أوائل القرن العشرين، وخلال النصف الأول من القرن نفسه أنشئ مسجد جديد على الطراز ذاته بجوار المسجد القديم، وفي عام 2009، انتهت أعمال ترميم في المسجد استغرقت عامين، وجرت تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، وبلغت تكلفتها 7 ملايين جنيه، وشملت العمارة الجديدة توسعة ساحة الصلاة وتدعيم القبة، وتغيير الأسقف، بعد أن تعرض المسجد لحريق عام 2007.