أكثر من 90فى المائة من النساء فى الفئة العمرية من 15 إلى 49 عامًا ضحايا للختان، وفقًا لآخر مسح سكانى فى مصر عام 2014، وعلى الرغم من أن تلك العادة اتخذها الأهالى ك«حزم عفة» لرغبات بناتهم الجنسية، فإن بعض الأزواج يجبرون الناجيات من الختان على إجرائه.. «الصباح» تعرض حكايات المجبرات فى السطور التالية. 5 سنوات من الحب لم تشفع لفاطمة الفتاة الثلاثينية لدى زوجها الذى أجبرها على الختان بعد 15 يومًا من الزواج ليدارى ضعفه الجنسى. سردت «فاطمة» من محافظة الغربية مركز طنطا تجربتها: تخرجت فى كلية التربية، وزوجى على القدر نفسه من التعليم العالى والثقافة، وبعد نجاتى من الختان الذى فرضه عمى على نظرًا لكونه عائل الأسرة بعد وفاة أبى، رفضت والدتى تختينى خوفًا من أى مضاعفات قد تحدث لى على يد القابلة القائمة بالمهمة فى قريتنا، ولكن بعد 15 يومًا من الزواج ومن شعور زوجى بالضعف الجنسى قرر قتل رغبتى بتختينى وابتزنى عاطفيًا مطالبًا بالموافقة على الختان مقابل قصة الحب التى جمعتنا وعمله الدائم على إسعادى. وتابعت: انصعت لطلبه رغم رفضى وخوفى الشديد الذى انتقل بدوره إلى الطبيبة التى أجرت الختان والتى تساءلت مستنكرة عن رغبتى لإجرائه فى هذا العمر المتقدم، وبعد الجراحة أصيبت بنزيف شديد نجوت من آثاره الجانبية بإعجوبة، ولكن ما نتج عن الختان لم يكن وأدًا لرغبتى الجنسية كما اعتقد زوجى بل قتل بداخلى مشاعر الحب تجاهه. أما «منال - 27 عامًا» فاضطرت للموافقة على الختان بعد عناء شديد من محاولة إقناع والدتها، مؤكدة لها أن هذه رغبة عريسها الذى تركها بعد أيام بسيطة من الزواج للسفر للخارج، وأن الختان كان شرطه الوحيد لإتمام الزيجة ضمانًا لعفتها خاصة أنه سيتركها للسفر إلى عمله. وقالت: أجريت الختان بعد ليلة «الدخلة» مباشرة، وأنا ندمانة للانصياع إلى طلب زوجى لأنه أصابنى بالبرود الجنسى.
مجابهة الظاهرة ختان الإناث يحارب من قبل الدولة بمجموعة من القوانين، والتى سنت مؤخرًا، الحالات التى وصلت للموت بسبب الختان أدت الدولة إلى إصدار قانونين لتجريم ختان الإناث عام 2008وعام 2016، وبذلك أصبح ختان الإناث جناية فى قانون العقوبات بعد أن كان ممارسة تقليدية مستساغة فى المجتمع. وحدد المشرع مادتين ب«قانون العقوبات» على ممارسى تلك الجريمة، هما: الأولى 242 مكرر والثانية 242 مكرر(أ)، وتقضيان بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز السبع، لمن مارس الختان، والسجن المشدد مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز السبع إذا أفضى الختان لعاهة أو الموت، والسجن مدة لا تقل عن سنة ولا تتجاوز الثلاث لكل من قدم أنثى وتم ختانها، إلا أن الظاهرة مستمرة، بل امتدت إلى أزواج يجبرون زوجاتهم على الختان، لظروف سفرهم. فى المقابل قال الدكتور عمرو حسن، طبيب النساء والتوليد، ومقرر المجلس القومى للسكان: إن الختان فى طبيعته ليس له أى علاقة بالاستثارة من الأساس، خاصة وأن مراكز الإحساس لدى المرأة لا تتعلق بمنطقة العضو الجنسى فقط، وإنما فى مختلف أماكن الجسد، وبالتالى بهذه الطريقة فهى معرضة للاستثارة حتى لو تم قطع الجزء الزائد فى العضو الجنسى، وسيتحول الأمر إلى جريمة متكاملة الأركان، مشيرًا إلى أن الأمر يتبع العادات والتقاليد أكثر ما يتبع العقل. وأضاف أن الهرمونات هى المتحكمة فى الاستثارة الجنسية لدى الرجال أو النساء، وليس الأعضاء الذكورية لدى كل منهم، وهو الأمر الذى يهدم كل المعتقدات والعادات والتقاليد التى تنتشر حول أن المرأة ستتجه للانحراف فى حالة عدم قيامها بالختان، فما بالك بالختان بعد الزواج من الأساس، والتى تصل المرأة فيها إلى قمة نضوجها الأنثوى والهرموناتى. وبحسب الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، فالختان عملية نفسية قبل أن تكون عضوية، حيث يتم قتل الرغبة الجنسية بالكامل عند المرأة، عندما يقوم أحدهم بتكتيفها وإجبارها فى وعيها الكامل بتنفيذ العملية، ما يجعل الأمر نقطة سوداء فى تفكيرها وفى تذكرها للحالة، مشيرًا إلى أن تنفيذ العملية فى سن كبير وخاصة بعد الزواج يدمر العملية الجنسية بالكامل، ويجعل من الطلاق أمرًا حتميًا بسبب كره العلاقة من الزوجة. بينما أكدت الدكتورة سناء السعيد، عضو المجلس القومى للمرأة، عدم وجود رصد حقيقى لعمليات الختان ما بعد الزواج فى المجلس القومى للمرأة، مشيرة إلى أن الأمر يعد جريمة مكتملة الأركان، وتقطيع للجسد بشكل يرفضه القانون والدين، وبالتالى يستوجب على أى امرأة تتعرض لنفس الحالة التوجه أو الاتصال بشكل فورى بالمجلس القومى للمرأة أو التقدم ببلاغ إلى النيابة العامة.