منة تشغل منطقة فراغ فى السينما ولا ينقصها العدالة فى الاختيار فى واحدة من أجرأ الأعمال السينمائية القصيرة الهادفة، التى تكشف الواقع المسكوت عنه، فى بعض الأسر المصرية، كشفت منة جلال النجمة السينمائية الصاعدة بقوة، عن قضية أسرية مهمة للغاية، فى حياة الكثير من الأسر المصرية، ربما جاءت مناسبتها فى أعياد الفالنتين، حيث تعكس العلاقات العاطفية للمتزوجين مع آخرين بموافقة الزوجين والتى لم يجرؤ أحد على مناقشتها عبر وسائل الإعلام، أو حتى تجسيدها فى أعمال سينمائية أو درامية، إلى أن جاءت الفنانة الشابة منة جلال فى تجربة فريدة من نوعها فيلم قصير، «اللعبة الأخيرة» استطاعت أن تخترق ملف «المسكوت عنه» بين الزوجين، وهى الخيانة الزوجية المشروعة من وجهة نظر الزوجين، حيث جسدت فى «اللعبة الأخيرة» شخصية زوجة وزوج كل منهما لديه علاقة عاطفية أخرى، ولكنهما يعلمان العلاقة العاطفية الأخرى، ويعلمان أيضًا أن كلا منهما لديه راحة نفسية وعاطفية فى العلاقة الأخرى، رغم أنهما متزوجان، ولا ينكر أحد أن هذه العلاقات موجودة بالفعل فى كثير من الأسر، ولكنها مخفية على المجتمع، وكثير من المجتمعات الأسرية، لا توجد راحة عاطفية بين الزوجين، ولكنهما لا ينفصلان قانونيًا، بينما يكون الانفصال جسديًا فقط، وتتحول العلاقة الزوجية إلى علاقة صداقة منزلية فقط، وتربطهما ورقة عن المأذون فقط. منة جلال استطاعت أن تملئ منطقة فارغة فى السينما المصرية، لم يتجرأ عليها أى فنانة من قبل، ولو كانت هناك عدالة حقيقية فى الاختيارات، بعيدًا عن المحسوبية، لرأينا منة جلال فى منطقة أخرى ومختلفة، ولكن حسابات أخرى تحكم الاختيارات عن تجسيد أى عمل سينمائى أو درامى تغلب على الموهبة الفنية. وعلى الرغم من ذلك استطاعت منة جلال أن تكشف نجاح فيلمها القصير «اللعبة الأخيرة»، بعدما قدمته للمجتمع عبر «يوتيوب» وحققت نسبة مشاهدة كبيرة فى أول يومين للفيلم، ووصلت إلى 5 ملايين مشاهد، فى سابقة لم تحدث من قبل لأى فيلم آخر، ينفق عليه الملايين فى إنتاجه، بينما فيلم قصير لم يتخط مائة ألف فى إنتاجه حقق مشاهدة بالملايين.