بكاء ونحيب ووداع، مشهد لأهالي الشهداء، في الجنازة التي أقيمت صباح اليوم السبت، على أرواح الضحايا، في كنيسة الأمير تادرس في المنيا، هنا أم تبكي طفلها الذي قتل بالرصاص بدون ذنب، وهنا فتاتين يبكيان فراق والدهما الذي كان سنداً لهم في الحياة، وهناك شاب يبكي شقيقه الذي كان من أقرب البشر اليه، وفي الناحية الأخرى شابه مسلمة تبكي جارتها القبطية التي لم تفارقها منذ الطفولة . وقف الطفل مينا البالغ من العمر 8 سنوات، بالقرب من جثمان والدته الذي استقر داخل النعش، يبكي ويودع والدته التي مازال يتذكر لحظة منازعتها للموت، عندما أصابتها رصاصات الإرهابيين، قائلاً:"بأنادي عليها ومش سامعاني".
أصر مينا أن يرافق والدته عندما قررت زيارة دير الأنبا صموئيل، مع باقي الأقارب، لم يكن يعلم أنها سوف تلاقي مصرعها أمام عينيه البريئتين، وكان من حسن حظ الطفل أن الرصاصات الغادرة لم تطاله، فكانت النجاة من حظه ولكن الذكرى لن تفارق عقله الصغير بعد أن قتلت أمه.
على مدار 3 سنوات تستهدف الجماعات المتطرفة الأقباط، في محاولة منهم لإظهار أن السلطات غير قادرة على حماية الأقليات الدينية في مصر، ولخلق وقيعة بين المسلمين والمسيحين داخل مصر، محاولين إظهار صورة خاطئة للغرب عنوانها "الإضطهاد الديني".
فكانت رصاصات الغدر في إنتظار3 حافلات للأقباط ،الذين توجهوا أمس الجمعة من المنيا، في رحلتهم لزيارة دير الأنبا صموئيل، لتسيل دمائهم على الرمل، ويستشهد 7 أقباط، وسط مشهد قاسي لن يمحى من ذاكرة المسلمين والمسيحين، الذين طالما اجتمعوا على الشر والخير الذي تتعرض له البلد.
استغلت الجماعات المتطرفة، وجود الأديرة في أماكن معزولة بمنطقة شمال الصعيد، المرتبطة جغرافيا بصحراء المنطقة الغربية، التي تضم عدد كبير من الأديرة، وهو ما جعلها أهداف سهلة للإرهابيين، وطال الاعتداء ثلاث سيارات نقل ركاب، وهي "ميكروباص (من مدينة المنيا) وقتل أكثر من 7 من ركابه، وأتوبيس (من مدينة المنيا)، وأصيب أكثر من 13 من ركابه يعالجون بمستشفيات مغاغة والمنيا، وأتوبيس يقل 28 راكبا من عائلة واحدة (من قرية الكوامل بحري، سوهاج) وأصيب 6 من ركابه بإصابات مختلفة.