تلاقى الأرواح.. والشفاه والدم.. والويك إند من حين لآخر تظهر «تقاليع» جديدة للزواج بين الشباب والفتيات، خصوصًا فى فترة الصيف، وازدياد استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، ورغم ازدياد نسبة العنوسة للطرفين حيث أكد تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر، أن نسبة العنوسة فى مصر تجاوزت 13.5 مليون ممن تجاوزت أعمارهم 30 عامًا، منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة وصعوبة شروط الزواج الآنية، إلا أن هذه الأنواع الجديدة من الزيجات تنتشر بين المراهقين وشباب الفيس. كما زادت فى الآونة الأخيرة نسبة ممن خاضوا تجارب تلك الزيجات على مواقع التواصل الاجتماعى وتزايد نسبة الشباب الذين يعرضون مشاكلهم على صفحات «الفيسبوك» إثر تجربة الزواج بتلك الطرق الغريبة حيث وصل تلك الزيجات إلى الأطفال الذين لم يتعدوا ال 12 عامًا. يروى محمد، 20 عامًا، مشكلته بأنه تزوج من فتاة منذ أربع سنوات «زواج دم»، مبررًا ذلك بأنهما تزوجا بدلًا من أن يفعلا شيئًا حرامًا على حد قوله، وهى تزوجت بآخر زواج دم أيضًا بعدما انفصل كل واحد عن الآخر لكنه لم يرم عليها يمين الطلاق، ويتساءل إذا كان ذلك جمع بين زوجين أم لا، لتنهال عليه السخرية من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بدلًا من حل المشكلة. أما منى، 17 عامًا، تقص قصتها بأنها تعرفت على شاب من الإنترنت وتزوجت «زواج الهاتف» وأصبحت زوجته وتقيم معه علاقة من خلال الفيسبوك، وتتساءل كيف يمكن أن تنهى ذلك الزواج وهل هى الآن أصبحت من المطلقات، ويجب عليها انتظار شهور العدة حتى تتزوج مرة أخرى أم لا. أما عن أحدث تقاليع الزواج بين الشباب فتوجد أنواع عدة منها القديم ومنها من ظهر إثر انتشار مواقع التواصل الاجتماعى بين الفئات الصغيرة العمرية من المراهقين، وتتعدد الأسماء والغرض واحد، فيوجد زواج الدم والشفاه والروح والويك إند والوشم والبصمة وسكايب والمصايف. ويكون زواج الدم والذى يعد أكثرهم شهرة الآن وأكثرهم رواجًا بين الشباب عبارة عن ثقب الشاب والفتاة إصباعهما ويمزجان دمهما ببعض ليكون بينهما رباط مقدس يتيح لهما التصرف كأزواج، أما زواج الروح فيعرفه الشباب هو تلاقى الأرواح والأجساد مع بعضها البعض فى سماء الحب، وزواج الويك إند، وهذا الزواج منتشر بين الطبقات المرفهة من الشباب حيث يرتبط الشاب والفتاة ليوم واحد للترفيه عن النفس وفى نفس الوقت لا يلجئون للحرام على حسب اعتقادهم. أما زواج البصمة وهو أن يضع كل من الشاب والفتاة بصمته على ورقة حتى يضمن كل منها أن تلك البصمة بصمة الزواج، وبالتالى يصبحون أزواجًا، وزواج الوشم وهو أن يذهب الشاب والفتاة إلى مركز للوشم وأن يكتب اسم الشاب على جسد الفتاة ويكتب الشاب على جسده اسم الفتاة وبالتالى يصبحان زوجين وعليهما كل حقوق وواجبات الزوجية. وزواج الشفاة وهو أن يتبادل الشابان القبلات فى مكان لا يراهما أحد، وبالتالى يكون بينهما رباط مقدس وعليهما أن يتعاملا كزوجين، أما زواج المصايف وهو أن يتفق الشابان على أنهما زوجان فى المصيف فقط كل سنة، وأن يفترقا بقية العام، وزواج مستخدمى تطبيقات التكنولوجيا الحديثة كسكايب والفايبر والبرامج التى تتيح رؤية الآخر. ويقول الدكتور هاشم محمد، أستاذ علم النفس: إن انتشار التكنولوجيا دون وعى بمجتمع نامى هو سبب المشكلة، كما أن التفكك الأسرى والمشكلات الأسرية أحد أهم الأسباب التى تجعل الشباب يبحثون على الاحتواء والحب من خارج الأسرة، وأكد أيضًا أن ما يثار من مشاهد مثيرة فى التليفزيون والسينما تجعل الشباب وخصوصًا المراهقين يندفعون للتقليد الأعمى، وفقًا لما يرونه على الشاشة، فالأجيال الجديدة تنحاز إلى حب التجربة ومعايشة ما يرونه، وأكد أيضًا أن العنوسة وسبب تأخر الزواج وشروط الزواج الصعبة من الأسباب التى تؤدى الشباب إلى السهل والحرام، مشيرًا إلى اقتناع هؤلاء الشباب بما يفعلونه على حق هو مجرد تبرير نفسى للأخطاء لعدم تأنيب النفس وجلدها على الأخطاء ويعتبر مسكنًا مؤقتًا للضمير. وأوضح أستاذ الطب النفسى إلى أن هؤلاء الشباب يعانون اضطرابات نفسية لعدم تقبل المجتمع لهم ولفظهم لهم عندما يكتشفون ما وقعوا فيه من حرام ويؤكد أن تلك الزيجات ستنشر لنا جيلًا منحدر الأخلاق وأسر مفككة وأبناء مشردة.