100 ألف أسرة مسجون تقدم لهم المساعدات.. ونراعى المفرج عنهم ونتابع مشاكلهم الاجتماعية لم تنس وزارة الداخلية الجانب الإنسانى، بعد قيامها بدورها فى إلقاء القبض على مرتكبى الجرائم لتنفيذ العقوبات التى أصدرها القضاء ضدهم، فاللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية أراد تقويم أسر المسجونين والمفرج عنهم، لمنعهم من العودة لارتكاب الجرائم مرة أخرى، لذلك فإن الشغل الشاغل لإدارة الرعاية اللاحقة بالوزارة، هو مساعدة أسر المسجونين والمفرج عنهم. «الصباح» حاورت اللواء خلف حسين مساعد وزير الداخلية لشرطة الرعاية اللاحقة، ليكشف العديد من المفاجآت، ومنها إن الوزارة تقدم مساعدات شهرية لأسر المسجونين، تتراوح ما بين 400 إلى 500 جنيه، وتزيد فى أوقات الدراسة لمن لديهم طلبة فى مراحل التعليم المختلفة.. وإلى الحوار: * كيف تتعامل الإدارة مع أسر المسجونين والمفرج عنهم؟ - إدارة شرطة الرعاية اللاحقة تمثل بالنسبة لتلك الأسر، النقابة الخاصة بهم، فهم يلجأون إليها فى أى مشكلة اجتماعية، حتى لو كانت مشكلة مع جار لهم، وكل ضباط الإدارة هنا وأقسام الرعاية اللاحقة فى المديريات، استطاعوا أن يعمقوا هذه الثقافة بينهم ومع الأفراد وباقى الأقسام، لأن زملاءهم كانوا يفاجأون بأنهم يتحدثون معهم حول مفرج عنهم فى قضايا مخلة بالشرف، مخدرات أو آداب، لكن الجميع فى النهاية استوعب أنه يجب على المجتمع الوقوف بجانب المفرج عنهم، لأنهم لو وجدوا الأبواب مغلقة أمامهم، سوف يعودون للجريمة مرة أخرى، ويتركون أسرهم بدون عائل، وعرضه للانحرافات، لذلك فإن الوقوف بجانبهم من قبل الإدارة تجعلهم قادرين على مواجهة المجتمع. * كيف تساعد الإدارة أسر المساجين والمفرج عنهم على مواجهة المجتمع؟ - المجتمع ينظر لهاتين الفئتين نظرة مسيئة، ولكن نحن ننظر لها من منظور حقوق الإنسان، فهو إنسان حكم عليه وقضى عقوبته على ما ارتكبه من جرم، وأسر المساجين أيضا نقوم بتوفير وجه الرعاية لهم، حيث توفر لها الدولة المساعدات، ونحرص فى كل المناسبات الدينية والقومية على توفير المساعدات العينية حتى نشعرهم بوجودنا بجانبهم، وتلك المساعدات تصل إليهم بصفة شهرية، فنحن نبث فيهم روح أن هناك من يسأل عليهم، وهذه سياسة دولة تراعى ذلك، واللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية يحث الإدارة دائمًا على العمل من أجل التخفيف على أسر المسجونين والمفرج عنهم، حتى لا يشعروا بأنهم منبوذون. * وماذا تقدمون لهم فى شهر رمضان؟ - نركز على المساعدات التموينية، فالوزارات تقوم بإمدادنا بالسلع من خلال شركة أمان، وهناك بروتوكولات مع وزارة الداخلية والتموين، فالكرتونة المقدمة لهم بها كل الاحتياجات الأساسية. * هل هناك مساعدات مستمرة بعد الإفراج عنهم؟ - هناك قسم التأهيل مخصص للمفرج عنهم، فنحن نركز على المساعدات المنتجة لتدر دخلًا وتوفر لهم حياة كريمة، مثل شخص يريد تروسيكل أو سيدة تحتاج ماكينة خياطة، فنوفر لهم ذلك، وهناك أسرة العائل فى السجن لديه فتاة مقبلة على الزواج تقدم طلبًا، ونوفر لها كل الأشياء المطلوبة منها فى قائمة الزواج. * الرعاية اللاحقة قائمة على المركزية أم لها فروع أخرى؟ - هناك قسم للرعاية اللاحقة موجود فى كل مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، والإدارة هنا تقوم بتوفير الإعانات للمنطقة المركزية القاهرة والجيزة والقليوبية، وهناك مساعدات شهرية فى كل أنحاء الجمهورية لأنه نظام عمل يطبق فى كل المحافظات والأقسام. * هل هناك معايير لاختيار الأسر التى يتم مساعدتها؟ - من حكم عليه بقضاء أكثر من 6 أشهر بالسجون، يستحق المعاش الحكومى الشهرى، ويزيد فى المنح الدراسية، وهنا المساعدات تكون بناء على دراسة الحالة بعد تقديمها للطلب، وكانت هناك نسبة كبيرة لا تقدم هذا الطلب، لأنهم لا يعلمون أن هناك قسم للرعاية اللاحقة بالوزارة، إلا أن المسجون الآن أصبح على علم بدور الرعاية اللاحقة، بسبب تركيز الإعلام على الإدارة فى الفترة الأخيرة، مما جعل الكثير من أسرة المسجونين يقبلون عليها لمساعدتهم. * وما أثر تلك المساعدات على توبة المسجون؟ - المساعدات والاهتمام جعل المجرم وأسرته يفكرون قبل العودة إلى الإجرام، فهناك زوجة تاجر مخدرات جاءت من شبرا الخيمة للحصول على الإعانة، دليل على أنها ابتعدت عن الجريمة وترضى بالقليل وأصبحت تائبة، وهناك قناعة لديها أن الرعاية اللاحقة لا تجعلها فى احتياج، وهنا كل مجموعة من الأقسام مع ضابط معين، وبالنسبة لضباط الأقسام يتلقون استفسارات من رجال الإدارة، بعد توطين ثقافة الاهتمام بالمفرج عنهم فى الأقسام. * ما طبيعة علاقتكم بالمجتمع المدنى؟ - نتعامل مع الجمعيات الخيرية، حيث نقوم بطلب مساعدات منهم لتلك الأسر، وتقوم بالإمداد لأنها تقدم الدعم لكل فئات المجتمع المحتاجة، فالجمعيات تقدم مساعدات لأسر المفرح عنهم والمسجونين، ونحن بدورنا نقوم بصرفها لمن تراعيهم إدارة الرعاية اللاحقة. * هل هناك حصر بأعداد من تقوم الإدارة بمساعدتهم؟ - الحصر المبدئى للمساجين على مستوى الدولة، الذين يتلقون معونة حكومية كل شهر، يصل عددهم إلى 100 ألف، بواقع 500 جنيه شهريًا، كما تتم مراعاة الأبناء الطلبة، والملتحقين بالجامعات، فجامعة الأزهر مثلًا تعفى أبناء المسجونين من المصروفات، وكذلك وزارة التربية والتعليم. * وماذا عن الاهتمام بالعلاج الخاص بالأسر؟ - هناك خدمات علاجية فى المستشفيات الحكومية، وبيت الزكاة يقوم بمجهود كبير جدًا فى الرعاية الطبية، كما يقوم بعمل مرتبات لأسر المساجين والأبناء فى مرحلة الدراسة مثل الضمان الاجتماعى.
