السمك المشوى عوضًا عن الرنجة.. والتجمعات العائلية فى المنازل تغنى عن الحدائق والسينما «الدنيا ربيع.. والجو مش بديع»، جملة تغنى بها تاجر أسماك شهير بحى بولاق الدكرور، قبل أيام قليلة من الاحتفال بعيد شم النسيم، بعدما عكر ارتفاع الأسعار صفو أيامه، بسبب تراجع حركة البيع والشراء فى الموسم الأكبر الذى ينتظره تجار الأسماك. «اختلفت قيمة الربح هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة»، هذا ما أضافه سعيد راضى تاجر الفسيخ والأسماك المملحة فى بولاق، متوقعًا خسارة 50فى المائة من رأس ماله هذا العام على الأقل، رغم أنه عرض كميات تزيد عما عرضه العام الماضى بنسبة 30فى المائة، إلا أن نسبة المترددين عليه من المستهلكين أقل بكثير. وتابع «راضى» قائلًا: «الناس معذورة، فكيلو الفسيخ وصل 160 جنيهًا، فى الوقت الذى لم يتعد فيه ال 120 جنيهًا فى التوقيت نفسه من العام الماضى، كما وصل سعر كيلو الرنجة إلى 50 جنيهًا بعدما كان ب 35 جنيهًا فى العام الماضى». أزمة الأسعار، لم تطل الأسماك فقط، بل امتدت إلى مظاهر احتفالات المصريين بشم النسيم، فبعد أن اعتاد المصريون على الخروج للتنزه فى الحدائق العامة وملاهى الأطفال نهارًا، ودخول السينمات والمسارح ليلاً، بات الأمر أكثر صعوبة فى ظل احتياج أسرة متوسطة الدخل مكونة من 4 أفراد لأكثر من 1000 جنيه لقضاء يوم العيد خارج المنزل. هذا ما أكده أحمد حنفى، متزوج ويعول ولدين بالمرحلة الثانوية، مضيفًا: «لن أتمكن من الخروج للتنزه فى إجازة شم النسيم مثلما كنت أفعل فى السنوات الماضية، بسبب غلاء المعيشة، فبعدما تبادلت النقاش مع أبنائى وزوجتى تبين أنهم يحتاجون أكثر من ألف جنيه ليخرجوا يوم شم النسيم، ويتناولون وجبة رنجة فى إحدى الحدائق العامة، والذهاب لمشاهدة فيلم فى السينما نهاية اليوم، وهو ما لم تتحمله أسرة متوسطة الدخل، فأنا أعمل مدرسًا بالمرحلة الابتدائية وزوجتى لا تعمل، والولدان يحتاجان لدروس خصوصية طوال أيام الأسبوع بسبب معاناتهما من شبح الثانوية العامة». واستكمل: «قررنا استبدال الرحلة بخطة بديلة، لنتناول السمك مشوى فى المنزل بدلاً من شراء رنجة مدخنة، ودون الخروج لأى مكان، أما فى المساء سنلتف حول إحدى القنوات التى ستعرض فيلم أميرة حبى أنا، فهو أكثر الأفلام التى تعبر عن الربيع وفرحته من وجهة نظرنا، وربما نحضر بعض المسليات والمشروبات الغازية لاستكمال سهرتنا، وبذلك لن تتجاوز تكلفة استمتاعنا باليوم ال 200 جنيه». لم تكن الأسرة السابق ذكرها الوحيدة بين الأسر المصرية، التى قررت أن تستبدل طقوسها المعتادة فى عيد الربيع واحتفالات شم النسيم بأخرى غير مكلفة، فمعظم الأسر لجأت لتلك الحيلة، تجنبًا لتكبد تكاليف باهظة يراها البعض رفاهية يمكن الاستغناء عنها. سعار الأسعار، لم يقف عند حد الأسماك أو السينمات والخروج للتنزه فحسب، بل وصلت لمحلات العطارة والعلافة، التى ارتفعت أسعارها وفقًا للبيانات الصادرة عن شعبة الحبوب والعلافة فى بعض الغرف التجارية، حيث أكدت أن حجم الطلب على بعض أنواع الحبوب، يتحرك مع نمو الطلب عليه فى مناسبة شم النسيم، وأعياد الربيع، سواء على مستوى المواطنين، أو الباعة الجائلين، خلال تلك الفترة. وبالطبع، يتصدر «الترمس» المركز الأول فى تلك القائمة، ليصل سعره إلى 12 جنيهًا للترمس المستورد بزيادة 2 جنيه عن السعر الطبيعى، كما وصل سعر كيلو الحلبة الحصى إلى 16جنيهًا بعدما كان 14 جنيهًا، أما حمص الشام فوصل إلى 36 جنيهًا، بعد أن كان ب 35 جنيهًا، وزاد سعر كيلو الفول البلدى من 14 إلى 18جنيهًا. كما ارتفع سعر الذرة، باعتبارها نوعًا من أنواع التسلية الرائج بيعها فى هذا الموسم، حيث وصل سعر كيلو الذرة الصفراء إلى 19 جنيهًا، بدلًا من 16جنيهًا، أما الذرة البيضاء فزاد سعرها من 20 إلى 22 جنيهًا.