المتهم: الضحية سرق قوتى وأسرتى كانت تموت من الجوع جاء من أقصى الصعيد، يبحث عن لقمة العيش، لمساعدة والده وأشقائه الأربعة، إذ طلب من أحد معارفه، والذى يدعى سيد، و يعمل حارس عقار، أن يجد له عملاً بالقاهرة، وبعد عدة أيام اتصل به ليحضر للقاهرة للعمل فى فرن بمنطقة الدرب الأحمر، لكنه لم يكن يعلم أن الأمر سينتهى بجريمة. رجب، قاتل حارس العقار، كشف فى التحقيقات، أنه التحق بالفرن وكان يحصل على مصروف بسيط، والباقى كان يتركه مع «سيد»، ليستطيع إرسال مبلغ كبير لأهله فى البلد، فكان يأكل وجبة واحدة ليوفر الأموال لأهله. واستطرد رجب: مرت الأيام وعندما قارب الشهر على الانتهاء أخبرت عم سيد أنى أريد أموالى التى معه فأخبرنى أنها ستكون معى آخر الشهر، وبعد أيام طالبته ثانية فاعتذر لى وطلب يومين حتى يجهزها لى، ومر أكثر من أسبوع فطالبته بها، فأخبرنى أنه ليس معه فلوس فتشاجرنا، ففوجئت به يضربنى على وجهى ويقول لى: «اخبط دماغك فى الحيط»، فلم أشعر بنفسى إلا وهو جثة هامدة». وأنهى المتهم اعترافاته قائلًا: «مش ندمان على قتله لأنه سرق قوتى وقوت أسرتى التى كانت تنتظر الفلوس حتى لا تموت جوعًا». كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، قد ألقت القبض على فران، لاتهامه بقتل حارس عقار بمنطقة الدرب الأحمر، بسبب خلافات مالية بينهما، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات. وكشفت تحريات رجال المباحث، أن المجنى عليه يعمل حارسًا لفرن وحظيرة مواشى، ويقوم بجلب الشباب من الصعيد للعمل، وأن المتهم كان من بين من استقطبهم الضحية، ونتيجة خلافهما حول أجرة المتهم التى كان يحتفظ بها المجنى عليه، نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها المتهم بطعن المجنى عليه بسلاح أبيض «مطواة» ثلاث طعنات أودت بحياته فى الحال، وفر هاربًا. وعقب وضع خطة بحث تم القبض على المتهم مختبئًا لدى بعض أبناء عمومته، وبمواجهته أمام اللواء محمد منصور مدير مباحث العاصمة اعترف تفصيليًا بارتكابه الواقعة فتحرر محضر بالواقعة، وأحاله اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة إلى النيابة لمباشرة التحقيقات. ويواصل المستشار أحمد شادوف وكيل نيابة حوادث جنوبالقاهرة، بإشراف المستشار أحمد عز الدين عبد الشافى، المحامى العام الأول للنيابات، التحقيق فى واقعة قتل فران لحارس عقار بسبب خلافات مالية بينهما.