البابا يتابع أحوال الأقباط النازحين.. «يومآ» بيوم أحداث العريش لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالفتنة الطائفية هناك مسلمون سعوديون تبرعوا للأقباط المضارين أقباط العريش يدفعون ثمن أنهم مسيحيون ومصريون أيضًا بعد حالة من الزخم فى الأخبار والمعلومات والصور عما قامت به الكنيسة الإنجيلية مع أبناء الكنيسة الأرثوذكسية النازحين من العريش، واتهام البعض للأخيرة بالتقصير تجاه أبنائها، انفردت «الصباح» بمحاورة كل من الأنبا سارافيم أسقف مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالإسماعيلية، وأيضًا التقت مع القس عزت عفيفى راعى الطائفة الإنجيلية بالإسماعيلية للوقف على حقيقة الأمر وتوضيح الصورة وكشف مجريات الأمور. •ما هى أهم الاستعدادات التى اتخذتها مطرانية الإسماعيلية لمواجهة أعداد الأقباط النازحين من العريش؟ - رحبنا بهم وفتحنا لهم شقق سكنية فى مدينة المستقبل، باعتبارها مدينة جديدة وبها شقق سكنية كثيرة مغلقة، قمنا بتأجيرها ودفعنا لهم الإيجار والمقدمات وأسسناها على قدر استطاعتنا، كل هذا فى البداية، وقمنا بالاتصال بالمحافظ ولم يكن لديه علم بالموضوع، وبعد قليل تدخلت المحافظة وأتت وزيرة التضامن الاجتماعى وأجرت مؤتمرًا صحفيًا واتصل بنا وزير الشباب وفتح نزل الشباب التى فى طريق البلاجات، وتم استقبال جزء هناك، وفى الحقيقة هم استضافوهم أحسن استضافة، من إقامة وأكل ورعاية طبية وحراسة مشددة، وبعد أن زاد العدد قمنا بتأجير شقق فى قلب الإسماعيلية وبعدها أخذناهم فى منطقة اسمها القرش الدولة، وهم مقيمون حاليًا فى كذا مكان، وهناك حوالى 13 أسرة فى القنطرة شرق، تبع الكنيسة هناك، وأيضًا محافظة بورسعيد فتحت أبوابها أيضًا لعدد منهم، لكن الناس مكثت هنا فى الإسماعيلية للأسف مع بعض، خوفًا من أى مكان آخر بعيد عن هذه التجمعات، باعتبار أن مشاكلهم تحل هنا والكنيسة معهم طوال الوقت، وخاصة أن الدولة مهتمة بهذا الأمر.. ووزير التعليم العالى حضر هنا وأقام مؤتمرًا صحفيًا بالجامعة ورد على كل أسئلتهم واستفساراتهم، مؤكدًا أن أى طالب من النازحين لديه مشكلة فى الجامعة فى العريش سوف يتم قبوله، وحضر مندوب الجامعات الخاصة، أما الموظفون فالمحافظة تسعى من أجل نقلهم مؤقتًا، إلى أن تستقر الأمور. •هل هناك توجيهات معينة لكم من البابا بخصوص الأقباط النازحين؟ - البابا يتصل كل يوم، هو أو السكرتارية الخاصة به، بالإضافة إلى أنه أرسل مبعوثًا نيابة عنه، هو الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات، ويرافقه القس أمونيوس سكرتير البابا، حضروا وجلسوا مع الناس ومنحوهم بركة جيدة تعينهم على أن يسيِّروا أحوالهم خلال تلك الفترة، وأيضًا دعموهم نفسيًا وشدوا من أزرهم، وقدموا لهم الدعم المعنوى الذى يعينهم على أن يتخطوا تلك المرحلة الصعبة التى مروا بها، وكان البابا قد كلف الأنبا يوليوس والقس أمونيوس بلقاء كل أسرة من أسر العريش -على حدة- لنقل محبة واهتمام قداسته إليهم، مع التعرف عن قرب على أحوالهم المعيشية والمعنوية والروحية، وكذلك على احتياجاتهم فى الأماكن التى يقيمون فيها، ومتابعة ما تم بخصوص الوضع الدراسى لأبنائهم، ومناقشة ظروف العمل للموظفين والعاملين منهم، للمساهمة فى تذليل كل العقبات التى تواجههم.. فالبابا يتابع أحوالهم باستمرار يوم بيوم. •وكيف يدار موضوع التبرع.. وهل هو مسئولية كل الكنائس أم الإيبارشية فقط؟ - حتى لا يكون هناك تشتيت فى الأمور، أصدرنا بيانًا أن هناك أربعة من الآباء مسئولين عن الاتصالات، لكل شخص لديه استفسار، وتم وضع تليفونات الأربعة على الإنترنت ورقم حساب مخصوص لأهل العريش، لأن هناك أناسًا كثيرة جدًا تتصل من الداخل والخارج، تريد أن تساهم وتدعم إخوانها وأخواتها وهذه طبيعة الشعب المصرى، يحب التعاون مع بعضه، وطلبوا أن يساهموا بأى مبالغ لإخوانهم المتضررين، وأريد أن أقول إن المتبرعين ليسوا أقباطًا فقط، إنما هناك أخوة مسلمون كثيرون، وأيضًا أخوة مسلمون من السعودية اتصلوا بنا يريدون أن يتبرعوا ويقدموا أى مساعدات عينية أو نقدية، ومن أجل تنظيم هذا الموضوع فتحنا حسابًا بإذن البابا، على أساس أن يكون هذا الحساب محددًا، وسوف أقوم بتقديم تقرير للبابا بالإيرادات والمصاريف. •بعد الأحداث التى تعرض لها الأقباط فى العريش.. كيف كان حديث الكنيسة معهم عن عودة إلى هناك أم استقرار هنا؟ - قدمنا لهم الدعم المعنوى من خلال الآباء الكهنة الذين يزورنهم كل يوم ويجلسون ويتحدثون معهم ليزيلوا الخوف والرعب الذى سكن أنفسهم، وزارهم الأنبا موسى والأنبا رافائيل والأنبا زوسيما والأنبا بيمن والأنبا تادرس، الكل يحضر ليتحدث معهم ويشد من أزرهم ويساندهم مديًا ومعنويًا، ولكن ما يحدث فى سيناء لم يكن ضد الأقباط فقط، ولكن الأقباط نالهم الجزء الأكبر لأنهم مصريون ومسيحيون فى آن واحد، خاصة أن الناس التى تمارس تلك الأفعال والتصرفات لا تعرف دينًا، وكل ما يقومون به ضد المصريين بصفة عامة وضد الأقباط أكثر، لذلك المسيحى فى سيناء يعانى من الاثنين، لكونه مصريًا ولكونه قبطيًا، لدينا امرأة هنا زوجها وابنها تم ضربهم بالنار وتم حرقهم أمام عينيها، وتم إشعال النار فى المنزل، هؤلاء الناس لم يشعروا بذعر عادى، وخاصة أن ما يحدث ليس وليد اليوم، فلهم أكثر من ثلاث سنوات وهم يتحملون ما يحدث من أوضاع سيئة وعدم استقرار أمنى، وأصوات طلقات النار التى لا تهدأ ليلًا أو نهارًا، ولدينا اثنين من الآباء الكهنة استشهدوا بطلقات نارية وهم يمشون فى الشارع.. والأمثلة كثيرة. •هل ما حدث مع الأقباط سيتم اقتطاعه من المشهد السيناوى وما يدار على أرض الفيروز منذ سنوات، كملف قبطى منفرد؟ - لابد أن نعترف أن ما يحدث فى سيناء يطول المسلم والمسيحى، والذين حموا حياة الهاربين من العريش إخوانهم المسلمين، وهذا الأمر ليس طائفيًا ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالطائفية، ولابد أن ندرك أن من يقومون بإطلاق النار لا يعرفون الدين، لا المسيحى ولا المسلم، يكفى أن أقول إنهم لا يعرفون دينًا أو رحمة، لدرجة أنهم بعد أن يقتلون الناس يسرقون المنازل ثم يحرقونها، أى دين يحث على هذا، أى دين يأتى أصحابه بتلك الأفعال، هؤلاء الناس قتلة مجرمون ولديهم أجندة خارجية يقومون بتنفيذها فى البلاد، لذلك ما يحدث ليس له أى علاقة بالطائفية. •كيف واجهتم الاتهامات بأن الكنيسة الأرثوذكسية كانت بعيدة عن المشهد بينما فتحت الكنيسة الإنجيلية ذراعيها للنازحين من أول لحظة؟ - نحن لا نعرف من فتح أبوابه، ولكن نحن هناك من أول يوم اتصلوا بنا وقالوا نحن قادمون من العريش، ولدينا مشاكل أمنية، فالكنيستان عملا مع بعضهما، ولا يستطيع أحد أن يقول هم بدأوا أو نحن بدأنا، لم نعتد أن نقدم دعاية لما نقوم به، نحن هدفنا خدمة هؤلاء الناس، وأيضًا هؤلاء الناس بكل ما مروا به من ألم لا يحتملون أعلامًا أو دعاية بهم أو بما يقدم لهم وهم فى تلك المحنة، خاصة أنهم غلابة ويحتاجون من يرعاهم ويدعمهم نفسيًا، لا أن يستغلهم فى دعاية وترويج لما يقوم به أحد أو يقدم لهم من مساعدة وخدمات، ولو سألتم أى شخص فيهم سيقول لكم «الكنيسة معنا قلبًا وقالبًا»، فمن أول يوم نساعد ونسكن ونقدم حراسة ونقدم أموالًا ونحقق كل متطلباتهم، ونحن من قام بالاتصال بالمحافظة منذ اليوم الأول وطلبنا التصرف، ووزير الشباب اتصل بالكنيسة الأرثوذكسية ووجهنا لنزل الشباب منذ اللحظة الأولى، ونحن نعمل على خدمتهم لكن مع احترامى الشديد لأى شخص، نحن نخدم أبناءنا ولا نبحث عن الدعاية، على العكس نحن نقول للكنيسة الإنجيلية أو أى شخص قلبه يحثه على خدمة هؤلاء الناس: أهلًا وسهلًا، نحن لا نريد السبق الصحفى، إننا رقم واحد أو رقم اثنين، هدفنا هو راحة هؤلاء الناس، لأن من يسمع كلامهم وما مروا به يقدر ضخامة وبشاعة ما مروا به من أهوال إلى أن وصلوا إلى هنا. •هل ما حدث من الكنيسة الإنجيلية يكمل سلسلة الصراع الخفى بين الكنيستين واستمرار محاولة الإنجيليين اجتذاب الأقباط الأرثوذكس؟ - نحن لم نعتد على هذا أو نفكر بهذا الشكل، ومن يريد أن يجتذب أهلًا وسهلًا، ومن يريد أن يكلمنا أهلًا وسهلًا، ومن يريد أن يخدم أهلًا وسهلًا، ولن يستطيع شخص أن ينقص أو يقلل من دور الكنيسة فى خدمة ورعاية واهتمامها بأبنائها، ونحن نتعاون مع بعض ولدينا استعداد أن نتعاون مع كل إنسان فى سبيل أن يحصل هؤلاء الناس على حقوقهم ويجدون من يرفع معنوياتهم ويدعمها. •هل سيعود هؤلاء الناس إلى بيوتهم أم تملكهم الذعر والخوف من العودة؟ هؤلاء الناس لديهم معنويات جيدة برغم المشاكل والصعاب التى مروا بها، لكن كلهم يريدون أن يعودوا مرة أخرى إلى ديارهم وأرضهم وأعمالهم، وأريد أن أرسل كلمة للدولة أن تهتم جدًا وبشدة بالأمن هناك، لأن هذا سيوفر علينا كل المشاكل التى حدثت أو التى من الممكن أن تحدث، وهذا الذى يمكن أن يعجل برجوع الناس إلى ديارهم، أنا أعلم أن الدولة تهتم ولكننا نريد اهتمامًا أكثر من ذلك، أعلم أن هناك جهودًا فوق الوصف تقدم على أرض سيناء، ولكن نحتاج المزيد الذى من شأنه أن يجعل المدنيين آمنين على أرواحهم وأموالهم وأولادهم، وخاصة أن حمايتهم هناك تمنع تدفق الناس بتلك الأعداد وترك المدينة خالية مرتعًا لهؤلاء القتلة، الناس كلها تريد أن تعود إلى ديارها ويقولون نحن لم نأت نتسول من هنا، نحن أتينا مؤقتًا ونريد أن نعود، ولكن نبحث عن الأمان هناك، سيدة تقسم أنها لم تخرج من بيتها منذ ثلاث سنوات من الخوف، وأنا أهيب بالدولة أن تحرس أموالهم وممتلكاتهم لأن هناك محلات بها بضاعة، وهناك ناس وضعت شقاء عمرها بتلك المحلات، لذلك أطلب من الدولة أن تحمى تلك الأشياء، وخاصة أن حمايتها وحماية المنازل من أن يرتادها المجرمون ستكون بمثابة صمام أمان للأوضاع هناك، والدولة تكثف جهودها لكى يعود هؤلاء الناس ويشغلون منازلهم ويفتحون محلاتهم وتعود الحركة التى من شأنها أن تقطع الطريق على هؤلاء القتلة المأجورين.