هذا ليس عنوان رواية لجورج أورويل، أو فيلم لستيفين سبيلبيرج عن صعود النازية، إنها الحقيقة فبينما نعانى فى الشرق الأوسط، من صعود قوى الإرهاب وتنامى التيارات والأفكار المتطرفة والقتل على الملة والنحلة والعرق، يصعد بقوة ممثلو اليمين العنصرى وأحزاب التطرف واضطهاد الآخر، الذين يكثفون الضغط على مشاعر الجماهير، بتخويفهم مما يمثله اللاجئون المسلمون والعرب من أخطار على الهوية الثقافية الغربية، حتى بدا وكأن تلك الدول تتراجع إلى موجات التطرف والنازية فى ثلاثينيات القرن الماضى، عندما صعد كل من هتلر وموسيلينى لقمة الحكم. فرنسا ماريون لوبان.. جميلة بدرجة متطرفة يُنظر حاليًا إلى ماريون على أنها الزعيم المقبل ل«الجبهة الوطنية» لتحل محل جدها اليمينى الفرنسى المتطرف، جان مارى لوبان، وقد يأتى اليوم الذى يعتلى فيه اليمين المتطرف كرسى الإليزيه، وتصبح هذه الجميلة رئيسًا لفرنسا. ماريون التى ترى أنه من غير المعقول مساواة المسلمين بالمسيحيين، حسب تصريح لها، تتزعم اليمين المتطرف الذى واصل صعوده اللافت فى ظل تغذيته لمخاوف المواطنين الفرنسيين ضد المسلمين عقب هجمات باريس العام الماضى. النمسا نوربرت هوفر"رئيس حزب مسلح " «الإسلام ليس له مكان فى النمسا»، هذا هو التصريح الأشهر لنوربرت هوفر المرشح الأقوى حظوظًا فى جولة الإعادة، والذى من الممكن أن يعلن قريبًا جدًا، كرئيس يمينى متطرف انتخب بشكل ديمقراطى لأول مرة منذ هزيمة النازية فى دولة أوروبية. هوفر المولود فى 1971 وأصبح فى 2013 الرئيس الثالث لحزب «المجلس الوطنى» اليمينى المتطرف والذى يتبجح بحملة السلاح علانية للدفاع عن نفسه ضد اللاجئين، كما يدعى، حصل فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية النمساوية على 37 فى المائة من جملة أصوات الناخبين متصدرًا كل المرشحين ومتقدمًا بخُطى واثقة إلى جولة الإعادة. ورغم أن الرئاسة فى النمسا تعد إلى حد كبير منصبًا شرفيًا إلا أن الرئيس هو من يتولى اختيار المستشار وتنصيب الحكومة عقب الانتخابات البرلمانية. هولندا فون غيرت فيلدرز.. منتج ال «فتنة » فى 2004 أسس حزبًا جديدًا فى هولندا على أساس معاد للإسلام أسماه «من أجل الحرية»، والذى أظهرت استطلاعات رأى حديثة فى هولندا أن فيلدرز المعادى للاجئين وللإسلام، يتمتع بشعبية متزايدة، قد توصله إلى رئاسة الوزارة فى الانتخابات المقبلة. السياسى اليمينى الهولندى وعضو مجلس النواب منذ 1998 كان قد صرح قائلًا: «سقوط القدس فى أيدى المسلمين، يعنى سقوط أثينا وروما، ولذا فإسرائيل هى خط الدفاع الأول عن الغرب» ويشتهر فيلدرز بمواقفه المعارضة للإسلام حيث طالب بحظر القرآن فى هولندا ودعا المسلمين لتمزيق نصف القرآن إن أرادوا البقاء بها، كما أنه اتهم النبى محمد (عليه الصلاة والسلام) بالإرهاب، وفى 8 أغسطس 2007 كتب مقالًا يصف فيه القرآن بأنه كتاب فاشى يجب حظره، وأنتج فى أواخر مارس 2008 فيلم «فتنة» والذى يتضمن محاولات للربط بين القرآن والعنف. المجر فيكتور أوربان..عدو اللاجئين رئيس وزراء المجر الذى أذاقت حكومته اللاجئين السوريين الويلات فى طريق وصولهم لأوروبا، ولم يكتف بهذا بل طالب البرلمان بالتصويت على قرار بنشر قوات الجيش المجرى على الحدود لوقف تدفق اللاجئين على أوروبا لأنه سيضر بهوية أوروبا المسيحية، حسب تصريحاته. وهو ما تم بالفعل بموافقة البرلمان على القرار والذى نص أيضًا على القبض من يصل إلى الحدود المجرية من اللاجئين وسجنه 3 سنوات. حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان تقول إنها تحمى أوروبا المسيحية من «جحافل المسلمين والإرهابيين» وأنها تريد إنقاذ المجر لتكون للمجريين فقط. الولاياتالمتحدة دونالد ترامب .. الملياردير يغلق الحدود الملياردير الأمريكى ومرشح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نهاية العام الحالى، والذى يتبنى بوضوح أجندات مرسومة له من قبل اليمين الأمريكى المتطرف وسيسعى لتنفيذها من خلال سياسات ضد المسلمين والبلدان العربية، ولا تخلو جولاته الانتخابية من تصريحات ضد المسلمين ومستفزة لمشاعرهم منها « إن استطلاع رأى أظهر أن المسلمين يكرهون الأمريكيين، وهو ما يشكل خطرًا على البلاد، والحدود ينبغى أن تظل مغلقة أمام المسلمين حتى يتوصل نواب الشعب إلى فهم واضح لأسباب تلك الكراهية، إن الوضع سيزداد سوءًا، وسنشهد المزيد من الهجمات المشابهة لتلك التى وقعت فى سبتمبر/أيلول 2001». يرى ترامب أن مرتديات الحجاب المسلمات يفضلن ذلك لأنه يقلل من ضرورة استخدام مستحضرات التجميل، كما دعا إلى مراقبة المساجد وأخذ الحذر فى التعامل مع المسلمين.