عميد أصول الدين: هناك من يسعى إلى إجبار الأزهر على اتباع أيديولوجيات معينة الكتاب يطالب بإغلاق جامعة الأزهر ويتهم علماءه بالاتجار بالدين فيما ينذر بمعركة جديدة، كشف مصدر مسئول بمجمع البحوث الإسلامية ل«الصباح» عن أن المجمع قرر مصادرة جميع نسخ كتاب (نواب الله) الذى أصدره الشاعر أحمد الشهاوى، كما سيتم خلال الأيام المقبلة مقاضاته بتهمة ازدراء الأديان، وذلك بسبب أن «اسم الكتاب حرام شرعًا، وفيه افتراء على الله لأنه يدعى أن لله نوابًا»، مؤكدًا أنه ليس بين علماء الأزهر عالم واحد يتاجر بالدين، أو يدعى أنه نائب أو متحدث باسم الله. الكتاب الجديد، تسبب فى استياء مؤسسة الأزهر، حيث اتهم مؤلف الكتاب، وهو الشاعر أحمد الشهاوى، أغلب علماء الأزهر بأنهم نواب لله، وأنهم «يقومون باستغلال الدين ويتاجرون به ليس لخدمة الدين، كما يزعمون، وإنما لخدمة مصالحهم الشخصية ولحماية مناصبهم فى المقام الأول»، كما اتهمهم ب«جنى آلاف الجنيهات مما سماه (بيزنس الدعاة)، من خلال تجارتهم بالدين». وأكد المؤلف فى كتابه المثير للجدل، أن الفكر الأزهرى عَلِق به خرفات عبر أساتذة جامعة الأزهر الذين سافروا للعمل فى الخارج، وأنه منبع التطرف من خلال مناهج معاهده وجامعته، التى تحتاج إلى إعادة نظر. وتطرق الكاتب إلى جامعة الأزهر وطالب بإغلاقها واعتبرها منبرًا لإنتاج أجيال من المتطرفين، ولابد من التصدى لها. نعود إلى المصدر، مستطردًا حديثه «المؤلف حاول تشويه التراث الدينى وهدم كل الأفكار والقيم التى تربينا عليها من خلال الإساءة للتراث ونقده ما جاء به، بأسلوب به تطاول ووصف التراث بأبشع الألفاظ، وفى حال تصدينا لهذا التطاول يقال محاربة للحريات وتكميم للأفواه». وأضاف: «دور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تقديم الشهاوى ومن على شاكلته للقضاء، عقابًا على كلامهم الباطل وافترائهم على الله بغير حق، فالدين منهم براء، وحتى يكون عبرة لمن لا يعتبر»، مشيرًا إلى أن الكتاب نوع من الإرهاب الفكرى، الذى يمارس ضد الأزهر. وأكد المصدر «مجمع البحوث تلقى عددًا كبيرًا من الشكاوى الكيدية، دون توقيع ضد الكتاب، وفى الغالب أرسلها الكاتب نفسه، حتى يلفت انتباه المجمع لكتابه». ومن جانبه، استنكر الدكتور حامد أبوطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية ما جاء فى الكتاب، ورأى أن الشهاوى يريد أن يشتهر بأى شكل من الأشكال من خلال مهاجمته لأكبر مؤسسة دينية، فى العالم». وفى ذات السياق، قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين إن كتاب الشهاوى فيه لغط متعمد تجاه الأزهر وعلمائه، وهو نوع من أنواع الإرهاب الفكرى للمؤسسة الدينية، فهناك من يسعى إلى أن يجبر الأزهر على اتباع أيديولوجيات معينة، وهناك من يريد امتطاء الأزهر لتوجيهه إلى مواقف محددة، مشيرًا إلى أن الكاتب يزعم تجمد الأزهر، وقال «هذا الكلام مردود عليه بآلاف من رسائل الدكتوراه التى تجدد بناء تراث الأزهر وعرضه بصورة علمية تتناسب مع العصر الحالى، فالأزهر لعب دورًا خطيرًا فى مكافحة الفكر التكفيرى حيث نجح فى إعادة بعض المتطرفين إلى الطريق الصحيح». أما الدكتور محمد عبد الصبور، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، فأكد أنه قرأ الكتاب بإمعان، ووجد أن الكاتب يدعى أن التطرف يأتى نتيجة تدريس المواد الشرعية التى ينتهجها الأزهر، وأن الأزهر هو الراعى الرسمى للإرهاب، وهذا مفهوم مغلوط ومجرد افتراءات كاذبة، لم يقدم الكاتب دليلًا واحدًا عليها، لافتًا إلى أن الكاتب تاجر بالأحداث التى مرت بها جامعة الأزهر، للمطالبة بغلقها، بحجة أنها تخرج إرهابيين، وقال «هذه كلها ذرائع لإضعاف الأزهر والقضاء عليه تدريجيًا، فجامعات مصر كلها شهدت مظاهرات وتخريب، كجامعة الأزهر تمامًا». وفى المقابل حاولت «الصباح» التواصل مع مؤلف الكتاب، لكنه لم يجب.