رئيس اتحاد الناشرين العرب يخطط مع قيادات إخوانية لعرض مؤلفات مؤيدة للجماعة خطة للتحايل على إدارة المعرض لإدخال كتاب «إدارة التوحش» الذى تعتنقه «داعش» فى كل عام يشهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، والمقرر إقامة دورته ال 47 فى الفترة من 27 يناير إلى 10 فبراير، جدلًا بشأن كتب بعينها سواء باعتبارها الأكثر رواجًا أو ما يتعلق بما تتضمنه من مادة مثيرة سواء على مستوى السياسة أو الدين أو الجنس، ويبدو أن خُطة جماعة الإخوان لإدارة تواجدها بالمعرض بدأ مبكرًا وذلك عن طريق القيادى الإخوانى رئيس اتحاد الناشرين العرب، عاصم شلبى. وكشفت مصادر بالاتحاد ل«الصباح»، أن شلبى يسعى مع عدد من الناشرين فى لبنان إلى طباعة وترويج كتب حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، والقياديين البارزين بالجماعة، الراحل، سيد قطب، والشيخ يوسف القرضاوى، المقيم فى قطر. وقالت المصادر، إن شلبى - وهو والد أسماء شلبى المنتمية لتنظيم الإخوان والهاربة إلى تركيا- يقوم الآن بطباعة عدد من المؤلفات التى تبيح استخدام العنف ضد الدولة، تمهيدًا لترويجها فى معرض القاهرة الدولى، وتضمنت هذه الكتب الكثير من دعاوى العنف. وتابعت المصادر، إن رئيس اتحاد الناشرين العرب أجرى اتفاقات ولقاءات مع مسعد شعير، أحد القيادات الإخوانية المقيمة بقطر، وحسن خفاجى القيادى الإخوانى الهارب، ومسئول ملف التنظيم فى شمال إفريقيا، وأن هذه القيادات يدعمها عدد من الناشرين العرب الداعمين للجماعة والموالين لها والذين يستعدون لإدخال بعض الكتب المحرضة على العنف والممنوعة من النشر فى مصر خلال المعرض المقبل، وتضم المجموعة عددًا من الناشرين ومنهم «ف. ى» من الأردن، و«و. ن» من الجزائر، و«م.ج» من تونس، و«ن. ى»، و«ب. و» من لبنان، و«ح.ع» سورى مقيم بالسعودية. وبحسب المصادر، نفسها، فإن الخطة الإخوانية لترويج الكتب المؤدية لفكر وتوجهات الجماعة، تتضمن عرض مجموعة كتب تم طباعتها فى لبنان، وتحمل عنوان «شهادات ووثائق» عن فض اعتصام رابعة، وكذلك شهادات لشباب وفتيات بالجماعة التى تقدم نفسها باعتبارها تعرضت للاضطهاد بسبب الانتماء للإخوان، كما تتضمن الكتب أيضًا الحديث عن أن مواجهة الجماعة فى مصر أثناء ثورة 30 يونيو، لم تكن مواجهة سياسية وإنما مواجهة ضد نشر الشريعة والدين الإسلامى، بحسب مزاعم المؤلفات الإخوانية. ومن الكتب التى سيتم ترويجها ضمن مجموعة المؤلفات الإخوانية، كتب الخاصة بدعم النزعة الداعشية والتى تحتوى على أجزاء من كتاب «إدارة التوحش» الذى يعد مرجعًا للجماعات المتطرفة، وسيتم إدخال الكتاب بطريق التحايل باعتباره ضمن كتب للتراث الإسلامى، ويتاح فيها الكتاب بشكل مجانى، على الرغم من أن الكتاب يضع الإطار النظرى لفكرة العنف الذى ينتهجه تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». من جانبه قال محيى عبد الحى، رئيس تحرير سلسلة تراث المسرحى، التابعة للهيئة العامة للكتاب، إن هناك شروطًا لدخول المعرض، وأن كل دار تتقدم بقائمة للكتب التى ستشارك بها فى المعرض، إلا أن عملية دخول الكتب يصعب معها الاطلاع على كل العناوين المغلفة التى تكون بداخل «كراتين» كبيرة، وهو الأمر الذى يتسبب فى دخول بعض الكتب الممنوعة للمعرض. وتابع عبد الحى، «هيئة المعارض من حقها الاعتراض على بعض العناوين التى تقدم ضمن القوائم قبل المعرض، والتى تتنافى مع سياسة الدولة أو الدين أو الأعراف المصرية، أما فى حالة اكتشاف كتب مخالفة داخل المعرض من حق هيئة الكتاب غلق الجناح واتخاذ الإجراءات اللازمة أو مصادرة تلك الكتب. وبحسب الكاتب المسرحى أحمد سراج، فإن أى ناشر تتم مصادرة كتاب له يصنع منه حدثًا كبيرًا ويستغل الموقف، وفى حال عزم مجموعة الناشرين القريبين من الإخوان طباعة هذه الكتب وتعرضوا للمصادرة، فإن الجماعة ستستغل الحدث ضد مصر بأنها تُحجّم الثقافة والفكر، ويمكن أن يتم تداول القضية عالميًا لتشويه صورة الثقافة المصرية. وشدد سراج على أن عملية مصادرة الكتب من الأساس غير مقبولة ما لم تمثل خطرًا على الأمن القومى، وهذا الأمر يكون بناء على فحص الكتب من خلال لجان وهذا الأمر لم يتوافر بعد. ودعا سراج، اتحاد الناشرين العرب إلى توضيح موقفه من الخطوات التى يتخذها رئيس الاتحاد حال ثبوت صحتها.