*بدء إعداد لمؤتمر فى إسطنبول خلال ديسمبر بحضور صهر «الشاطر » وقيادات التنظيم الدولى للإخوان *رصد رحلات سياحية إلى إسطنبول تضم شبابا من الشرقية والدقهلية لتدريبهم على المواجهات العسكرية يومًا بعد يوم تتكشف المؤامرات التى تحاول الدول المعادية لمصر تنفيذها بمعونة من دول كبرى، تسخر كل هيئاتها ومراكز أبحاثها لاختراق الشباب المصرى تحت أى مسمى كان: «تدريبات، استطلاعات، دورات، رحلات سياحية». والمحاولات التركية لزعزعة الاستقرار فى مصر لن تنتهى قريبًا بالتزامن مع الدور الخبيث الذى يلعبه «معهد الربيع العربى» التركى والذى دعا إلى عقد مؤتمر بعد أحكام البراءة الأخيرة فى «قضية القرن» لاستغلال حالة الحراك الثورى لدى الشباب وتوظيفها لخدمة مصالح رجب طيب أردوغان. وفى هذا التحقيق تحاول «الصباح» تسليط الدور على واحد من أهم أجهزة المخابرات مستتر تحت غطاء حقوقى وبحثى وهو «معهد الربيع العربى» التركى، ودوره فى مصر خلال الأيام القليلة المقبلة بعد أن تبنى المعهد عقد مؤتمر فى العاصمة التركية إسطنبول منتصف هذا الشهر. واتضح لنا فى سياق البحث عن الدور الذى يلعبه المعهد فى مصر وحقيقة وجودة، أن للمعهد نشاطًا ملحوظًا بعد ثورة 25 يناير، وأنه تلقى تمويلات ب8 ملايين جنيه بحجة مراقبة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعمل تقارير تحت بند «مؤشر الديمقراطية» وغرضها قياس حجم الديمقراطية التى وصلت إليها الشعوب بعد ثورات «الربيع العربى» وما هى- فى الحقيقة- إلا تقارير أمنية ومخابراتية يتم إرسالها إلى تركيا ليُعاد تحليل محتواها من جديد. وبعد 25 يناير، انتشرت منظمات المجتمع المدنى الأجنبية منها والمحلية، وكل فريق كان يؤسس منظمته بدعوى «الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات»، وتم تأسيس فرع للمعهد تركى المنشأ داخل مصر، وأوكلت المهمة إلى «شبكة الديمقراطيين فى العالم العربى» لمتابعة الدورات التدريبية التى يقيمها المعهد التركى للشباب المصرى وكانت عبارة عن دورات فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى لخدمة القضية التى يتبناها المعهد، وهى نشر الديمقراطية وتحقيق مفهوم «الإعلام البديل» حتى يتم الاستغناء عن الإعلام الحكومى والخاص، دورات فى سياسة «حرب اللاعنف» و «التغيير السلمى» وتعزيز «حقوق الإنسان» وإجراء استبيانات رأى حول مطالب الشعوب من الحكام بعد الثورات العربية. وأوضحت مصادر مطلعة أنه «قبل ثورة 30 يونيو اتخذ المعهد من السفارة التركية بالقاهرة مقرًا له، وبعد انهيار حكم الإخوان وكشف الدور الخبيث الذى أداه المعهد فى دعم حكم الإخوان تم نقل المقر إلى ضاحية المعادى». أما الدور الحالى الذى يقوم به المعهد حاليًا فيتلخص فى الوساطة بين «الإخوان» والتيارات الثورية الأخرى، وبحث سبل التعاون، وتذويب الخلافات بين الفريقين عن طريق تنظيم دورات تدريبية مشتركة بين شباب التنظيم ونظرائهم من شباب التيارات السياسية على مستوى 80% من هذه الائتلافات الموجودة على الساحة، بالإضافة إلى تسهيل سفر الشباب لتلقى دورات أخرى فى إسطنبول فى المقر الرئيسى للمعهد عن طريق تأشيرات سياحية توفرها لهم السفارة التركية بالقاهرة». وخلال رحلة البحث، اتضح وجود علاقة بين ماجد سرور مدير مؤسسة «عالم واحد» لرعاية المجتمع المدنى وبين معهد الربيع العربى بالقاهرة، وهو الأمر الذى نفاه «سرور» الذى قال ل«الصباح» إن معهد الربيع العربى ما هو إلا موقع إلكترونى ننشر عليه بعض الأبحاث والدراسات التى تهتم بحرية الشعوب وتثبيت قيم الديمقراطية، وتم تقديم دعم لنا فى أول عامين من قبل شبكة الديمقراطيين فى العالم العربى، ولكن منذ مايو 2012 تم وقف هذا الدعم وتولت شبكة «عالم واحد» عملية التمويل والدعم، وهو بالأساس مركز منوط به إجراء دراسات حول 10 دول عربية منها الجزائر والمغرب وسوريا والعراق واليمن ومصر». وأضاف سرور ل«الصباح» أن معهد الربيع العربى الموجود حاليًا مختلف تمامًا عن المعهد التركى الذى لم أسمع به من قبل، وسبق أن ادعى علينا البعض بأننا نعمل لصالح جهات أجنبية، وإذا كنا كذلك فلماذا لم يتم القبض علينا أو على الأقل توجيه اتهام لنا بأننا نعمل ضد مصلحة الوطن؟ الواقع أن الذى يعمل ضد الصالح العام هى المنظمات الأجنبية وليس المحلية التى تعمل على مراقبة الانتخابات ونشر الدراسات الإنمائية التى تنهض بالمجتمع، وإذا كنا نعمل مع الإخوان فلماذا أصدرنا تقريرًا عن آخر 90 يومًا فى حكم الإخوان ورصدنا كل السلبيات ونشرنا التقرير فى وسائل الإعلام، وتم استضافتى فى عدة قنوات فضائية لشرح سلبيات التقرير، بالإضافة إلى المؤتمرات الخاصة بوزارة الداخلية التى دُعيت لها كثيرًا؟». ومن جهته، كشف محمود الوردانى- القيادى المنشق عن تنظيم الإخوان- عن أن «المؤتمر الذى عقد فى نوفمبر 2011 فى بلدية إسطنبول كان بداية التعاون بين منظمات المجتمع المدنى التركية وبين مكتب إرشاد الجماعة، حيث حضر المؤتمر بعض قيادات مكتب الإرشاد على رأسهم المهندس أيمن عبدالغنى مسئول قسم الطلبة وصهر خيرت الشاطر نائب المرشد علاوة على مجموعة كبيرة من شباب الإخوان، برعاية لجنة الشئون الخارجية لشباب بلدية إسطنبول». وقال الوردانى ل«الصباح»: «قبل أن تصل الجماعة إلى الحكم كانت فى أمس الحاجة إلى منظمات مجتمع مدنى ومنظمات أجنبية تتولى إرسال تقارير إلى الأممالمتحدة تؤكد ضرورة مساعدة الإخوان على الوصول إلى الحكم بدعوى أنهم الأجدر، ولتأكيد ذلك أجرى المعهد استبيانات رأى على عينات عشوائية من الجمهور فى قطاعات مختلفة وكانت النتيجة أن 90% من العينة تؤيد وصول الإخوان إلى الحكم، ولذلك سهل الإخوان بعد وصولهم للسلطة عمل المعهد التركى داخل مصر عن طريق شبكة «الديمقراطيين العرب» ومنحته حق عمل الاستبيانات وجمع المعلومات». ومن المقرر عقد مؤتمر فى إسطنبول تحت اسم «الشباب العربى التركى وثورات الربيع العربى»، حيث يلقى الكلمة الافتتاحية للمؤتمر راشد الغنوشى رئيس حركة «النهضة» التونسية، بحضور محمود حسين الأمين العام للإخوان، والمستشار وليد شرابى عضو جماعة «قضاة من أجل مصر» والهارب فى قطر، والمهندس أشرف بدر الدين عضو مجلس الشعب السابق، ومحمود الإبيارى وإبراهيم منير وعدد من رموز العمل السياسى والحقوقى. من جهته، أوضح مصدر سيادى أن الرحلات السياحية لبعض الشباب المصرى فى الفترة الأخيرة إلى تركيا مجرد غطاء لتسهيل سفر الشباب المصرى ونقله من إسطنبول إلى معسكرات الحدود، وتنظيم عمليات تدريب قتالية وعسكرية له هناك، للدفع به إلى داخل سوريا أو تسهيل عودته مرة أخرى إلى مصر للمشاركة مع الخلايا الإرهابية فى الداخل، وأن بعض الرحلات تضم فتيات فى محاولة لخداع أجهزة الأمن». ولفت المصدر إلى أن بعض الشباب المسافرين تظهر عليهم علامات البساطة الشديدة سواء فى الملبس أو الأمتعة أو الأموال التى يحملونها خلال رحلة سفرهم إلى إسطنبول وهم على الأغلب يكونون من «الأرياف» – على حد وصفه، وأنه يتم ترتيب كل شىء فى المطار. وأشار المصدر السيادى إلى أن سلطات مطار القاهرة اكتشفت أن هؤلاء الشباب يغادرون إلى تركيا ويتم تسهيل دخولهم إلى مطار إسطنبول، ثم نقلهم إلى معسكر على الحدود التركية - السورية لتلقى تدريبات عسكرية مكثفة، ومن ثم يعود الشباب المصرى إلى القاهرة ليستقبلهم قادتهم لتكليفهم بالمهام التخريبية التى سيقومون بها داخل الأراضى المصرية». وتابع المصدر أن سلطات مطار القاهرة ضبطت عددًا من هؤلاء الشباب وجار التحقيق معهم للحصول منهم على أكبر قدر ممكن من المعلومات التى قد تفيد رجال الأمن فى التصدى لهذا المخطط الإرهابى، والذى يهدف لزعزعة الاستقرار فى البلاد. وتبين أن أغلب الشباب الذين تم ضبطهم ينتمون إلى مناطق ريفية، وتحديدًا قرى محافظاتالشرقية والدقهلية، وغيرها من القرى التى تعانى من مستوى معيشى متدن، كما أن الكشف عن هذه المؤامرة والتحقيقات المكثفة مع هؤلاء الشباب وعمليات الرصد لبعضهم، قادت رجال الأمن إلى بعض الخلايا الإرهابية داخل البلاد. فيما قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى، إن وحدات النشاط الخارجى فى أجهزة المخابرات العامة والأمن الوطنى تعمل بشكل دقيق فى مثل هذه القضايا لأنهم يعلمون أن هناك دولًا تعمل ليل نهار على صناعة المؤامرات ضد مصر، وأبرزها أمريكا وإسرائيل وتركياوقطر وإيران». وأضاف اللواء نور الدين ل«الصباح» أن «أجهزة الأمن تتابع كل تحركات هذه الدول فى مصر، وتضعها تحت المجهر، وقد تم بالفعل ضبط الكثير من المصريين الذين كانوا طرفًا فى تلك المؤامرات الدولية، والمئات من المصريين العائدين من ألبانيا وأفغانستان.