-خرجت من الصعيد وانتشرت بالقاهرة.. وأشهر مناطق-استخدامها «السيدة زينب » و «كوم حمادة » و "عزبة دسوق" -إخصائية نساء وتوليد: تصيب المرأة بأمراض خطيرة..وقد تخلف تشوهات للطفل وتسبب وفاته فى بعض الأحيان أثار ظهور كلمة «الصوفة » ضمن أحداث مسلسل «الوصايا السبع »، تساؤلات المشاهدين عن ماهية الكلمة، ومدى علاقته بالإنجاب، ولجأ بعض نشطاء مواقع «تويتر وفيس بوك » إلى توجيه أسئلة مباشرة إلى مؤلف العمل محمد أمين راضى،والفنان، صبرى فواز، أحد أبطال المسلسل، الا أنهما لم يقدما رد اً حاسم اً.. فاشتعل الجدل حول الكلمة. وتبين أن «الصوفة » وسيلة شعبية قديمة، كانت بعض السيدات يلجأن إليها بغرض الإنجاب، ويعتقدن أنها تشبه طب أطفال الأنابيب، وتقوم على «التلقيح الصناعى » مع فارق أن عملية التلقيح الصناعى الشرعية تكون من الزوج فى حين أن الصوفة تحتوى على حيوانات منوية لأى رجل غير الزوج وهو أمر غير أخلاقى، وغير شرعى بكل تأكيد وقد سبق للأديب الكبير يحيى الطاهر عبدالله تناول ظاهرة الصوفة كوسيلة للإنجاب فى الصعيد فى روايته «الطوق والأسورة .» وكانت بداية ظهورها كانت فى الصعيد وبالتحديد فى محافظتى المنيا وأسوان على وجه الخصوص، فقد كانت تذهب السيدة التى لم ت رُزق بأطفال إلى الدجالين، بغرض الإنجاب، وبعد «كعب داير » على هؤلاء يرشدونها لإجراء هذه العملية. الغريب فى الأمر، أن هذه الظاهرة عادت مرة أخرى للظهوررغم اندثارها أمام التقدم الهائل فى الطب، واختفاء ظاهرة المشعوذين والدجالين نسبي اً، بل والأغرب من ذلك إنه أصبح هناك بعض العيادات المتخصصة فى إجرائها فى عدد من المناطق العشوائية أبرزها: كوم حمادة بإمبابة، عزبة دسوق بالبساتين، والسيدة زينب. والمشكلة إنه لا أحد يعرف سبب ظهورها مرة أخرى، هل يأس المرأة العاقر من الأطباء؟ أم ارتفاع تكاليف عمليات أطفال الأنابيب، أم مجرد تقاليد وعادات موروثة اعتاد البعض مزاولتها من منطلق التبرك بها. « الصباح ».. استمعت لأسرار وحكايات السيدات مع«الصوفة » للتعرف على الأبعاد المختلفة لتلك العملية التى وصفها الأطباء المتخصصون بأنها تشكل خطر اً كبير اً على تناسل المرأة، وليس مساعدتها على الإنجاب كما يظن البعض. عواجيز دون إنجاب بدأت المأساة لدى «فاطمة » البالغة من العمر 35 سنة عندما تزوجت رجلً عمره 60 عام اً، لم تهتم كثير اً لحظة اختياره بهذا الفارق العمرى الكبير، مر على زواجهما ما يقرب من سبع سنوات، ولم تنجب منه، فذهبت لكثير من الأطباء الذين أكدوا لها أنه لاتوجد لديها أية مشكلة تعوقها على الإنجاب، وأمام إصرارها الشديد ذهب الزوج هو الآخر من أجل إجراء الفحوصات الطبية عليه، وقتها أكد الأطباء أن الزوج لاي نُجب بسبب إصابته ببعض المشكلات الصحية، وأخبرها الأطباء أن العمر يمر بها، وبأنه بعد فترة سوف تصُبح هى الأخرى غير قادرة على الإنجاب. ظلت فاطمة تبحث عن حل يحقق لها حلم الأمومة، إلى أن علمت ب «الصوفة » وبعد نقاش طويل جمع عدد كبير من السيدات بفاطمة أثناء تواجدها فى أحد محال تصفيف الشعر قالت إحداهن ل «فاطمة » إن هناك وسيلة مضمونة وتم تجريبها على عدد كبير من السيدات، ولها مفعول السحر لدى الجميع، ولا يوجد بها أى آلام أو عمليات جراحية أو ما شابه ذلك، و كل الموضوع قطعة «قطن » فاستغربت فاطمة وبدأت فى الاستفسار عن «الصوفة » أكثر وأكثر، حتى أكملت السيدة حديثها بابتسامة خفيفة: « ده طب شعبى ومتجرب،كل الموضوع غمس قطنة فى شوية سوائل وأعشاب منشطة »، وبالفعل ذهبت «فاطمة » إلى المكان المحدد لذلك لكنها خافت فى اللحظة الأخيرة وهرولت من المكان الذى وصفته بالمغارة فى منطقة «كوم حمادة .» وقتها تبين أن السوائل الأخرى التى كانت تقصدها السيدة هى عبارة عن خليط من السوائل المنوية، تبلل بها «القطنة »، وتضعها السيدة داخلها وعلى مقربة من مكان الرحم وتظل مستريحة على ظهرها مدة لا تقل عن ساعتين كاملتين على أقل تقدير يتم خلالها تخليص القطنة من السوائل الموجودة بداخلها داخل جسم المرأة ومنه تبدأ عملية التلقيح.
مأساة أخرى أما النموذج الثانى فيجسده حكاية « سمر » من قاطنى منطقة إمبابة، وقد تعرض زوجها لحادث سيارة بعد عام واحد من الزواج فقد على أثره قدرته على الإنجاب، ومر عامان فى محاولة للعلاج لدى عدد كبير من الأطباء جميعهم أكدوا استحالة حدوث ذلك، مما اضطر سمر للبحث عن وسيلة أخرى تحقق من خلالها حلمها وهو«التلقيح الصناعى الشعبى، أو«الصوفة » بعدما أقنعتها جارتها بأن الصوفة هى ذاتها عملية التلقيح الصناعى التى تمتلئ بها شاشات التلفاز، ولكنها بطريقة شعبية وبمبالغ بسيطة وتقوم بها سيدة مثلها، وبالفعل ذهبت سمر إلى السيدة والموجود مكانها فى«إمبابة »، وأجرت لها تلك العملية مقابل 1000 جنيه، لكن دون جدوى. وقتها عللت السيدة سبب فشل العملية بأنها لم تسترح على ظهرها القدر الكافى ولم تنفذ التعليمات الموصى بها من أجل إتمام الحمل، لكن سمر صرفت نظر عن العملية من الأساس وغيرت تفكيرها بخصوصها بعد أن علم زوجها بما حدث ونشب بينهما خلاف حاد، وبدأت فى حالة من التضرع والتعبد وزيارة أولياء الله الصالحين لتكفر عن ذنبها - على حد قولها.
خطورة كبيرة الدكتورة « هند سمير «إخصائية أمراض النساء والتوليد ،»قالت: علمت أن هناك عدد اً كبير اً من السيدات يلجأن إلى هذه العملية لتحقيق حلم الأمومة، ولكن بشكل علمى هذا كلام خاطئ تمام اً، ويصيب السيدات بأمراض كثيرة، منها «التلوث المهبلى » الذى ينتج عنه «الحكة، وإحمرار المهبل، وتراكم البكتيريا الضارة داخل رحم المرأة .» الدكتورة هند تابعت: الخطر الأكبر يكمن فى السائل المنوى الذى يتم نقله فلا أحد يضمن سلامته، وما أن كان يحوى أمراضاً وراثية من الحمل الحقيقى له أم لا، بالإضافة إلى أن الطفل فى هذه الحالة لا يحمل الصفات الوراثية لوالده الحقيقى، وهو ما قد يؤدى لإصابته بأمراض كروموسومية قد يولد الطفل على أثرها ببعض الإعاقات الذهنية، أو قد يفقد حياته أثناء الولادة خاصة إذا كانت الولادة الثانية للأم، مما يشكل خطر اً على حياة الجنين. الدكتور مصطفى النجار إخصائى العقم والذكورة قال: إن تلك العملية لاتشبه «التلقيح الصناعى » ونقل الم نَى، وهذا خاطئ تمام اً لأن عمليات نقل المنى تتم فى حالات علمية معينة وعلى أيدى أطباء متخصصين فى ذلك، من خلال سحب السائل المنوى للزوج نفسه وحقنه داخل السيدة «زوجته »، وبالتالى فلا يوجد ما ي حُرم ذلك على الإطلاق، وتتم هذه العملية فى حالة أن يكون الزوج لديه بعض المشاكل فى عملية الإنجاب بشكل طبيعى، أما دون ذلك فلا يمت لمهنة الطب من قريب ولا من بعيد. زنى واضح
حرام .ٌ. حرام .ٌ. حرام « الكلمة الوحيدة الذى أخذ الشيخ«عبد العاطى خليفة » أحد علماء الأزهر فى ترديدها حينما سألناه عن «الصوفة »، قائلاً: الشرع حرم تمام اً ذلك وعملية الصوفة فى منزلة «الزنى » الواضح الذى حرمه الله لما تحدثه من اختلاط أنساب، وهو من الكبائر حيث أمر الله بحفظ الأعراض والأنساب وعدم المساس بها تمام اً، فقد تتسبب الصوفة فى ضياع الميراث المستحق ووهبه لمن لا يستحقه، وهو أيضاً ما نهت عنه عنه جميع الأديان، وللأسف فإن هناك عدد اً كبير اً من المواطنين يلجئون لها فى غفلة من ضمائرهم ومن الهيئات الرقابية عليهم.