أعرب رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، عن استعداده لسماع وجهة نظر روسيا والتعرف على مخاوفها ازاء الوضع المالي في قبرص، خاصة و أن روسيا تعتبر المستثمر الأول في الجزيرة والتي يملك أثرياءها ودائع هامة في هذا البلد ووصف باروسو - فى تصريحات له اليوم الخميس خلال زيارته لموسكو لرعاية الاجتماعات المشتركة بين أعضاء الحكومة الروسية والمفوضية الأوروبية و أوردتها وسائل الاعلام البلجيكية- الوضع الحالي في قبرص ب"الخطير والطارئ". ورفض البرلمان القبرصي قبل يومين تمرير برنامج مساعدات أوروبي الطابع لانقاذ اقتصاد الجزيرة المتعثر، يشترط من بين بنود متعددة فرض ضرائب على الودائع المصرفية. ومن جانبه، أشار المتحدث باسم المفوضية "أوليفيه باييه" إلى أن هذه التصريحات تعكس قلق الجهاز التنفيذي الأوروبي مما يجري حالياً في قبرص واستعداد المفوضية للتعاون من أجل تهدئة مخاوف الشريك الروسي، نافيا أن تكون تصريحات باروسو في موسكو تهديداً للروس، وقال إن وصف الوضع القبرصي بالخطير والمتعثر لا يمثل أي تهديد للروس، بل هو توصيف واقعية لما يجري. واعتبر اوليفيه أن تصريحات باروسو لن تساهم في خفض الاستثمارات الروسية أو هرب المودعين من جزيرة قبرص، حيث أن الأمر يندرج في إطار مسعى للتعرف على وجهة نظر روسيا ووضعها في صورة ما يجري"، مشددا على أن المفوضية الأوروبية لا زالت بانتظار أن تتمخض المشاورات في نيقوسيا عن إقتراحات واضحة تسمح بمعالجة المشكلة الاقتصادية في الجزيرة، ومشيراً إلى ضرورة أن تتمتع المخططات القبرصية القادمة بالمصداقية والفاعلية. ولفت أنه يتعين على المسؤولين القبارصة التوافق على خطة لعرضها على وزراء مالية منطقة اليورو والمصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي من أجل الحصول على مساعدات لمعالجة مشكلة المديونية وانقاذ القطاع المصرفي و يشير مراقبون فى بروكسل الى أن احتجاجات الشارع على مخطط الانقاذ الأوروبي ورفض البرلمان القبرصي له قد أدخلا البلاد والاتحاد الأوروبي في أزمة جديدة باعتبار أن قبرص "إشكالية مستدامة بالنسبة لأوروبا"، لاسيما و أن المصارف القبرصية تحتوى على ودائع مالية محلية وأجنبية ضخمة تتجاوز بكثير الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.