قالت مجلة ألمانية، الخميس، إن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفصل 130 ألف معارض من وظائفهم عقب الانقلاب المزعوم في منتصف 2016 كانت له تداعيات غير إنسانية على المجتمع وحرم آلاف العائلات من مصادر الدخل والتأمين الطبي. وأضافت مجلة فوكس الألمانية أن أردوغان قرر عقب الانقلاب المزعوم في 15 يوليو 2016 فرض حالة الطوارئ التي تمكّن بموجبها من سجن عشرات الآلاف من المعارضين. وتابعت المجلة في تقريرها: "خلال السنوات الماضية عانت عائلات المفصولين من ظروف حياتية غير إنسانية، بسبب غياب مصادر الدخل وكذلك انقطاع التأمين الطبي، وبالتالي ضعف قدرتهم على تلقي العلاج". واستعانت المجلة بقصة الطبيبة زهرة أوغلو التي عملت لمدة 20 عاما رفقة زوجها في مستشفى حكومي تركي، لكنها تلقت هي وزوجها فجأة قرارا بفصلهما بعد 3 أشهر من الانقلاب المزعوم. واتهمت السلطات زهرة وزوجها بأنهما على علاقة بجماعة رجل الدين فتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بتدبير الانقلاب المزعوم. وعقب فصلهما لم تتمكن زهرة وزوجها من دفع أقساط منزلهما بسبب غياب مصادر الدخل. وأضافت المجلة: "ما فاقم معاناة زهرة هو إصابتها بمرض السرطان وعدم استطاعتها تلقي العلاج اللازم بسبب انقضاء التأمين الصحي الخاص بها بعد فصلها من عملها، كما أن طفلتها البالغة من العمر 13 عاما والمصابة بمتلازمة داون فقدت أيضا التأمين الصحي الخاص بها". وقالت زهرة للمجلة: "الحكومة عاملتنا وكأننا مصابون بالطاعون، أو اعتبرت أننا غير موجودين على قيد الحياة". وتابعت: "لقد وضعت الحكومة رأسها في الرمال لأنها لا تريد النظر في وضعنا". ووفق مجلة فوكس، فإن زهرة وعائلتها ليسوا حالة منفردة، لأن الآلاف من الموظفين المفصولين فقدوا تلقائيا امتيازات الرعاية الاجتماعية وبينها الرعاية الصحية، وباتوا غير قادرين على تلقي العلاج. الأمر لم يتوقف عند ذلك، فالقانون التركي يمنح المواطن حق التقديم على ما يعرف ب"الكارت الأخضر" الذي يمكنه من الحصول على إعانات من الدولة في الصحة والتعليم وإيجار المسكن، في حال فقدانه لعمله، لكن عائلة زهرة لم يكن لها الحق في الحصول عليه. وأوضحت زهرة قائلة: "الموظفون المفصلون بموجب قانون الطوارئ يعاملون كإرهابيين أو خونة، ولا يحق لهم الحصول على الكارت الأخضر، بدون علاج وطعام ومال، نحن مطالبون بالموت ببطء".