ماذا سيحدث لو انفجرت جميع الأسلحة النووية فى العالم دفعة واحدة؟ وما هى الأسباب التى من الممكن أن تؤدى إلى ذلك الانفجار؟ وإلى متى سيكون الكوكب غير صالح لمعيشة الإنسان؟ وكيف سيتغير مصير البشرية؟ وما هى واقعية تلك الاحتمالات؟ أسئلة كثيرة تبدو تخيلية لكن وكالة سبوتنيك الروسية أجابت عليها، وقالت إن انفجار جميع الأسلحة النووية الموجودة على الأرض في وقت واحد سيكون مكافئًا لحوالي 15 انفجارًا من بركان كراكاتاو، والذى حدث في عام 1883، ولا يزال يعتبر واحدًا من أكثر الكوارث المدمرة في تاريخ البشرية. التقديرات الحالية للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية أوضحت أن محطات الطاقة النووية تولد حوالي 11% من إجمالي الكهرباء، ويحتوي العالم الآن على حوالي 430 محطة طاقة نووية ونحو 200 من المفاعلات العائمة المثبتة على الغواصات وقواطع الجليد، ويتوقع بحلول منتصف هذا القرن، وفقًا لعلماء المناخ للأمم المتحدة، أن يتضاعف عدد المفاعلات، وتختلف قوة انفجار الأسلحة النووية من سلاح لآخر، فلو تحدثنا عن أقوى الأسلحة النووية فإن قوتها تُعادل عدة ملايين طن من المتفجرات، وفي نفس الوقت هناك أسلحة نووية أخرى كالتي تمتلكها الهند وباكستان قوتها أقل ب 100 مرة، وعلى افتراض أن كل الأسلحة من تصنيف ملايين الأطنان megatonne فإن القوة الناتجة من تفجيرها في وقت واحد ستصنع حفرة بعرض 10 كيلو متر وعمق 2 كيلو متر. وكالة سبوتنيك الروسية أرجعت أسباب الانفجار المتزامن لجميع محطات الطاقة النووية على الأرض للهجمات النووية أو الكوارث الطبيعية، والتى ستؤدى إلى عدم صلاحية كوكب الأرض للسكن تمامًا في السنوات ال 156 المقبلة بسبب تلوث التربة والغلاف الجوي من قبل عنصر السيزيوم – 137، وسيؤدي الانفجار إلى تكون كرة نارية ستقضي على كل شيء يعترض طريقها داخل نطاق يمتد إلى 79 ألف كلم مربع، فضلًا عن أن أي شخص يتواجد على مدى 5.8 مليون كلم مربع فسيُصاب بحروق من الدرجة الثالثة. باحثون بريطانيون حاولوا حساب عدد النويدات المشعة التي ستُطلق في الغلاف الجوي ويتضح من هذه الحسابات، إن مستوى الإشعاع (في حال كان الانبعاث موزع بالتساوي على سطح الأرض) سيتجاوز في السنوات الأولى، بعد انفجار المفاعلات النووية، المعيار الطبيعي ب 35 مرة، وسينتج عن الانفجار تلوث الهواء بالإشعاعات المؤينة، وهي إشعاعات ذات طاقة عالية، على مساحة تقدر ب 284 ألف كلم مربع، لذلك فإن معظم الناجين من الانفجار سيُعانون من أمراض ناتجة عن الإشعاع، أما بالنسبة للذين نجوا من الانفجار ومن التلوث الإشعاعي، فإن عليهم الاستعداد لفترة طويلة من الظلام. وعلى غرار مفهوم التبريد البركاني، حيث تصعد الجسيمات الناتجة عن الانفجارات البركانية إلى الغلاف الجوي العلوي، فتؤدي إلى تبريد درجة حرارة المنطقة من حولها، فإن الشتاء النووي سيبرد العالم لمئات السنين، وسيمنع الكربون الأسود "السخام" الناتج عن الانفجارات الضخمة أشعة الشمس من الوصول إلى سطح الأرض، ويغرق العالم في الظلام، مما يجعل التمثيل الضوئي مستحيلًا، ويؤدي إلى انهيار النظام البيئي، وسينخفض معيار الإشعاع إلى مستوى آمن بعد حوالي خمسين عامًا. وعن احتمال انفجار جميع المفاعلات النووية فى وقت واحد، أكد العلماء أنه في الواقع لا شيء مثل هذا يُمكنه أن يحدث، نظرًا لأنه تم تجهيز معظم المفاعلات النووية الحديثة بالعديد من الأنظمة الأمنية التي من شأنها وقف ردود الفعل وإغلاق المفاعل إذا فشل نظام التبريد.