ضمن وكرًا من الأفاعي داخل الكونجرس الأمريكي، يندس الثعبان ذو الأفكار السامة، السيناتور الديمقراطي عن ولاية "فيرمونت"، باتريك ليهى، الذي يعتبر العدو الأكبر لمصر في الولاياتالمتحدة، حيث تسبب في العديد من الأزمات بين القاهرةوواشنطن، كما يهاجم مصر دائمًا بدون أسباب منطقية. ولكن يعد السبب الأكبر وراء كره باتريك ليهي لمصر، ونقده المستمر لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو علاقته الوطيدة بجماعة "الإخوان" الإرهابية ودفاعه عنهم طوال الوقت، وأيضًا تبينه آراء وسياسات موالية لدولة قطر الإرهابية، وليس مصر فقط فهو معاديًا أيضًا لدول الشرق الأوسط التي تتحدى الإخوان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نفسه، حيث يسعى دائمًا للتشويش على رؤية الإدارة الأمريكية تجاه الأمور. ووجه الرئيس دونالد ترامب، العديد من الاتهامات للسيناتور الأمريكي السيء السمعة، أولها أنه أدمن تعاطى المشروبات الكحولية لدرجة باتت تؤثر على توجهاته السياسية نحو بلاده في الخارج، وقال ترامب: "أصبحت خسائر السياسة الخارجية تحيط بالإدارة الأمريكية عقب تبنى عدد من التوجهات المشوشة للسيناتور الديمقراطى عن ولاية فيرمونت". ويعتبر ليهي، هو السيناتور الديمقراطى الوحيد الذى تم انتخابه عن ولاية فيرمونت عبر تاريخ الولاية كله، وهو أمريكي تعود أصوله إلى إيطاليا، لكن جاءت عائلته كعمال محاجر إلى أمريكا. وتعد من أبرز القضايا التي أثار بها ليهي أزمات مع مصر، هي مسألة المعونة الأمريكية للقاهرة، وهى مسألة تشغل القيادة الأمريكية أكثر من المصريين أنفسهم، فبينما لا تعبأ مصر بأمر المعونة التي لم تشكل يومًا رقمًا في معادلة الحسابات السياسية أو الاقتصادية، يبقى القادة الأمريكيون متوترون بشأن العلاقات والتحالفات الاستراتيجية مع أكبر دولة من حيث عدد السكان في الشرق الأوسط. وطالب باتريك ليهي، في العام الماضي، الرئيس الأمريكي بتعليق 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، إلى أن تدفع القاهرة تعويضات لسائحة أمريكية مصابة وتفي بعدة شروط متعلقة بحقوق الإنسان، كما طالب أيضاً بأن يصل المسئولين الأمريكيين ووسائل الإعلام إلى سيناء ومناطق أخرى تستخدم فيها المعدات العسكرية الأمريكية. وقال ليهي : "لست مستعدًا للموافقة على تسليم مساعدات إضافية للجيش المصري، لست مستعدا لفعل ذلك إلى أن نلمس أدلة مقنعة على التزام الحكومة المصرية بسيادة القانون". وأثرت تلك المخاوف والقضايا التي يثيرها ليهي، بالسلب على العلاقات المصرية الأمريكية لسنوات، كما أنه على مدار تاريخه سعى أكثر من مرة لمنع المساعدات عن مصر، إلا أن خطته دائمًا تبوء بالفشل. ويبذل ليهي، الآن جهودًا محمومة أيضًا لتجميد تسليم 10 طائرات هيلكوبتر أباتشي من الولاياتالمتحدة إلى مصر، رغم التقارب الواضح في العلاقات بين واشنطنوالقاهرة، إلا أنه يسعى جاهدًا لعرقلتها. وعلى الرغم من أنه قد دأب أعضاء ديمقراطيون بارزون في لجنة المساعدات الخارجية في مجلس الشيوخ، ومنهم ليندسي جراهام وباتريك ليهي، على الضغط بقطع المساعدات العسكرية إلا أن النواب لم يوافقوا على ممارستهم، وقد منح النواب لمصر المساعدات العسكرية السنوية المعتادة، قيمتها 1.3 مليار دولار. ويذكر أن ليهي طالب مرارًا منذ عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي، بحجب المساعدات العسكرية الأمريكية عن مصر، بسبب تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان، وكان آخرها ما نشره موقع "فوربس" الأمريكي عن وجود خلاف بين ليهي والخارجية الأمريكية التي رفضت استخدام المساعدات في الضغط على مصر. وينصب ليهى نفسه مدافعًا عن جماعة "الإخوان" الإرهابية بشكل دائم، وطالب أكثر من مرة بتحقيقات دولية مع القاهرة في مسألة الإخوان، واعترض موافقة الكونجرس على تصنيفهم جماعة إرهابية، مُصرًا على أن يبقوا فصيلاً يكمل الديمقراطيين التعامل معه وإعانته كما كان في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. ولم يترك ليهي الرئيس دونالد ترامب، ينعم بإدراة الولاياتالمتحدة بسلام، حيث إنه في الوقت الذي كان يسعى فيه ترامب لتلطيف الأجواء بشكل كبير قبل القمة التي سيعقدها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، قائلًا:" إن مستوى التقارب الذي حققه مع كيم جونج أون مستوى غير مسبوق وكبير"، جاءت أنباء التحقيقات الخاصة بترامب في الداخل الأمريكي لتفسد عليه أجواء القمة التي عقدها في العاصمة الفيتنامية "هانوي" لإنهاء أزمة النووي. وكان باتريك ليهي، جزءًا أساسيًا في تحريك تلك الاتهامات في الداخل الأمريكي ضد ترامب وإثارتها، فقام بالكشف عن فتنة جديدة ضد ترامب خلال جلسة تعيين القاضي الجديد، وإثارة اتهامات جديدة داخليًا، متهمًا ترامب بأنه يسعى لتبرئة أنصاره ومنحهم عفوا، وهي الاتهامات التي عادت لتطفو على السطح وتثير الفتن الداخلية في أمريكا أثناء تواجد ترامب في هانوى. واكتشف ترامب حينها أن باتريك ليهي، يحاول توريطه في أكثر من تحقيق ومسألة، وكان أبرزها تلك التي أحدثت ضررًا بأداء ترامب أثناء قمة هانوي، وانهيار القمة مع الزعيم الكوري. وفى كل أزمة كان يبرز صوت باتريك ليهى، مثيرًا للفتن ضد ترامب، ويعلن ليهي بكل جرأة عن سعادته لإلغاء مشروع المحاربين القدامى، أو ما يعرف بمشروع "مينى باص"، وهو المشروع الذي من شأنه تقديم دعم مادي وخدمات صحية للمحاربين الأمريكيين القدامى. وقد تسبب النزاع على التمويل إلى إلغاء ذلك المشروع من الميزانيات المالية للوكالات الفيدرالية المتعددة لعام 2019، وهو مشروع يبلغ حجمه 1.6 مليار دولار كان من شأنها الحفاظ على تقديم الخدمات الصحية للمحاربين لعام جديد.