فن إدارة الأزمات هو ما يميز مسئولين عن غيرهم ويضع أصحاب الخبرات والمؤهلات في المناصب التي تتميز بالحساسية وخطورة القرارات الحاسمة في أصعب الظروف، وما شاهدناه في مباراة القمة الأخيرة بين الزمالك والأهلي التي انتهت بالتعادل السلبي يؤكد أن المسئولين في اتحاد الكرة وعلى رأسهم هاني أبو ريدة الذي يشغل رئاسة الجبلاية ومن معه في المجلس الحالي ليس لديهم أي من تلك الصفات التي كان من المفترض أن تتوفر فيهم. ملعب برج العرب تحول إلى بركة عائمة من المياه وخلال المباراة زاد الطين بلة حيث غمرت الأمطار أرضية الاستاد بشكل مؤسف ولم يتمكن أحد من إصلاح ذلك حيث كشفت هطول الأمطار مدى سوء إدارة الجبلاية وعدم القدرة على خروج المباراة بشكل يليق بالدولة التي تستضيف على أراضيها كأس الأمم الأفريقية في نسختها الثانية والثلاثون وهي أهم بطولات القارة السمراء بعد شهرين فقط خلال الفترة ما بين 7 يونيو المقبل وحتى 30 من الشهر ذاته. وعلق أمير مرتضى المشرف العام على الكرة في الزمالك على انتهاء مباراة القمة بالتعادل السلبي بأن النتيجة بسبب حالة الطقس وملعب برج العرب، وأن حالة الملعب كانت السبب الرئيسي في انتهاء القمة بهذه النتيجة غير المرضية بالنسبة لفريقه. ورغم أنه كان يتمنى الفوز ولكنه أشار إلى أن ذلك كان صعب تحقيقه في ظل الأجواء الصعبة، ويعتقد إذا لعب الفارس الأبيض ضد الأهلي في ملعب آخر كان سيحقق الفوز. ورأى أن اللاعبون قدموا أداء جيد رغم الظروف الصعبة، موضحا أن حكم المباراة قراراته كانت غريبة ومتسرعة، ونفى تأثر الفريق بغياب أي لاعب وكل من شاركوا كانوا على قدر المسؤولية. وكشف أنه قبل المباراة كان ينتظر قرار التأجيل لوقت آخر لأن فريقه كان يريد اللعب في أجواء جيدة ولكن هذا لم يحدث، ورغم ذلك لا يزال الزمالك متصدر الدوري ويسعى لتقديم الأفضل في المباريات المقبلة. أما الأوروجوياني مارتن لاسارتي المدير الفني للأهلي، قال أن سقوط الأمطار لم يكن مؤثرا ولكن أرضية الملعب كانت سيئة وأثرت بالسلب علي قرارات اللاعبين ومن ثم طرق لعبهم وتمريراتهم وتسديداتهم. وكانت المواقع والصحف الأجنبية تحدثت عن أزمة أخرى بجانب الفضيحة التي ظهرت في أهم مباريات الكرة على مستوى مصر والعرب وأفريقيا وضمن أقوى ديريات العالم على الحضور الجماهيري الضعيف وقرار السماح لثلاثين مشجع فقط بالتواجد في المدرجات بواقع 15 مشجع لكل فريق، وتساءلت عن كيفية حدوث ذلك في أهم المباريات في بطولة الدوري في ظل اقتراب استضافة بطولة أفريقيا خلال أسابيع قليلة. ورغم التعادل يظل الفارس الأبيض متصدرا لجدول الترتيب برصيد 54 نقطة ويستمر في ملاحقة لقب الدوري الممتاز بعد غياب 3 سنوات، بينما سيحاول المارد الأحمر صاحب المركز الثاني برصيد 52 نقطة مطاردة غريمه بالحفاظ على البطولة للمرة الرابعة على التوالي بعد الفوز بها في آخر ثلاث مواسم. وبعد انتهاء مباراة القمة سيكون متبقي لكلا الفريقين 11 لقاء آخر حتى نهاية الموسم، منها لقاء الإياب في الكلاسيكو بجانب المواجهات أمام الفرق الأخرى، حيث سيواجه الزمالك الأقرب للفوز باللقب كل من "سموحة الإسماعيلي مرتين المصري البورسعيدي، وادي دجلة، بيراميدز، حرس الحدود، الإنتاج الحربي، الداخلية، الجونة، الأهلي"، أما المارد الأحمر ملاحق الفارس الأبيض سيلعب ضد "الاتحاد السكندري، مصر المقاصة، النجوم، بيراميدز، المصري، إنبي، المقاولون العرب، طلائع الجيش، النحوم، سموحة السكندري، مباراة الإياب في القمة ضد منافسه الأزلي". ولم ينجح السويسري كريستيان جروس المدير الفني للزمالك، أو لاسارتي مدرب الأهلي في الخروج بالفوز في أول مباراة قمة لهما كمدربين للفريقين. ويرتبط الفريقين بمنافسات هامة وحاسمة في بطولتي دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية، ويسعى كلاهما لاستكمال مشواره في المنافسة على لقب أفريقي وتسيد القارة السمراء. حيث سيصطدم الأحمر بفريق ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في ربع نهائي دوري الأبطال وهو أصعب خصم من بين الآخرين الذين كان من المحتمل أن يلعب الأهلي ضدهم في هذا الدور وهو حامل لقب المسابقة عام 2016، لذلك لن يكون منافس سهل وسيكون عقبة في مشوار المارد الحمر نحو نصف النهائي. أما الأبيض سيلعب أمام حسنة أغادير المغربي ورغم أنه يعد أقل المنافسين شراسة في دور الثمانية بعد تجنب مواجهة النجم الساحلي التونسي أو نكانا الزامبي، لكن مفاجآت الكونفدرالية تجعل الزمالك يتوجب عليه الحذر من أجل الاستمرار في الأدوار المتقدمة والوصول إلى المباراة النهائية والمنافسة على حصد اللقب.
