لم تكتف وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، بإطلاق نظام جديد للتعليم تم تطبيقه علي رياض الأطفال 1و2 والصف الأول الابتدائي، وتعديل نظام الثانوية العامة، إذ تستعد العام القادم لإطلاق نظام جديد للتعليم الفني، يعتمد علي منهج الجدارة والمهارات ويهدف لأن يكون الخريج متوافق مع سوق العمل الدولي. في هذا السياق أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أن نظام التعليم الفني الجديد يتضمن سنة إعداد للطلاب قبل الدراسة، لتأهيلهم لغويًا وتربويًا ومهارياً، بعد الحصول على شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسي، وذلك لتخريج مواطن صالح، مهني متطور، مواكب للتكنولوجيا الحديثة، يحترم الآخر ويستطيع التواصل الجيد مع المجتمع الخارجي، ومتماشيًا مع سوق العمل المحلي والعالمي. وتابع "سيتم تغيير نظام وشكل التقييم الخاص بالامتحانات، ليصبح قائماً على الفهم وليس الحفظ والتلقين"، مشيرًا إلى "مدارس التكنولوجيا التطبيقية الجديدة" ستنقل التعليم الفني نقلة حضارية وتحسن من صورته داخل المجتمع. وقال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، إن عام 2019 سيكون عامًا للتعليم الفني، حيث يشهد إطلاق نظام "التعليم الفني2"، حيث ستعتمد مناهجه بشكل أساسي على أسلوب الكفاءات؛ لتزويد خريج التعليم الفني بالمهارات المؤهلة لسوق العمل، وسيتم إنشاء هيئة لاعتماد جودة التعليم بالمدارس الفنية. وأوضحت شروق زيدان مدير مشروع دعم وتطوير التعليم الفني "تفيت" أن المشروع عبارة عن برنامج قومي مدعم من الحكومة المصرية والاتحاد الأوربي حيث تقوم الحكومة المصرية بدفع 60 % من التكلفة، مشيرة إلي أنها تعمل مع كل الجهات التي لها علاقة بالتعليم الفني والتدريب المهني في مصر وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، ووزارة التخطيط والسياحة والبيئة وغيرها، حيث يستهدف المشروع كيفية وضع استراتيجية واحدة ومناهج واحدة. وأشارت إلي أنه تم تنفيذ مشروعات كثيرة في إطار هذا البرنامج، ربما لا تكون كلها ظاهرة، إلا أن أبرز المشروعات التي نفذنها حتى الآن هو إطار منهج موحد مبني على الجدارات، ويتميز بالكفاءة التنافسية. وتابعت "زيدان" أننا نركز على كيفية تغيير الصورة الذهنية عن التعليم الفني وطالب التعليم الفني في المجتمع، لافتةً إلى ضرورة دعم الابتكار وريادة الأعمال لدي الطلاب، وكيفية استغلال كل ميزة في المحافظات، مشيدة بوجود جهات مانحة تعمل بمنظومة واحدة. وأشارت إلي أن مشروع دعم وتطوير التعليم الفني يعمل على توفير فرص عمل بالتعاون مع الاتحاد الأوربي وإيجاد فرص تصدير عمالة مدربة للاتحاد الأوربي، وكذلك كيفية تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص خاصة أنه يستوعب 60 % من العمالة الفنية بمصر، مشيرة أن المشروع يركز على عمل شراكات مع القطاع الخاص وعمل مبادرات مشتركة يستفيد منها الطرفين. ومن جانبه، قال الدكتور جورج صدقي مدير الموارد البشرية في مجموعة "غبور أتو"، و"جي بي أتو"، أن مؤسسة "غبور" هي عبارة عن شركتين يعمل بها 13 ألف موظف، وذراعها الرئيسية مؤسسة "غبور للتنمية" التي بدأت نشاطها في عام 2013 لتدريب الطلاب علي المهارات الأساسية، حيث تم افتتاح أكاديمية تدريب عام 2017 ترفع شعار "التعليم عليك والشغل علينا"، وذلك في فترة الجامعة، كما قمنا بتوقيع بروتوكول مع جامعة عين شمس في فترة الدراسة علي المهارات اللازمة لهم سواء إداري أو فني لحل مشكلة نقص المهارات اللازمة للخريجين. أشار "جورج" إلى أن حل مشاكل التعليم الفني وتحقيق النهضة الصناعية لن يتم من إلا من خلال تغيير مفهومه وتغيير مفهوم "الواد بليه" فالعامل هو سر نهضة مصر خلال الفترة القادمة باعتبار أن التعليم الفني يعطي ميزة للطالب تتمثل في أنه يستطيع الالتحاق بالعمل مباشرةً فور تخرجه، لافتاً إلى أن إلغاء مجانية التعليم وخاصةً التعليم الفني هو بداية الانطلاقة الحقيقية لنهضة التعليم لأن الخدمة عندما تكون بمقابل ستلقى اهتماماً كبيراً من المتلقي، وأن ولي الأمر حينما يدفع المال مقابل التعليم فسيكون أحرص علي أن يتلقى ابنه التعليم بشكل متكامل ، كما أن تلك المسألة تعطي المؤسسة المدرسية القدرة علي الاستمرار والتطوير، وهذا ما نفذناه بالتعاون مع مراكز التدريب. وأوضح "صدقي" أن مراكز التدريب التابعة للمؤسسة شهدت تطوير المناهج القادمة من ألمانيا حيث يقوم الطالب بدفع مصروفات تبلغ 8 آلاف جنيه ويكلف المؤسسة حوالي 30 ألف جنيه على أن يحصل الطالب بعد تخرجه على أجر يمكنه من جمع المصروفات التي تحملها خلال الثلاث سنوات في بضعة أشهر فقط.