بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يوليوالماضى وبالتحديد فى المؤتمر السادس للشباب بجامعة القاهرة بدأ الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى و البحث العلمى الإعداد لمسابقة اختيار أفضل جامعة حكومية وتشكيل لجنة لهذا الغرض مكونة من أعضاء من مجلس الوزراء ووزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة الرقابة الإدارية ووزارة التعليم العالى على أن تقوم بدورها بجولات ميدانية للجامعات لإختيار الأفضل وقد نبع تكليف الرئيس بغرض تحفيز الجامعات لتوفير بيئة تعليمية مناسبة وملائمة لخدمة قطاع عريض من الشباب الجامعى بالإضافة إلى تحسين وضع الجامعات المصرية فى التصنيفات العالمية, ولذلك وضع المجلس الأعلى للجامعات عدة بنود لتقييم الجامعات تتضمن البنية التحتية لكل جامعة من حيث جاهزية القاعات الدراسية والمعامل وأماكن التدريب والشكل الجمالى للجامعة والمستوى الأكاديمى من حيث النشر العلمى ونسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس وموقعها على الإنترنت وكذلك مدى قدرة الجامعة على تدبير موارد ذاتية لتغطية نفقاتها. بالإضافة لذلك وضعت اللجنة التى يرأسها وزير التعليم العالى المعايير الاسترشادية لتقييم الجامعات و تشمل التواصل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والرعاية المادية والإجتماعية والطبية والأنشطة الطلابية التى تقدمها لطلابها وانتظام وانضباط الدراسة وكذلك إسهامات الجامعة فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة المحيطة. وخلال الفترة من 30 سبتمبر وحتى 16 أكتوبر الماضى قامت اللجنة بعدة زيارات ميدانية ل 24 جامعة من إجمالى 26 جامعة حكومية حيث تم استثناء جامعتى مطروح والوادى الجديد لاستقلالهما حديثا وكذلك استثناء جامعة القاهرة من المنافسة واعتبارها نموذجا استرشاديا. وأشادت اللجنة بمستوى جامعة العريش وإصرارها على استكمال انشاءاتها وانتظام العملية التعليمية بها رغم الظروف المحيطة بها كما أكد أعضاء اللجنة على استطلاع آراء الطلاب خلال الزيارات الميدانية حرصا على مشاركتهم فى تقييم جامعاتهم. إلا أن استثناء جامعة القاهرة من المنافسة واعتبارها نموذجًا استرشاديًا لباقى الجامعات المصرية أثار حفيظة الكثيرين فى الأوساط الجامعية صاحب ذلك تردد شائعات عن فوز جامعة عين شمس بالمسابقة نظراً لكونها الجامعة الأم لوزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار الذى عادة ما يظهر إنحيازه لها كما أن إبعاد جامعة القاهرة التى كانت ستفوز بالمسابقة دون أدنى شك لأنها أفضل الجامعات المصرية أعطى فرصة لمنافستها الأخرى جامعة عين شمس للظهور فى الصورة .. لكن اللجنة المشرفة على المسابقة قالت فى بيان لها إن جامعة القاهرة غير قابلة للمنافسة على مستوى الجامعات المصرية وأنها النموذج الأمثل للجامعات المصرية . وقالت الجامعة تعليقاً على الأمر إن خروجها من المنافسة هو بمثابة إشادة حكومية كبيرة توضح مكانة الجامعة وما حققته من إنجازات خلال العام الماضى وما قدمته من استعدادات جديدة مع بداية العام الدراسى الحالى طبقا لمعايير جائزة أفضل جامعة مصرية. وأضافت الجامعة أن إعتبارها نموذجًا استرشاديًا مرجعيًا بعد تقييم اللجنة الحكومية ل 26 جامعة مصرية أخرى يُؤكد نجاح الجامعة في نهجها الجديد نحو التطلع إلي العالمية من خلال التحول إلى جامعة من جامعات الجيل الثالث التي تستهدف توظيف واستغلال المعرفة وربط البحث العلمي بالتنمية الشاملة وحماية الأمن القومي ورفع الاقتصاد المصري. من جانبه وجه الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة الشكر للجنة المشكلة التي اتخذت قرار استثناء الجامعة من المنافسة وإعتبارها نموذجًا استرشاديًا مؤكدًا أن الجامعة ستواصل العمل علي تنفيذ الخطة الاستراتيجية التي تم وضعها منذ توليه مسؤولية رئاسة الجامعة خلال الفترة المقبلة للحفاظ علي مكانة الجامعة العلمية والسعي إلي المنافسة الدولية. وأوضح "الخشت" أن الجامعة رصدت مكافأة مالية قدرها 10 ملايين جنيه للكلية التي تدخل ضمن أفضل 100 تخصص في التصنفيات الدولية بالإضافة إلي زيادة مكافأة النشر الدولي ووضع خطة نموذجية لجذب الطلاب الوافدين. فى الوقت ذاته حصلت جامعة القاهرة مؤخراً على المرتبة 448 من ضمن 1250 جامعة عالمية حسب تصنيف "يو إس نيوز" الأمريكى وهي الجامعة المصرية الوحيدة في فئة ال 500 جامعة وتصدرت أيضاً المركز الأول بين الجامعات المصرية فى تصنيف "كيو إس" للجامعات ذات السمعة الحسنة. وحصلت 13 جامعة أخرى أيضاً على مراتب متميزة فى التصنيف الأمريكى "يو إس نيوز" لأفضل 1250 جامعة على مستوى العالم لعام 2018 منها جامعات المنصورة المركز (698)، وقناة السويس (717)، وعين شمس (729)، والإسكندرية (745)، وأسيوط (853)، والأزهر (985)، والزقازيق (989)، وطنطا (1060)، وحلوان (1077)، والمنوفية (1164وجاءت الجامعة البريطانية وجامعة الفيوم ومدينة زويل ضمن القائمة. وتعقيباً على الأمر قال الدكتور محمد كمال أستاذ الفلسفة بجامعة كفر الشيخ :" مع كامل الاحترام للجنة المشكلة لاختيار أفضل الجامعات إلا أن المدة التى حددتها اللجنة لزيارة كل جامعة وهى يوم أو يومين ليست كافية للحكم على جامعة كاملة وما فيها واستعداداتها بشكل دقيق". وأضاف يبدو أن الأمر لم يتعد زيارة سريعة للجامعات لا تثمن ولا تغني من جوع ولا تكفي لتقييم حقيقي يتناول كل ما في الجامعة. وتساءل "كمال" عن الأسباب الحقيقية لاستبعاد جامعة القاهرة بعد انتهاء الجولات وقال إن كان السبب كما قيل جعلها نموذجا استرشاديا لبقية الجامعات فلماذا لم يعلن عن ذلك منذ البداية؟ وإن كانت كذلك فلماذا لا تدخل المسابقة وتفوز بالمركز الأول ويتم عرض تفاصيل ما وجدته اللجنة بها حتى تكون نموذجا استرشاديا حقيقيا لبقية الجامعات فيما بعد وما هي المعايير التي تم على أساسها استبعاد جامعة القاهرة؟. وأشار كمال إلى أن الأمر يفتح الباب لتساؤلات أخري من نوعية هل تم استبعاد جامعة القاهرة من أجل جامعة أخرى وتحديدا جامعة عين شمس التي ينتمي لها الوزير ومعظم قيادات الوزارة. وتابع : أكن كل التقدير والاحترام لجامعة عين شمس العريقة لكن فى رأيى أن انحياز الوزير لها يمثل ذلك ظلما لبقية الجامعات التي تدخل مسابقة نتيجتها محسومة مسبقاً. وأكد كمال أن هناك الكثير من الجامعات تستحق أن تكون من الأفضل مثل المنصورة وأسيوط قلعتي الطب في الوجه البحري والقبلي وجامعات أخرى حققت في فترة زمنية قصيرة جدا إنجازات لم تحققها بقية الجامعات مثل جامعة كفر الشيخ. وقال الدكتور وائل كامل الأستاذ بجامعة حلوان إن فكرة المسابقة رائعة لكن الوضع الحالي للجامعات يقول إن هناك فارقا كبيرا في إمكانيات وموازنات الجامعات ومصادر دخلها والنتيجة ستصبح محسومة مسبقا بين جامعتين أو ثلاثة على الأكثر إن لم يكن تم حسمة لصالح جامعة محددة بعينها بعد استبعاد جامعة القاهرة واعتبارها نموذجا استرشاديا. وتساءل كامل," هل تم منح مهلة كافية للجامعات للتوسع في تنمية مواردها وتم تخفيف البيروقراطية والقيود المعيقة لها والقوانين المقيدة .. فالكل يعلم كم الإجراءات والوقت الذي تستغرقه أى كلية لتمرير برنامجا واحدا أو إنشاء وحدة إنتاجية جديدة". وقال كامل إن كل من هو موجود بالكادر البحثي يعلم تماما أنه للحكم على متغير ما لا بد من توحيد باقي العناصر والمعطيات الأخرى للضبط فهل تم توحيد معطيات الجامعات وموازناتها السنوية حتى يتم الحكم عليها.