* انفراد.. تقارير الأمن القومى ومحاربة الفساد على مكتب الرئيس * التقارير أوصت بالمواجهة بطريقة ممنهجة وتكتيك وفق استراتيجية تدريجية تضمن عدم سقوط الجهاز الادارى نظرا لتغول الفساد التوجيه 1 : * نزول المسئولين خاصة المحافظين للشارع فى حملات خاطفة ومفاجئة * توجيه ضربات قاصمة خاصة على مستوى فساد المحليات وإفساد محاولات التجار لاستغلال المواطنين خاصة فى فترة الأعياد وموسم العام الدراسى الجديد توجيه 2: * سرعة الانتهاء من عمليات التنقيب عن حقول الغاز وانجاز أكبر قدر ممكن قبل انتهاء العام المقبل * التشديد على الاستمرار فى عمليات الكشف والبحث فى 60 موقعا جديدا فى وقت واحد حددتها شركات أجنبية عملاقة * توجيه رسائل ايجابية لمحاصرة محاولات الإحباط التى يتم تصديرها للمواطن فى كل لحظة "تقديرات موقف "خارجية كشفت خلافات حادة بين البيت الأبيض والبنتاجون فى موقفهما تجاه مصر * اللقاءات السرية للجنرالات بالقاعدة البريطانية فى قبرصوألمانيا أكدت أن رهان الغرب على ورقة الأقباط فاشل حروب على جبهات عدة تخوضها مصر لم يعد يليق بها أن نطلق عليها مجرد تحديات لأنها فاقت ذلك بكثير وهذه المواجهات منها ما هو داخلى يتمثل فى مواجهة الإرهاب وكبح جماح الفساد والفاسدين الذين تحولوا الى مراكز قوى خفية تحرك الأمور من خلف الستار وتفسد كل ما تقوم به الدولة من مشروعات يضاف الى ذلك تحدى من نوع مختلف وهو تلبية مطالب الشارع وتخفيف العبء عن محدودى الدخل . أما فوضى الاعلام وغياب جهاز اعلامى قوى يساند الدولة فى مواجهاتها المختلفة بمهنية واحتراف فذاك هو أم المشكلات التى يبحث الجميع لها عن حل . وفى المقابل وعلى المستوى الخارجى فهناك تحديات جسام وحروب على عدة جبهات لكن الدولة نجحت فى ادارة الكثير منها وبدأت نظرة الخارج تختلف كثيرا تجاه مصر عن ذى قبل . وفى الملف الذى بين أيدينا سنزيح الستار عن تقارير سيادية تلقاها الرئيس عن حجم الفساد فى الجهات الحكومية وطرق مواجهته بطريقة ممنهجة وتكتيك وفق استراتيجية تدريجية تضمن عدم سقوط الجهاز الادارى نظرا لتغول الفساد وذلك بأسلوب الضربات الانتقائية . والمعلومات التى حصلت عليها الموجز فى هذا الملف الشائك تحديدا أن القيادة السياسية كانت تشعر بقلق شديد من تغول الفساد فى الجهاز الإدارى للدولة الفترة الماضية وأنه طالب باستخدام أسلوب الاقتلاع والتجريف لهذا الفساد مهما كانت مستوياته لكن التقارير المعلوماتية نصحت بتوجيه ضربات انتقائية للفاسدين لتحجيم الفساد وضمان سير العمل فى الأجهزة الحكومية دون خلل . * التوجيه : ثم جاء التوجيه فى الأيام الأخيرة بنزول المسئولين خاصة المحافظين للشارع فى حملات خاطفة ومفاجئة وتوجيه ضربات قاصمة خاصة على مستوى فساد المحليات وافساد محاولات التجار لاستغلال المواطنين خاصة فى فترة الأعياد المنقضية وموسم العام الدراسى الجديد . وعلى المستوى الخارجى فقد راهن الرئيس السيسى منذ البداية أن العالم كله يحتاج لمصر وفى مقدمتهم الولايات المتحدةالأمريكية وأن الأخيرة ستعود للمسار الصحيح لا محالة لأنها لا تؤمن ولا تتحدث سوى بلغة المصالح. الملف الذى بين أيدينا يحمل معلومات شديدة الأهمية تنفرد"الموجز"بنشرها لتكون بمثابة وثائق تاريخية تؤكد أن "مصر تستطيع" حيث سنكشف فيه حقيقة وأسرار التحول الأمريكى الملموس فى توجه البيت الأبيض والمؤسسات الاستراتيجية الأمريكية تجاه مصربالتزامن مع زيارة الرئيس السيسى لنيويورك وحضوره اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة .. وكيف وجد الرئيس الأمريكى "أوباما"نفسه أمام خيار واحد وهو دعم مصر فى طريقها نحو بناء دولة جديدة واقامة علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والندية وبعيدة عن لغة الإملاءات والغطرسة خاصة ان هناك حلفاء اخرين مثل فرنسا قدموا دعما سياسيا وعسكريا لمصر تجسد فى وصول اول حاملة طائرات فرنسية للاسكندرية خلال الايام القليلة الماضية وهى "ميسترال "جمال عبد الناصر ثم الميسترال الثانية انور السادات التى حصلت عليها مصر خلال الساعات الماضية . كما سنكشف أسباب عدم قدرة "أوباما" خلال الاعوام الماضية على وقف الدعم الأمريكى لمصر رغم محاولات التنظيم الدولى للإخوان التى كلفتهم المليارات لتشويه ثورة مصر ومسيرتها الجديدة ولعل أبلغ دليل هو وصول دفعة من طائرات F16 الأمريكية لمصر خلال السنوات الماضيةبالإضافة إلى مزيد من الصفقات الأخرى فى طريقها للوصول إلى القاهرة خلال الفترةالقادمة. كما سنكشف بالتفاصيل طبيعة التقارير التى تلقاها "أوباما"وحذرته من التخلى عن مصر أو الوقوف فى الجانب المواجه لها وسننشر آخر هذه التقارير. لكن فى هذه النقطة تحديدا لابد أن نعود للوراء قليلاً ففى نهاية شهر أغسطس 2013 أدلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتصريحات مهمة وخطيرة إلى قناة ال"سى. إن. إن"أثارت ردود فعل عديدة وتساؤلات مختلفة حول حقيقة الموقف الأمريكى من الأحداث الجارية على الساحة المصرية فى هذا الوقت. لقد حدد أوباما الموقف الأمريكى ولخصه فى عدة نقاط: - إن قطع المساعدات الأمريكية عن مصر لن يجبر الحكومة الانتقالية المصرية على تغيير مواقفها، بما يعنى أن الأمر يحتاج إلى إجراءات أشد قسوة وعنفاً. - إن استمرار الأوضاع فى مصر وفقاً لما هو جار يتعارض مع منظومة القيم الأمريكية، وهو يقصد هنا قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان. - إن الجيش المصرى فوت الفرصة على إيجاد حل للأزمة الناشبة فى مصر -أى أن الجيش هو المسئول وليس جماعة الإخوان- عن تطورات الأوضاع والعنف السائد فى البلاد حالياً. هكذا كانت الصورة لدى الأمريكان وجاءت تصريحات أوباما منافية للواقع، ومتعارضة مع الحقائق السائدة والمعروفة، والهدف هو إشعال الموقف، خصوصاً بعد نجاح الحكومة المصرية فى احتواء الموقف والحد من الاعتصامات والتظاهرات وأعمال العنف، التى خططت لها جماعة الإخوان مستندة إلى دعم أمريكى وغربى بلا حدود. كانت التقارير الدبلوماسية تصل إلى القاهرة خلال هذه الفترة لتشير إلى أن هناك اجتماعات سرية عقدت فى قبرصوألمانيا ولتؤكد أن المخطط بدأ يأخذ خطوات جادة بحضور ممثلين عن أجهزة الاستخبارات فى كل من الولايات المتحدةوفرنسا وبريطانيا وإسرائيل وألمانيا وتركيا وقطر. كانت الخطة تستهدف تحقيق عدة مؤامرات ومخططات سوداء ضد مصر وأبرزها: - تصعيد الموقف الداخلى عبر التظاهرات والاعتصامات وأعمال عنف، تؤدى إلى سقوط المزيد من القتلى حتى يظل الموقف متوتراً وملتهباً بما يمكن من تنفيذ المخطط الدولى الذى ترعاه هذه الدول ويؤتى نتائجه. - إن كسب الوقت فى مصر فى ضوء استمرار هذه الحالة من شأنه أن يبقى القرار السياسى والاقتصادى المصرى فى حالة شلل. - السعى إلى إجهاض التحركات المصرية على الصعيدين العربى والدولى بما يساعد على حصار الدور الدبلوماسى المصرى ويجعله عاجزاً عن التأثير فى مواقف البلدان الرافضة لتطورات الأوضاع فى مصر. - إن قرار المواجهة الذى اتخذته الإدارة المصرية بفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة كان مفاجأة غير متوقعة للدول المشاركة، خصوصاً أن جميع التقارير السابقة أكدت أن الإدارة المصرية لن تجرؤ على فض الاعتصامين فى ضوء المواقف والضغوط الدولية التى كانت تمارس ضد مصر. - إن رهان الغرب على مواقف الأقباط المصريين كان رهاناً خاسراً، لاسيما أن موقفهم تعارض مع مواقف الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى بتأييدهم للإدارة الانتقالية، ورفضهم الرد على الأحداث التى شهدتها البلاد، والتى أدت إلى حرق العشرات من الكنائس والأديرة، حيث كانت الدول الغربية تراهن على موقف الأقباط بطلب الحماية، إلا أنه رغم الاتصالات التى جرت معهم، رفضوا بكل قوة الرد على الإجراءات التى اتخذت ضدهم، وعارضوا أى شكل من أشكال التدخل الخارجى، كما أنهم بدأوا فى تحريض الكنائس الأمريكيةوالغربية على دعم الإدارة الانتقالية فى مصر. - إن لجوء جماعة الإخوان وحلفائها إلى تصعيد أحداث العنف واستخدام الإرهاب وسيلة ضد المجتمع ومؤسساته المختلفة، كان له أبلغ الأثر فى تراجع المخططات الدولية، وإرباك حساباتها، حيث بدت التصرفات الإخوانية على الساحة المصرية وكأنها تشبه التصرفات القبلية الهمجية فى الهجوم بلا حساب وسوء التخطيط، وهو ما أدى إلى إفشال فرص كانت متاحة فى ظل حكومة كانت مترددة فى اتخاذ القرار فى هذا الوقت. - إن مراجعة الموقف الغربى والأمريكى باتت ضرورة الآن على أن يستند إلى اعادة توحيد وتنسيق المواقف بإشراف موحد. كان هذا هو اللقاء الثالث من سلسلة الاجتماعات التى جرى عقدها فى القاعدة البريطانية فى قبرصوألمانيا، والتى أعقبت نجاح الثورة المصرية، حيث عقدت الاجتماعات فى 2و8 أغسطس فى قبرص وفى 16 أغسطس فى ألمانيا. لقد أعاد ذلك الأمر إلى الأذهان طرح السؤال عن حقيقة الارتباك الذى ظل يسود دوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة، وعما إذا كانت واشنطن عازمة بالفعل على تنفيذ هذا المخطط فى ضوء المعارضة الشديدة للعديد من هذه الدوائر وهى دوائر صنع القرار الأمريكى الأهم والأخرى وهى: * توجه الخارجية الأمريكية: مع بداية الثورة كانت الخارجية الأمريكية تعظم فى تصريحاتها من التحرك الشعبى المصرى، وتقلل من الحديث عن "الانقلاب"وذلك فى محاولة منها لامتصاص ما يحدث فى مصر، إلا أنها وبعد فشل جميع المبعوثين الأمريكيين والغربيين إلى مصر، أصبح موقف الخارجية الأمريكية واضحاً ومعلناً ومنسجماً مع الموقف المتطرف لمستشارة الأمن القومى الأمريكى "سوزان رايس" وبدأ"جون كيرى" وزير الخارجية وبالتنسيق مع رايس فى مطالبة الرئيس أوباما بالبدء فى إعلان العقوبات على مصر بدءاً بقطع المعونات والمساعدات وصولاً للتدخل العسكرى، وهو موقف لعب فيه الأتراك والقطريون دوراً مهماً علنياً وسرياً بهدف إقناع الإدارة الأمريكية بأن ما حدث فى مصر كان "انقلاباً عسكرياً".!! * توجه ال"سى. أى. إيه" وجاء موقف وكالة الاستخبارات الأمريكية ال«سى. أى. إيه» متفقاً مع موقف الخارجية الأمريكية والأمن القومى فيما يتعلق بوقف المعونات والمساعدات والنشاطات العسكرية المشتركة مع مصر، إلا أنه أبدى الحذر من التدخل العسكرى الأمريكى ضد مصر بأى شكل من الأشكال، وعدم النظر لموقف مصر بمفردها، بل لدول المنطقة جميعاً والعالم أيضاً، على اعتبار أنه لو حدث أى تدخل عسكرى فى مصر فإن كل الأوراق ستتداخل وطبيعة التحالفات ستتغير، وستكون المصالح الأمريكية فى خطر، ولابد من إعداد جبهة عالمية واسعة تغطى مثل هذا التدخل لو حصل، وعلى ما يبدو حتى الآن فإن ذلك غير ممكن فى مصر، وأنه إذا كانت واشنطن قد نجحت فى تشكيل أكبر تحالف عالمى ضد العراق مكنها من الغزو والتدخل العسكرى المباشر، إلا أن واشنطن لن تجد من يقف معها أو يغطيها فى أى عدوان على مصر مهما كان نوعه أو شكله. * توجه البنتاجون أمام هذه الخارطة المعقدة، لجأ الرئيس الأمريكى «أوباما» إلى «البنتاجون» للبحث فى امكانية اتخاذ قرار بالعقوبات المتدرجة والمتصاعدة على مصر والتفكير لاحقاً فى شكل من أشكال التدخل العسكرى المباشر. لقد جاء طلب الرئيس أوباما بعد أن فشلت الإدارة الأمريكية فى إثناء قيادة الجيش عن موقفها الرافض للتجاوب معها، خصوصاً بعد أن أدركت إدارة أوباما أن تأثيرها وسيطرتها على القرار المصرى آخذة فى التلاشى منذ نجاح ثورة 30 يونيو، وإنها لا تستطيع فرض هيمنتها على القرار المصرى، خصوصاً أن رئيس الدولة المؤقت ورئيس الحكومة ووزير الدفاع يرفضون جميعاً سياسة الإملاءات الأمريكية، ويقولون: إن مصلحة مصر وشعبها هى الأساس. ولقد بدأت الإدارة الأمريكية تنظر بريبة إلى الموقف العدائى للجيش وقائده العام الفريق أول السيسى تجاه السياسة الأمريكية، بزعم رفض التدخل الأمريكى فى الشئون المصرية. لقد جاء رد «البنتاجون» على مطلب الرئيس أوباما على الوجه التالى: - إن جميع أهداف أمريكا ومصالحها فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية ستكون معرضة للخطر الحقيقى حال إقدام واشنطن على اتخاذ قرار بالتدخل العسكرى ضد مصر. وحدد «البنتاجون» هذه المخاطر من حيث الأهمية والترتيب على الوجه التالى: أولاً- أمن إسرائيل: أكد تقرير «البنتاجون» أن أمن إسرائيل سيكون معرضاً للخطر الحقيقى والعدوان من جميع الجهات المحيطة بها بدءاً من مصر وسورياولبنان وغزة وربما الأردن مستقبلاً، ومن المجموعات «الجهادية» أينما وجدت، وسيكون ذلك بتغطية ودعم عربى شامل، كما أن دول الخليج الرئيسية لا يمكن أن تتعامل مع مصر، كما تعاملت مع العراقوسوريا. - أما إيران فسوف تستغل هذه الفرصة وتعمل على إشعال المنطقة وفقاً لمصالحها. وأشار التقرير إلى أن روسياوالصين ستقفان بلا تردد وبكل قوة إلى جانب مصر وتحالفاتها العربية، وسيكون هناك انشقاق فى الموقف الأوروبى، وستخسر الولايات المتحدة بعض حلفائها الأوروبيين الرئيسيين. وأشار التقرير إلى أن الجهد الذى حققته الولايات المتحدة فى فك عزلة إسرائيل وفرض وجودها فى المنطقة عبر اتفاقيات سلام معلنة وسرية مع دول عربية عديدة سيتعرض للخطر، وسوف تزداد حدة الصراع فى المنطقة، وستعود إسرائيل مجدداً إلى عزلتها وسينظر إليها كدولة محتلة ومعادية ومارقة، كما أن ذلك من شأنه أن يجعل سورياوالعراق والخليج ولبنان وغيرها تقف صفاً واحداً خلف مصر. ثانياً- عرقلة الوصول الآمن لمصادر الطاقة والنفط: لقد أكد تقرير «البنتاجون» أن الوصول الآمن لجميع مصادر النفط والطاقة سوف يكون ضمن معادلة الخطر، لأن جميع حاملات النفط ستكون فى مرمى النيران، ومن جهات مختلفة وهو أمر من شأنه أن يعوق وصول الطاقة والنفط إلى دول الغرب والولايات المتحدة بشكل آمن. وإضافة إلى ذلك يرى التقرير أن هناك موقفاً متوقعاً من السعودية ودول الخليج، سوف يجرى بمبادرة من الملك عبدالله بن العزيز حاكم السعودية سيكون شبيهاً بموقف الملك فيصل فى حرب أكتوبر 1973، ولكن هذه المرة بصورة أشمل وأكبر، وذلك بالإعلان عن وقف تصدير البترول وسيكون ذلك لفترة أطول عن تلك الفترة التى جرى بمقتضاها حظر البترول العربى فى عام 1973، وأن المتضرر الأكبر هذه المرة ستكون دول أوروبا، كما أن إيران ستشارك أيضاً فى الحظر مما يجعل أوروبا رهينة للنفط والغاز الروسى. ثالثاً- مخاطر الملاحة الآمنة فى قناة السويس: لقد أشار تقرير «البنتاجون» إلى أن الملاحة الآمنة فى قناة السويس أمر مستبعد فى ظل هذه الظروف الخطيرة والتداعيات التى ستنجم عن أى عدوان عسكرى، حيث لا توجد ضمانة لأمن الملاحة والسفن العابرة للقناة مهما تم الحشد من القوات العسكرية، لأن الأعمال الإرهابية لا يمكن مواجهتها بزيادة الحشود، بل بالعكس فإن زيادة الحشود العسكرية ستمكن جماعات الإرهاب من توجيه الضربات ونجاحها حيث ستكون القوات الأمريكية أكثر عرضة للاستهداف من خلال عمليات إرهابية انتحارية. وقال التقرير: «يجب أن نستذكر التاريخ جيداً، عندما دفعنا بأعداد كبيرة من قوات المارينز إلى لبنان فى القرن الماضى، وكيف أصبحت هذه القوات أهدافا للقوى الإرهابية ومدى الخسائر التى لحقت بهذه القوات، مما دعا الإدارة الأمريكية لسحبها وبأسرع وقت ممكن، وكان هذا عنوان هزيمة واضحة للولايات المتحدة». وأشار التقرير إلى أن أمريكا لن تكون اللاعب الوحيد فى المنطقة، ولذلك فإن روسياوالصينوإيران لن تلتزم الصمت فى حال سيطرة الولايات المتحدة على قناة السويس، وستتحول الولايات المتحدة من دولة تسعى إلى استقرار المنطقة إلى دولة محتلة ستعانى من ذلك طويلاً، هذا بالإضافة إلى أن الشعب الأمريكى لا يمكن أن يقبل أو يسمح أن تتحول بلاده إلى قوة غازية من أجل مصلحة وحماية الآخرين خصوصا أن الرئيس أوباما وصل إلى البيت الأبيض تحت شعار «سحب آخر جندى أمريكى يعمل خارج الولايات المتحدةالأمريكية والابتعاد ما أمكن عن التدخل المباشر فى مشكلات العالم عبر خوض الولايات المتحدة حروباً بالوكالة». رابعاً- مخاوف من ضياع السوق العربية كسوق مستورد للسلاح الأمريكى: أشار التقرير الصادر عن «البنتاجون» إلى أهمية المحافظة على الأسواق العربية وأسواق دول منطقة الشرق الأوسط كأكبر مستورد لصفقات السلاح الأمريكى، وأن العدوان العسكرى على مصر سيهدد هذه الأسواق، وستكون الصناعة العسكرية والصادرات الأمريكية فى مهب الريح، خصوصاً أن روسياوالصين أصبحتا مؤهلتين وبشكل كامل لمثل هذه الصفقات وهما ينافسان السلاح الأمريكى بجدية، بل وربما تنضم فرنسا إليهما أيضاً. أما الهاجس الأكبر الذى رصده تقرير «البنتاجون» فهو هاجس الصين، ذلك أن الصناعة الصينية أصبحت تغزو معظم الأسواق العربية وهناك رواج عالمى لها من حيث قدرتها على المنافسة مع البضائع الأمريكية والأوروبية من حيث الجودة والأسعار. وقال التقرير: «إنه لوحظ خلال السنوات الأخيرة أن معظم «كماليات» الجيوش العربية من ملابس وعتاد بسيط يجرى استيراده من الصين عبر تجار محليين يقومون باستيرادها، وهذا الموقف تدعمه وتسانده روسيا لأن روسيا تنظر بإيجابية إلى دور اقتصادى صينى مكمل لدورها العسكرى والسياسى خصوصاً فى «الباسفيك»، ومع أن دولاً عربية عديدة ومنها دول خليجية بدأت تفكر فى عملية تنويع مصادر السلاح، لأنها تعتقد أن إسرائيل تحصل على السلاح الأمريكى المتميز والفعال وتحتكره، بينما تحصل هذه الدول على سلاح متخلف عن ذلك، حتى وإن حصلوا على سلاح متطور فإنهم يحصلون عليه بعد موافقة إسرائيل بشروط مذلة وبأسعار أعلى تكلفة. وأشار «البنتاجون» فى رده على مطلب أوباما بأنه سيكون هناك أكثر من عشرة ملايين مصرى تحت السلاح، وأن المجموعات الإرهابية والتنظيمات الإسلامية ستشارك فى ضرب الوجود الأمريكى وضرب إسرائيل حتى ولو هلل الإخوان لهذا التدخل. وأكد التقرير أنه لن يكون هناك حظر للسلاح الأمريكى على مصر، فغالباً ما ستفتح كل دول الخليج مستودعاتها من السلاح الأمريكى لتزويد الجيش المصرى به دون استئذان الولايات المتحدةالأمريكية. وقال التقرير إن موقف دول الخليج تجاه مصر سيكون موقفاً ثابتاً وصامداً، ولن يتغير مهما كانت الضغوط التى ستمارسها الولايات المتحدة، لأن هذه الدول تعتبر مصر القوية هى صمام الأمان الأول لها، بالإضافة إلى ذلك ستخرج سوريا من عزلتها وستقف إلى جانب مصر، وهناك بوادر على التنسيق المصرى-السورى، فالجيش المصرى يقف ضد أى عدوان على سوريا وهو ضد سقوط الأسد بالقوة، وسوريا تقابله بنفس الموقف، وكل هذا سيعيد العلاقة مع إيران بعد موافقة الدول الخليجية، وسيكون لإيران فى ضوء ذلك دور إقليمى بعد أن تنجح فى تهدئة مخاوف الخليجيين خصوصاً أن تركيا وإن علا صوتها حالياً فى التحريض ضد مصر، إلا أنها لن تجرؤ على المشاركة الفعلية فى أى عدوان على مصر، ولن تسمح باستخدام أراضيها وأجوائها لذلك، وستدفع الثمن باهظاً سواء على المستوى الداخلى من خلال انتفاضات شعبية أو من عدوان خارجى عن طريق تحريض الأكراد فى سورياوالعراقوإيران ضد تركيا. وأكد التقرير أن أى شكل من أشكال التدخل الأمريكى فى مصر سيغير خارطة المنطقة من جديد، وأن وضعاً من عدم الاستقرار سوف يسود لسنوات طويلة، ولكن فى النهاية سوف تصحو المنطقة والعالم، على خارطة تحالفات جديدة تكون أمريكا وإسرائيل أكبر الخاسرين فيها بعد أن يتحقق الاستقرار. وقد أوصى «البنتاجون» فى نهاية تقريره بعدم التدخل المباشر فى الأزمة المصرية، حتى ولو بفرض العقوبات أو الحصار لأن ذلك غير مجد، ويشكل استفزازاً لمصر ودول الخليج، خصوصاً أن السلاح الأمريكى والمقترح منعه عن مصر لم يعد احتكارياً، فبإمكان مصر التزود به من الدول الخليجية العربية، ولقد حصلت السعودية على موافقة الدول العربية الخليجية ومن بينها الإمارات والكويت على تمويل صفقات أسلحة جديدة لمصر من أى مصدر كان، والسعودية قادرة بمفردها على تعويض مصر عن المعونة السنوية الأمريكية التى تقدم لها، وهو ما تضمنه البيان السعودى الأخير الذى مثل انقلاباً فى مخططات الغرب والإدارة الأمريكية ضد مصر. وأشار التقرير إلى أن إلغاء مناورات النجم الساطع مع مصر ليس له أى أثر سلبى على مصر، لأن المستفيد الأول هو الجيش الأمريكى وليس الجيش المصرى، ولذا فإن مصر لا تشعر بأى خسارة تذكر جراء إلغاء هذه المناورات ولكن الخسارة ستكون على الجانب الأمريكى لأنها محاولة تهدف إلى تأزيم وتوتر العلاقات الأمريكية-المصرية. وأشار التقرير إلى أن المصلحة الكبرى للولايات المتحدة تقضى ببقاء الوضع الحالى على ما هو عليه، إما بالعودة إلى الطريق الديمقراطى عبر خارطة الطريق، كما وافقت على ذلك دول أوروبية محورية، وإما بدخول الإدارة المصرية الجديدة والجيش المصرى حرب استنزاف طويلة مع المنظمات الإرهابية والإخوان والسلفيين حتى تستنفد مصر كل مصادر قوتها، وبالمقابل يتم استنزاف كل القوى الإرهابية فى المنطقة وهذا سيشكل خدمة كبيرة لأمريكا وإسرائيل وحلفائهما، حيث ستتحول الدولة الكبرى مصر إلى دولة فاشلة نتيجة هذا الاستنزاف. ودعم «البنتاجون» تقريره بتفاصيل المشاورات التى أجراها مع الحكومة الإسرائيلية، حيث قام الجنرال «ديمبسى» رئيس أركان الجيوش الأمريكية بزيارة إلى إسرائيل أكثر من مرة، كما أن وفوداً عسكرية إسرائيلية عديدة زارت الولايات المتحدة للتشاور فى هذا الشأن، وأن اتصالات عديدة جرت بين وزير الدفاع الأمريكى مع وزير الدفاع الإسرائيلى «موشيه يعلون» وأن موقف «البنتاجون» هذا جاء بالتنسيق والانسجام الكامل مع موقف إسرائيل ليسهل تمريره فى الكونجرس الأمريكى فى حال طرحه لأن مصلحة وأمن إسرائيل هما المعيار الحاسم لدى الكونجرس الأمريكى. وتضمن تقرير «البنتاجون» أيضاً اشارة إلى موقف السعودية والذى قال التقرير: «إنه إلى جانب موقف دولة الإمارات المتشدد سيقلب الأوضاع رأساً على عقب فى المنطقة بمجملها، وستكون إيرانوروسيا هما المستفيد الأول من ذلك وستسقط للأبد معادلة القوى الوسطية أو المعتدلة المتحالفة مع الولايات المتحدة»!! وأوصى التقرير الرئيس أوباما بأن يحذر الصدام مع قادة الجيش المصرى ومع القيادة السياسية الجديدة فى مصر لأن ذلك ستكون له انعكاسات خطيرة على مصالح أمريكا وإسرائيل فى المنطقة. وطالب التقرير بضرورة تعامل الإدارة الأمريكية مع الأمر الواقع فى مصر والمضى فى خارطة الطريق، لأن ذلك من شأنه أن يعطى رسالة جيدة لبقية شعوب المنطقة. وأكد التقرير الأمريكى أن المعلومات الواردة من داخل مصر وخارجها تشير إلى سيطرة الإدارة الجديدة على الأوضاع فى البلاد، وإلى تراجع الأداء التنظيمى والاحتجاجى لجماعة الإخوان وحلفائها، مما يعزز الرأى القائل بضرورة تغيير صورة الولايات المتحدة لدى الشعب المصرى وشعوب المنطقة من دولة معادية إلى دولة صديقة تحترم خيار الشعب المصرى. تحدى الجنرال المصرى للقوة المتغطرسة وانتصار ارادته ربما يجعل من مهامه الاخرى اكثر صعوبة لانه بات مطالبا بالنجاح فى كل الملفات المستعصية دون اعذار لن تكون مقبولة فى كل الظروف كما ان شخصيته ذات الخلفية العسكرية تؤكد ان انفاسه ستكون طويلة وانه لم يحن الوقت بعد للمحارب ان يستريح فالطريق الذى وضع مصر عليه طويل ومشروعاته مترامية الاطراف . اما التقارير التى تلقاها الرئيس قبل سفره لبلاد العم سام فاكدت انه لا داعى للانزعاج من الحروب النفسية التى تشنها الولايات المتحدة ضد مصر وان الخطوط العريضة للعلاقة بين البلدين تمثل خطا احمر امام أى رئيس أمريكى مهما كان توجهه وأنه يجب عدم الالتفات كثيرا لحملات التشكيك التى تستهدف عرقلة المشروعات الكبرى خاصة فى مجال التنقيب عن الغاز والاكتشافات الجديدة وعلى أثر ذلك جاء التوجيه الأخير فى التقارير وجاء نصه . توجيه : سرعة الانتهاء من عمليات التنقيب عن حقول الغاز وانجاز أكبر قدر ممكن قبل انتهاء العام المقبل والتشديد على الاستمرار فى عمليات الكشف والبحث فى 60 موقعا جديدا فى وقت واحد حددتها شركات أجنبية عملاقة وتوجيه رسائل ايجابية لمحاصرة محاولات الإحباط التى يتعرض لها المواطن فى كل لحظة .