الخبير العسكري قال إن غطرسة الجهل تمنع النشطاء السياسيين من رؤية المصلحة العامة للدولة السعودية لم تشترك فى أى مواجهة مع إسرائيل حتى لا تقع أماكنها المقدسة تحت التهديد الصهيوني ترسيم الحدود يضع حداً لعبث إسرائيل بالأمن المائي المصرى ويقوى موقف "القاهرة" في قضية حلايب وشلاتين المملكة أعدت دراسات لتطوير الجزيرتين وستطالب بملكية 38 جزيرة أخرى في البحر الأحمر حذر الخبير العسكري اللواء محمد الشهاوى، من سعى ما أسماهم ب"عملاء الداخل" من النشطاء السياسيين وغيرهم من استغلال الجدل المثار حول قضية جزيرتي تيران وصنافير لإشاعة الفوضى والبلبلة بين أبناء الشعب المصري.. مشيرا إلى أن هناك أجهزة استخباراتية أجنبية تقوم بتدريب هؤلاء العملاء ودعمهم لإثارة المشاكل وإرباك المشهد السياسى داخل مصر والدول العربية الحليفة والتشكيك فى وطنية القيادة السياسية المصرية. وشدد "الشهاوى" فى حواره مع "الموجز" على أن أمن مصر القومى من أمن الخليج والوطن العربى كله، لافتاً إلى أن القيادة السياسية والإدارة المصرية الوطنية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، تعمل جاهدة من أجل استقرار الوطن وحمايته من تنفيذ المخططات المؤامرات الخارجية التى تهدف إلى تفتيت الدولة وتقسيمها من أجل خدمة مشروع الشرق الأوسط الكبير. وطالب الخبير العسكرى والإستراتيجي بالتصدى لعملاء الداخل والخارج وعدم الانسياق خلف شعارات وطنية رنانة تحمل داخلها أغراض غير وطنية ومطامع شخصية، وإلى نص الحوار.. في البداية.. ماذا عن اللغط الدائر حول جزيرتي تيران وصنافير.. وكيف ترى القضية من منظور إستراتيجي وعسكري؟ ما يثار حول جزيرتى تيران وصنافير هى تفاعلات وجدانية وعاطفية للبعض لكن ذلك لا يمنع من وجود مزايدة سياسية من البعض الآخر الذين لا يريدون للدولة أن تستقر وفى ظل زيارة ناجحة قوية للملك سلمان كان لها نتائج وآثار واتفاقيات مهمة وكان من بينها إنهاء اتفاقية جسر الملك سلمان والذي يستلزم إنشائه تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية وعلى الجانب الآخر فإن هناك أغلبية وطنية تريد فقط أن تعرف ما إذا كانت الجزيرتان سعوديتان أم مصريتان وأقول لهم التاريخ هو من يقول الحقيقة لأنه ذاكرة الشعوب والحقيقة أنه مثلما يوجد غطرسة للقوة فهناك غطرسة للجهل لدى النشطاء السياسيين لأنهم لا يقرؤون ولا يعرفون. الحقيقة التاريخية لماذا لم تطالب السعودية علانية بأحقيتها في استرداد الجزيرتين من قبل رغم المخاطبات الدبلوماسية بينها وبين مصر والأمم المتحدة؟ قامت مصر بتأمين الجزيرتين فى عام 1950 وفى ذلك الوقت لم تكن السعودية تمتلك القدرة العسكرية أو القوة البحرية الكافية لحمايتهما لمواجهة التهديد الصهيونى ولذلك طلبت السعودية من مصر تأمينهما إضافة إلى أنه كانت هناك رؤية عربية إسلامية فى ذلك الوقت بعدم إشراك السعودية بشكل مباشر فى الصراع العربى الإسرائيلي لعدم إعطاء إسرائيل المبرر لتهديد الأماكن المقدسة فى السعودية تحت دعاوى تاريخية أو ما يسمى ب"يهود خيبر" بأن لهم أراض فى المملكة العربية السعودية فكانت مصر أكبر دولة فى المنطقة العربية وتحمل على عاتقها الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى، وهدف الاتفاق في ذلك الوقت أيضاً إلى إعطاء الفرصة لمصر لاستغلال الوضع الجيواستراتيجى للجزيرتين للتحكم فى الممر الملاحى "مضيق تيران" وتوفير ضغط على إسرائيل خلال فترة الصراع المسلح بعد أن احتلت قرية "أم الرشراش" عام 1940 والتى سميت فيما بعد ب"إيلات". ومن أجل أن تستطيع مصر خنق إسرائيل ومنع وصول السفن إلى ميناء إيلات قامت بوضع يدها على الجزيرتين لما لهما من أهمية إستراتيجية بالنسبة لمنع السفن الحربية من المرور فى خليج العقبة وكانت الجزيرتان حينها لا تمثلان أهمية للأمن القومى السعودى لكن الآن بعد أن احتلت السعودية المركز الثالث على مستوى العالم بعد أمريكا والصين من ناحية الميزانية العسكرية والتى بلغت نحو 86 مليار دولار فى العام فإن الأمر اختلف كثيراً لقدرتها على حماية الجزيرتين مع عدم التأثير على تطبيق بنود اتفاقية السلام التى يرعاها الجانب الأمريكى. هل هناك علاقة بين إثارة قضية الجزيرتين في هذا التوقيت الذى شهد أيضاً الإعلان عن جسر الملك سلمان؟ مما لا شك فيه أن جسر الملك سلمان من أهم الأسباب التي عجلت بمسألة تعيين الحدود بين مصر والسعودية لأنه سيربط بين قارتي آسيا وأفريقيا ويربط بين دول الخليج ودول شمال أفريقيا وستعبر منه تجارة مقدر لها أن تصل إلى نحو 200 مليار دولار فى العام هذا بخلاف المشاريع الاستثمارية العملاقة التي ستنشأ على جانبي الجزيرتين البرى والبحرى لخدمة حركة نقل البضائع على هذا الجسر فضلا عن أن إنشاءه سيتم على ثلاثة مراحل تبدأ من منطقة شمال شرق شرم الشيخ بمسافة 8 كيلو متر حتى جزيرة تيران ثم يمتد لمسافة 5 كيلو على جزيرة تيران نفسها ما يعنى أن الشركات التى ستقوم بإنشاء هذا الجسر بمهندسيها وفنيها وعمالها كان لابد وأن تتبع دولة من الدولتين تصدر لها التراخيص والتصاريح اللازمة للعمل وبالتالى كان لابد من الانتهاء من مسألة تعيين الحدود وتحديد ملكية الجزيرتين حتى يتم معرفة من سيقوم بإعطاء التصاريح للشركات حتى لا تثار المشاكل. تحالفات المنطقة كيف ترى الاتفاقية المصرية السعودية من الناحية الإستراتيجية؟ اتفاقية الجسر والجزيرتان تصب فى الزخم القائم حول إعادة تشكيل التحالفات فى المنطقة مع عودة الحياة للتحالف التركى الإسرائيلي وكذلك التحالف المصرى السعودى لتوفير سلاح جيواستراتيجى رادع ضد إسرايئل على وجه الخصوص فى ظل ما يثار عن عبثها فى الأمن القومى المائى لمصر عبر دعم لوجستى لمشروع سد النهضة الأثيوبي ما يعنى أن هناك منظور إستراتيجي فى إعادة تشكيل تحالفات المنطقة فى هذا التوقيت . ولكن لماذا طالبت السعودية بالجزيرتين فى هذا التوقيت تحديداً ولم تطالب بهما من قبل؟ ما لا يعلمه كثيرون أنه بدأ ينمو رأى عام داخلى بالمملكة العربية السعودية بسعودية الجزيرتين و38 جزيرة أخرى فى البحر الأحمر وكذلك إعداد عدد من الدراسات الأكاديمية بشأن تطوير الجزيرتين وهو ما شكل اتجاهاً ضاغطاً على القيادة السعودية لاستردادهما فى ظل تطور القدرة العسكرية للمملكة. وفي إبريل الجاري ستبدأ السعودية فى تنفيذ إستراتيجية لعدم الاعتماد الكلى على البترول والبحث عن منافذ أخرى تنعش اقتصادها القومى خصوصاً فى ظل التطور العسكرى السعودى وعدم حساسية الموقف مع إسرائيل فضلا عن استغلال مرحلة التحسن الكبير فى العلاقات المصرية السعودية لإنهاء المسألة دون صراع أو أزمة فى إطار ثنائى ودون تدخل أى أطراف أخرى وأرى أنه إذا أثيرت القضية فيما بعد فمن الممكن أن تحدث حساسية بين الشعبين ونزاعات بين البلدين. كيف ترى إخراج القيادة السياسية لموضوع الجزيرتين أمام الرأى العام.. وهل أخطأت فى المفاجأة والتوقيت؟ لا يجب علينا أن نحاسب القيادة السياسية على اختيار التوقيت أو القرار حيث أنها تعتمد على ما يسمى في العلوم الإستراتيجية ب"تقدير موقف سياسى" وقدرّت أنه لابد وأن يخرج هذا القرار فى هذا التوقيت كما أنها اتخذته بعد مشاورات مع وزارة الدفاع وجهاز المخابرات العامة وجهاز المخابرات الحربية ووزارة الخارجية وهناك خبراء فى القانون البحرى قاموا بتعيين الحدود فيما يسمى بتحديد نقاط وخطوط الأساس وهى عملية فنية بحتة وعلينا أن نتركها للخبراء لأن الشعب لا يعلم تلك الأمور الفنية المعقدة وبالتالي فإن القيادة السياسية عندما أبرمت الاتفاقية فهى ترى مصلحة الوطن. الطابور الخامس كيف ترى الأصوات التى تعارض هذه الاتفاقية؟ لا يمكن أن يكون هناك وطنى واحد على هذه الأرض يثير اللغط حول صحة الاتفاقية وأحقية المملكة العربية السعودية فى استعادة الجزيرتين ولكن الطابور الخامس وأصحاب الأجندات الخارجية لهم مصلحة كبرى فى إثارة اللغط والتشكيك فى كل ما تقوم به القيادة السياسية وأطالب الجميع بعدم الانسياق خلف هؤلاء العملاء المشككين المضللين وعدم ترديد أقاويلهم حتى لا نصبغ عليهم الثقة والمصداقية كما أحذر الجميع من العبث فى الأمن القومى المصرى والتلاعب بعقول الشباب والبسطاء من عامة الشعب وتحريضهم ضد القيادة السياسية التى تتفانى بإخلاص لوجه الله والوطن فى الحفاظ على كل ذرة رمل فى أرض الوطن. وماذا عما يردده الإخوان والمواقع الأجنبية عن وجود خلاف بين الجيش والرئيس حول قضية الجزيرتين؟ لا يوجد خلاف مطلقا بين الرئيس والجيش وكل ما يتردد لا يخرج عن كونه إشاعات مغرضة يرددها كل من يريد الإضرار المتعمد بالوطن وأكبر دليل على عدم صحة تلك الشائعات أن هذا الكلام لا يردده إلا أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية لأنه لا يهمهم الوطن وما يهمهم هو مصالحهم الشخصية فقط. هل ترى أن إنهاء الجدل حول الجزيرتين يتمثل في الاستفتاء الشعبي عليهما أم في صدور قرار من مجلس النواب؟ أرى أن القانون هو الأساس حيث حدد الإجراءات التى يجب إتباعها في مثل هذه الحالات وهي أن ترسل الاتفاقيات إلى مجلس النواب لدراستها والتحقق من جميع الوثائق المتعلقة بها ثم أخذ رأى جميع الخبراء القانونيين والمتخصصين فى القانون البحرى وبعدها يقرر بالقبول أو الرفض ونحن لدينا ثقة فى المجلس الذى اختاره الشعب. حلايب وشلاتين كيف ترى الطلب السودانى باسترداد حلايب وشلاتين.. وماذا لو لجأت السودان للتحكيم الدولي؟ اتفاقية تعيين الحدود المائية تصب فى صالح مسألة حلايب وشلاتين لأن الخرائط التى وضعت بين مصر والسعودية أوضحت أن الأراضي المصرية جاءت تحت خط عرض 22 أى أسفل منطقة حلايب وشلاتين ومثلما كانت تيران وصنافير سعوديتان تحت الإدارة المصرية فإن حلايب وشلاتين أراضى مصرية كانت فى وقت من الأوقات تحت الإدارة السودانية من أجل الحفاظ على الأنساب والأعراق بين العائلات فى مصر ومثيلتها فى بور سودان وعادت مرة أخرى لمصر فى عام 1990 ولا نقاش فى أنها أراض مصرية وحتى إن لجأت السودان إلى التحكيم الدولى أو لم تلجأ فإن كل الخرائط والوثائق تثبت ملكية مصر لحلايب وشلاتين وموقفنا قوى من تلك القضية. هل تعتقد أن خلفية الرئيس عمر البشير الإخوانية هى السبب فى اشتعال المشكلة منذ ثورة 30 يونيو؟ من الممكن أن تكون خلفية الرئيس السوداني الإخوانية لها عامل كبير ومؤثر فى اشتعال الأزمة بعد ثورة 30 يونيو وتحديدا بعد أن اتفق معه محمد مرسى على إهدائه لحلايب وشلاتين لكن جاءت ثورة يونيو وأفسدت الأمر عليهما. الرئيس والجيش ما دلالة وجود الفريق صدقى صبحى فى إجتماع الرئيس مع الأسرة المصرية؟ جموع الشعب الوطنى تعلم أن قيادته السياسية تعمل من أجل الوطن وخصوصا الرئيس عبد الفتاح السيسى وأرى أن لقاء الأسرة المصرية كان لقاء الحسم وتوضيح الحقائق وشمل جهاز المخابرات العامة وجهاز المخابرات الحربية ووزارة الخارجية وكذلك المتخصصين ولجنة من الخبراء لتعيين الحدود ولا أرى دلالة سياسية على حضور الفريق صدقي صبحي فى اجتماع الأسرة المصرية غير أنه يتواجد فى جميع لقاءات الرئيس السيسى. في رأيك.. لماذا يعتمد الرئيس على الجيش فى تنفيذ المشروعات الكبرى؟ الجيش مؤسسة قومية بها ضبط وربط وانضباط ولديه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ولا يقوم بتنفيذ المشروعات لكن يقوم بالإشراف عليها بينما تقوم الشركات الوطنية بتنفيذ المشروعات كحفر قناة السويس وجبل الجلالة وحفر الأنفاق أسفل قناة السويس واستزراع المليون ونصف المليون فدان وشق الطرق علماً أن تنفيذها وإشرافها لا يؤثر بأى حال من الأحوال على مهام الجيش القتالية. إستراتيجية الحرب كيف ترى الحرب على الإرهاب فى سيناء من الناحية الإستراتيجية؟ الحرب على الإرهاب فى سيناء تقوم على تنفيذ إستراتيجية كبيرة تتمثل في تصفية كل بؤر الإرهاب وخصوصا فى منطقة المثلث الملتهب الواقع بين رفح والشيخ زويد والعريش وكذلك القضاء على الأنفاق بين مصر وقطاع غزة وتجفيف منابع التمويل الخارجى للجماعات الإرهابية من خلال التحرك الدبلوماسى للدولة المصرية وأرى أن مؤسسات الدولة المعنية والمتمثلة فى وزارة الأوقاف والثقافة والشباب والرياضة بدأت تأخذ دورها فى تجفيف منابع الفكر المتطرف عند الشباب فضلا عن أن محور التنمية من شأنه أن يجفف هذه المنابع من خلال تشغيل للشباب هناك وكما رأينا فقد بدأت 10 شركات تعمل بالفعل فى مجال التعدين واستخراج الرمل الزجاجى والرخام والجرانيت وغيرها من المشروعات الحيوية.