مع اقتراب معركة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تتصاعد وتيرة معركة تكسير العظام بين السلفيين والإخوان رغبة من كل طرف من الطرفين في الفوز بأصوات وتأييد "الصعايدة".. فالسلفيون يهدفون إلي كسب تأييد أصوات الصعيد للمرشح الذي سيدعمونه والمرجح انه سيكون المشير عبد الفتاح السيسي وكذلك لمرشحيهم في الانتخابات البرلمانية القادمة في حين يرغب الإخوان في توجيه هذه الأصوات لمرشحهم الذي سيدعمونه ضد "السيسي" وكذلك لمرشحي الجماعة في انتخابات البرلمان. من هذا المنطلق بدأ حزب النور والدعوة السلفية، في التركيز علي توسيع نشاطيهما في الصعيد، الذي شهد مؤخرا زيارة عدد كبير من قيادات الدعوة والحزب، خلال الفترة القليلة الماضية، وكان من بينهما الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، والشيخ شريف الهواري عضو مجلس إدارة الدعوة، والشيخ عادل نصر مسئول الدعوة السلفية بقطاع الصعيد. ويعتبر مسجدي عمر بن الخطاب، وعمر بن عبدالعزيز، بمحافظة بني سويف من أهم معاقل الدعوة السلفية بالمحافظة، التي يعتبرها قيادات الدعوة أرض المعارك للحزب في الصعيد، نظرا للتواجد القوي لجماعة الإخوان بها. ويقل تأثير الحزب والدعوة السلفية في محافظة قنا، وهو ما دفع قياداتهما للتركيز علي الخدمات الطبية بها في حين يتم التركيز علي الخدمات البيطرية بالمنيا.. بينما يزداد تأثير الدعوة السلفية عن الحزب بمحافظة سوهاج. وتأتي تحركات الحزب لكسب أصوات الصعيد ضمن تسهيلات تقدمها الحكومة الحالية، للحزب والدعوة، من خلال تأمين الشيوخ، وتوفير مساجد لهم من مساجد وزارة الأوقاف لعقد مؤتمراتهم وندواتهم. وقد بدأت أمانة الحزب يتفعيل مخططها بالفعل حيث عقدت هيئة مكتب حزب النور بمحافظة بني سويف لقاء مع أبناء الحزب بقرية صفط بمركز الواسطي، ناقشت فيه مواقف الحزب الأخيرة وأوضحت واجبات المرحلة القادمة، واستعداد الحزب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. من جانبه أكد الدكتور شعبان عبدالعليم أمين الحزب بمحافظة بني سويف عقد عدة لقاءات مع قواعد الحزب بالمحافظة، لإحداث نوع من التواصل بين القيادات والقاعدة الشعبية، استعدادا لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، وأوضح أن الحزب يسعي في المرحلة الحالية لخلق نوع من التواصل بين الصف الأول والثاني في الحزب، من خلال تنظيم قوافل داخل القري والنجوع. وقال: هناك عدد كبير من أبناء المحافظة يدعمون حزب النور بقوة، ويؤيدون مواقفه. وأضاف: تواجد الإخوان في المحافظة لن يؤثر علي مسيرة حزب النور في الانتخابات البرلمانية القادمة، ولن يعوق نشاطات الحزب مهما فعلوا من اعتداءات علي المقار أو القيادات. وقال شعبان إن الحزب والدعوة السلفية يحاربان الفكر التكفيري، في قطاع الصعيد، من خلال عقد مؤتمرات، وندوات دعوية، توضح الفكر السليم، وخطورة الفكر التكفيري علي أمن وسلامة المجتمع، مشيرا إلي أن الدعوة السلفية لها باع طويل في هذا الإطار. وفي المنيا تركز خطة حزب النور علي كسب تأييد أهالي المحافظة من خلال تطوير الخدمات الصحية والبيطرية، وفي هذا السياق قام الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب بزيارة المحافظة حيث التقي خلالها بعدد من القيادات السياسية والتنفيذية.. كما شارك الدكتور أحمد فريد عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، والشيخ عادل نصر عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، والشيخ محمد القاضي عضو مجلس شوري الدعوة السلفية، في معسكر علمي عقدته الدعوة بمركز بني مزار بعنوان "معا لمواجهة التكفير والتفجير". ونظم الحزب قافله طبية متخصصة في أمراض العيون بمركز العدوة، وشياخة القايات، ونظمت اللجنة البيطرية لأمانة حزب النور أيضا ، قافلة جديدة بقرية "بني أحمد" للاهتمام بالثروة الحيوانية، وشهدت القافلة إقبالا كبيرا من مالكي الثروة الحيوانية بالقرية، وقدم الأطباء المشاركون في القافلة التحصينات والأدوية بالمجان. من جانبه أكد حمدي عطا، أمين حزب النور بمركز العدوة، أن قيادات الحزب تهتم بمشكلات المواطنين، حيث ناقشوا المشاكل العالقة في الوحدات الصحية بالقري التابعة لمركز العدوة، ومشكلة عجز الأطباء والممرضين. وقال إن الحزب ماض في خطته لتطوير الخدمات لأبناء المحافظة، ومحاربة الفكر التكفيري، رغم الصعوبات التي تواجهه، واعتداءات البعض علي قيادات "النور" بالمحافظة. وأكد عطا أن الحزب له جماهيرية عالية بالمحافظة، ستساعده علي الحصول علي نسبة جيدة في البرلمان. ويقل تأثير حزب النور في محافظة قنا مقارنة بالمنيا وبني سويف، مما دفع قيادات الحزب إلي الاهتمام، بالخدمات الطبية في المحافظة، وفي هذا السياق قدمت اللجنة الطبية لأمانة "النور" بالمحافظة 15 قافلة طبية في الثلاثة أشهر الأولي من العام الجاري شملت مراكز المحافظة التسعة. وكشف الدكتور حسين طه، مسئول اللجنة الطبية لحزب النور بمحافظة قنا، عن خطة الحزب في التعامل مع الخدمات الطبية في المحافظة، وقال إن الحزب يدرس حالة كل مركز من مراكز المحافظة بالتواصل مع مسئولي المراكز والقري، لتحديد القري ذات الأولوية لتنظيم قافلة طبية بها، ويحدد التخصصات التي يحتاجها أغلب المواطنين بالقرية، ومن ثم تنظم اللجنة الطبية للنور بالمحافظة قافلة لهذه القري تباعا بشكل أسبوعي أو نصف أسبوعي. كما اهتمت الدعوة السلفية بقنا بمواجهة الأفكار التكفيرية أيضا، حيث عقدت قيادات وكوادر الدعوة مؤتمرا حاشدا، شارك فيه الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، أكدوا فيه أهمية دراسة قضايا الكفر والإيمان والولاء والبراء والجهاد في سبيل الله، وذلك حرصا منهم علي عدم تأثر أبناء الدعوة والحزب بأفكار جماعة الإخوان. وفي الفيوم يسعي الحزب لزيادة عضويته وتأثيره، حيث كلفت أمانة الحزب، مسئولي الوحدات الحزبية للنور ببندر الفيوم بجمع المشاكل اليومية التي يعاني منها أهالي مدينة الفيوم لبحث سبل حلها.. كما بدأ قيادات الحزب حملة لتحسين صورة الحزب بين الأهالي، وتوضيح مواقفه وقراراته وأسبابها. وأكد المهندس محمد عبد التواب أمين الحزب بالمحافظة, أنه يبحث مع أعضاء الحزب بالمحافظة سبل تنشيط الحزب في المحافظة، حتي يتمكن الحزب من الوصول إلي المواطنين في كل مكان بالمحافظة, ورفع صوت المواطنين إلي مسئولي المحافظة. وفي سوهاج يتزايد تأثير الدعوة السلفية مقارنة بحزب النور، ويلاحظ اهتمام الدعوة بالأمور الدعوية أكثر من الأمور السياسية، ويعتبر مركزي جرجا والمنشأة وقري كوم الصعايدة، ونجع الطينة من أكثر المناطق انتشارا لأعضاء الدعوة والحزب. ويعتبر الشيخ عبد الله شيخون عضو الدعوة السلفية بمركز المنشاة، والشيخ محمود عبد الرحيم أمام وخطيب مسجد المحطة بجرجا، و الدكتور محمود حمدي أبو الخير عضو مجلس الشعب السابق، هم أكثر شخصيات الدعوة والحزب تأثيرا في سوهاج. وتعتبر أسيوط من أوائل محافظات الصعيد التي نشط بها الحزب منذ إنشائه حيث عقد بها عددا من الندوات لمحاربة فكرة التشيع، أثناء تولي الرئيس المعزول محمد مرسي لرئاسة الجمهورية. يقول الدكتور مصطفي بكر، وكيل حزب النور بأمانة ديروط، إن الحزب يسعي لرفع كفاءة الشباب في مواجهة الفكر التكفيري بالمحافظة، ويركز علي تنمية الشباب، من خلال عقد دورات متخصصة لتقديم المساعدة في رفع الكفاءة النوعية للمواطن باعتباره عنصر القوة. ويؤكد الشيخ عادل نصر، مسئول الدعوة السلفية بشمال الصعيد، أن الدعوة، وحزب النور يلقيان ترحيبا من أهل الصعيد، ويظهر ذلك في المؤتمرات الجماهيرية التي يعقدها الحزب علي المستوي الدعوي، والسياسي. وأوضح أن الدعوة السلفية تسعي لمواجهة الفكر التكفيري الذي ظهر في بعض قري الصعيد، من خلال عقد مؤتمرات تعليمية، وخطب توجيهية في بعض المساجد التابعة للدعوة في محافظات الصعيد، والمساجد التابعة للأوقاف، وذلك في إطار تطبيق بروتوكول التعاون بين الدعوة السلفية ووزارة الأوقاف. وأضاف أن الحزب يستعد للانتخابات البرلمانية القادمة، ويسعي للتواصل مع قواعد الحزب بالقري، وشرح مواقفه من القضايا المختلفة علي الساحة المصرية. وأكد أن الحزب سيستمر في خطته للتواصل مع أهالي الصعيد مهما حاولت جماعة الإخوان، الحيلولة دون ذلك، وأكد أن أعداد مؤيدي الدعوة السلفية، وحزب النور في الصعيد ستظهر جليا في طوابير الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية.