أثارت محاولات بعض دول الخليج التدخل والوساطة لعقد مصالحة بين مصر وقطر ردود فعل متباينة بين عدد من الدبلوماسيين وشباب الثوار، فقد رأى عدد من السفراء أن المحاولات الخليجية للصلح بين مصر وقطر ستبوء بالفشل نظرا لحالة الفتور التى باتت تسيطر على العلاقات بين الدولتين بعد نجاح ثورة يونيو فى عزل الرئيس السابق محمد مرسى وجماعة الإخوان التى كانت تعد الحليف القوى لقطر. بينما رأى شباب الثوار أن العلاقة بين مصر وأى دولة عربية أخرى أعمق كثيرا من فكرة دعمها لنظام محمد مرسي أو غيره، وأن عودة العلاقات لا يعتمد علي شروط بل علي الاحترام المتبادل بين البلدين. يقول السفير أحمد فتحى أبو الخير سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة السابق إن موقف قطر تجاه مصر لا يمكن إصلاحه فى الوقت الراهن لأنها لم تعدل مواقفها وما زالت تؤيد ممارسات جماعة الإخوان حتى الآن، مستشهدا بمواقف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذى كان يهاجم قطر لسياساتها ضد مصر وموقفها المعادية تجاهها. وأضاف أبو الخير: العلاقات المصرية القطرية لن تعود لشكلها الطبيعى فى الفترة الحالية رغم رغبة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، فى إعادتها من جديد ومحاولته إنهاء الخلاف السياسى مع القاهرة، مرجعا ذلك لموقف قطر المعادي لثورة مصر منذ نجاحها فى عزل محمد مرسى فضلا عن قيام قناة الجزيرة الفضائية القطرية بتأليب الداخل المصرى. وعن سعى بعض الدول العربية للوساطة بين البلدين ، قال : جهود هذه الدول مشكورة ولكن إذا لم تعدل قطر عن مواقفها فلن تنجح هذه المحاولات على الإطلاق ، مضيفا : بإمكان مصر أن تنظر فى هذه المحاولات شريطة تغيير سياسة قطر تجاهها بشكل كامل وعدم تدخلها فى الشئون الداخلية وعدم تآمرها مع جماعة الإخوان على مصر. وفى نفس السياق قال السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية الأسبق إن محاولات إصلاح العلاقات بين مصر وقطر ستبوء فى الغالب بالفشل نظرا لأن أمريكا هى المحرك الأساسى لهذه المحاولات ، فهى _ أمريكا_ تقوم بالضغط على دول الخليج لتحجيم علاقتها بمصر، لافتا إلى أن الحديث عن التصالح بين الدولتين سابق لأوانه مرجعا سعى دول الخليج لإجراء هذه المصالحة لتحقيق مصالحها فى المقام الأول. وأشار صلاح إلى أن المصالحة إذا تمت ستأخذ فترة زمنية لا تقل عن خمس سنوات نظرا لما فعلته قطر منذ عزل مرسى وحتى الآن ، وأن ما قامت به تجاه القاهرة اكبر انه يغتفر فى اتفاق سياسى بسيط. من جانبه قال السفير محمد الشاذلى سفير مصر السابق في الخرطوم : الأجواء الحالية فى العالم العربى مفككة ومهددة بأخطار خارجية كثيرة ولهذا فإن فكرة توطيد العلاقات المصرية مع الدول العربية ومن بينها قطر مرحب بها بشكل كامل. وأضاف: يجب ألا ننسى أن قطر عضو فى مجلس التعاون الخليجى ومن المهم أن تعود العلاقات معها.. موضحا أن رفض المصالحة ليس من مصلحة مصر. وأوضح السفير رءوف سعد سفير مصر الأسبق بروسيا ضرورة أن يكون هناك أساس واضح لعودة العلاقة بين البلدين وألا تتم المصالحة وفقا للمنظور العاطفى فقط ولكن يجب إصلاح ما هدمته قطر منذ عزل مرسى والابتعاد عن جماعة الإخوان التى تسئ للعلاقات بين البلدين. ولفت سعد إلى أنه على الرغم من الخطأ الذى ارتكبته الدوحة في حق القاهرة وصل إلى حدود المؤامرة والتدخل في الشئون الداخلية، إلا أننا نؤكد على ضرورة إعادة النظر مرة أخرى إلى تلك العلاقة بعدما ترسخ لدى العالم أن تجربة الإخوان فاشلة لا محالة وأنها جماعة دموية وليست دينية كما تدعى. وعن موقف الثوار من محاولات وساطة بعض الدول للمصالحة بين مصر وقطر ، فقد أكد حمدي قشطة عضو المكتب التنفيذى لجبهة "طريق الثورة – ثوار" أنه مع عودة العلاقات المصرية –القطرية ولكن بشروط منها ضرورة احترام سيادة كل دولة وعدم السماح لكلا الدولتين فى التدخل في الشئون الداخلية لعضهما البعض.. مشيرا إلي أنه بغض النظر عن تدخل قطر في الشئون الداخلية لمصر في عهد المعزول ووصفها لثورة 30 يونيو بالانقلاب العسكري إلا أن العلاقات المصرية القطرية أعمق كثيرا من كل هذه الأخطاء التى لابد من تصحيحها. وعن امكانية عرقلة اللوبي الإخوانى بقطر لجهود عودة العلاقات أكد أن المرحلة الأولي في عودة العلاقات ستكون بمثابة اختبار لاحترام قطر السيادة المصرية وعدم التدخل في شئونها. ويؤكد مصطفي شوقي القيادى بتنسيقية 30 يونيو أنه من الطبيعي أن تعود العلاقات المصرية القطرية إلى طبيعتها بصرف النظر عن بعض التوترات التى شهدتها خلال فترة حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين موضحا أن العلاقة بين مصر وأى دولة عربية أعمق كثيرا من فكرة دعمها لنظام محمد مرسي الذى ثار عليه المصريون. وأضاف شوقي أن محاولات وجهود عودة العلاقات بين القاهرةوالدوحة غير مريحة لفصيل الإخوان الذى سيسعى لعرقلتها عبر التنظيم الدولي للإخوان ولكنه عاد ليقول إن مصالح الدول ببعضها أكبر من دعم فصيل معين ، مؤكدا أنه يوجد تخوفات من ممارسات اللوبي الإخوانى الذى يسيطر علي مراكز صنع القرار بقطر. وعن ممارسات قناة الجزيرة قال.. هناك أزمة حقيقية في غلق قناة الجزيرة لأنه لا يمكن السماح بالتدخل في إعلام أى دولة ولكنه عاد ليقول أن علي قناة الجزيرة الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي وألا تكون طرفا في الصراع السياسي في مصر. وأكدت نهى إسماعيل مسئول العمل الجماهيري بحملة تمرد أنها مع عودة أى علاقات لمصر مع أى دولة عربية ولكنها ضد السياسة التى كانت تنتهجها قطر بسبب تدخلاتها المستمرة في الشئون المصرية ، لافتة إلى أن سياسة قطر بدأت تتغير بعد عزل مرسي حيث أنها لم تعد تتدخل في الشئون الداخلية للدول. وأضافت أنه في حالة عودة العلاقات فلابد من مراعاة بعض الشروط وهى عدم فرض قطر مساعدات بشروط معينة إلي جانب عدم محاولة تعزيز موقفها عند الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل علي حساب مصر. وأكدت أن اللوبي الإخوانى سيحاول عرقلة جهود عودة العلاقات مع الدول ولكن إذا نظرت قطر لمصالحها مع مصر فلن تلتفت إلي فصيل فشل في إدارة البلاد ، مشيرة إلي أن ممارسات قناة الجزيرة لابد أن تتوقف عن دعمها للممارسات الإخوانية في عرقلة الاستقرار وأن تكف عن وصف ما حدث في 30 يونيو بالإنقلاب العسكري من خلال نشر أكاذيبها وتضليل الرأى العام المصرى، موضحه أن ممارسات الجزيرة سببها الغيرة الإعلامية.