مبارك أكبر فرعون مصري دمّر بلده هو وشلة الحرامية لا اعرف اصحاب الاغاني الوطنية التي تغنت في الثورة ولا اقتنع سوى بالترنيمة التي غناها منير للرقابة ثلاث محرمات السياسة والدين والجنس وما عدا ذلك فلا دخل لها
عمدة الدراما المصرية الذي دافع عن مصر في اعماله الدرامية التي قدمها من قبل ، والذي شارك من خلالها في الثورات المختلفة وفي حرب اكتوبر من خلال فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي ، شاهد ثور حقيقية في مصر اعادته بالذاكرة الي ثورة عبد الناصر والضباط الاحرار ، قابلته زووم لتعرف منه ماهو شعوره واحساسه بهذه الثورة , كيف ترى ثورة يناير؟ فى الأيام الأولى ومع بداية الثورة قلت أنها مجرد هوجة أو مظاهرة مثل أى مظاهرة، ولكن عندما رأيت حمدي قنديل، رجل التغيير الأول والسيدة جيهان فاضل والأستاذ محمد عبد القدوس، حينها أيقنت أنها مظاهرة مختلفة عن باقي المظاهرات، ومجموعة الشباب المثقفين ذوو الفكر الذين هم أساس الثورة . كيف كنت تتابع الثورة؟ كنت اتابعها عبر المحطات الفضائية الغير مصرية، وعندما رأيت المواطن المصري أبو جلابية يشارك فى الثورة، استرجعت الذكريات من ثورة عبد الناصر حيث أنها كانت ثورة جيش يحميها الشعب، أما ثورة يناير فهي ثورة شعب يحميها الجيش أو ثورة الفلاح الفصيح . ماذا تعنى بثورة الفلاح الفصيح؟ الفلاح المصري الفصيح هو أغلبية المصريين منذ قديم الأزل وحتى الآن ويرمز لهم بالفلاح الفصيح لأن الزراعة فى مصر هى أساس الحياة . وما هى مطالب الفلاح المصري الفصيح؟ نزل الفلاح المصري الفصيح من "أهناسيا " إلى الحاكم الفرعون يشكو له ظلم عماله، فقال له أن عماله كلهم حرامية سرقوا منه كل شئ حتى "الوزة" التى يمتلكها!! وهو طقس فرعونى قديم عند المواطن المصري الغلبان خصوصا، فى شم النسيم، وأنا مازلت محافظ على هذا الطقس ، فى شم النسيم أدبح "وز" وأعمل ورق عنب حتى أعلّم أحفادي أن هذا عيد مصري فرعونى قديم، وهذه الثورة ليست ضد مبارك الظالم فقط ولكنها ضد الحكم منذ أن بدأت الحياة حتى الآن، ولكن لم تسنح الفرصة لهذا الفلاح أن يثور ويقول للحاكم لا. ما رأيك فى شخصية الرئيس مبارك؟ مبارك أكبر فرعون مصري دمّر بلده هو وشلة الحرامية، وزمان قال السادات أن هو وعبد الناصر آخر اتنين فراعنة فى مصر، لكن اتضح أن مبارك هو أكبر فرعون مصري!! هل قمت بتخفيض اجرك ؟ أنا قمت بتخفيض أجري من نفسي دون أن يُطلب منى ذلك، و من لم يخفض أجره فهو مسئول عن نفسه، ولكن يجب على هؤلاء الفنانين أن يخفضوا أجورهم للمساهمة فى نهضة الانتاج فى مصر مرة أخرى، وأنا أذكر أنى كنت أعمل بثمانية جنيهات فى الحلقة عام 1964م - فترة العدوان الثلاثي- فى مسلسل اسمه "لا تطفئ الشمس". هل تتفق مع المؤلفين الذين بدأوا فى كتابة أعمال عن الثورة؟ لم تتضح الرؤيا بعد حتى نكتب أعمال عن ثورة يناير، فالثورة محتاجة وقت لتتضح معالمها، وأنا شخصياً أشجع أن نكتب الآن الأغانى التى تتحدث عن الثورة وليس أعمال فنية لأن الأعمال الفنية يتطلب لكتباتها أربع أعوام حتى تتضح الرؤية الفنية لدى المؤلفين. ما رأيك فى أغاني الثورة؟ لم يعجبنى سوى ترنيمة محمد منير. وماذا عن باقي الأغانى على سبيل المثال حمادة هلال ومحمد فؤاد وباقي المطربين ؟ مين حمادة هلال! أنا لا أعرفه ولا أقتنع سوى بالترنيمة التى غناها منير، ومازلت أتذكر أغنية محمد قنديل "عالدوار" ولازلت أحفظها عن ظهر قلب، فهى كانت فى الأسبوع الأول من ثورة عبد الناصر. لماذا تعتبر الأغانى أكثر تعبيرا عن الثورات؟ لأن الغنوة جملة سهلة وبسيطة وطعمة ومن الممكن أن تكون معاصرة للحدث نفسه، أما الأعمال الفنية فيلزمها الكثير من الوقت حتى تتضح الرؤية الإصلاحية للثورة. لو عرض عليك تجسيد شخصية الرئيس السابق مبارك، هل توافق؟ لا أحب تجسيد شخصية هذا الفرعون المصري خاصة أنه ظهرت فى عهده الكثير من قضايا الفساد السياسي والاجتماعى والديني والعربي، ولكنى أحب أن أجسد شخصية السادات. من برأيك الأنسب في تجسيد شخصية مبارك؟ عصام شرف هو الأقرب " شكلاً " وليس صفاتاً، ونور الشريف أيضا يستطيع أن يجسد شخصية مبارك. ومن أنسب للترشح لرئاسة مصر؟ عمرو موسى. هل أنت مع من نادى بإلغاء الرقابة؟ للرقابة ثلاث محرمات، السياسة والدين والجنس، وعندما نناقش أى عمل فنى فى مصر لا نستطيع المساس بأى شئ من هؤلاء الثلاثة ولكننا كنا نلف وندور حول موضوعات سياسية ولكن بشكل غير مباشر، فأنا مع وجود الرقابة ولكن دون تحجيم للفكر المصري. من ترشحه رئيس على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية؟ وحيد حامد. لماذا؟ لأن رئيس الرقابة لابد وأن يكون مثقفا وواعيا وحينها ستكون الرقابة واعية ومستنيرة، وسوف يكون مدركا وواعيا لرأى المؤلفين ووجهات نظرهم ولا يحجم أعمالهم الفنية ولا يمنعها من رؤية النور. هل هناك أعمال فنية تنبأت بالثورة؟ هناك الكثير من الأعمال الفنية التى تنبأت بالثورة، على سبيل المثال وليس الحصر "الإرهاب والكباب"، "النوم فى العسل"، "ليالي الحلمية" و "أرابيسك"، فكتاب هذه الأعمال تنبأوا بمثل هذه الثورة وأن هناك كوارث فى الحكم، ولهذا فإن الكاتب يعتبر ضمير للأمة، ورؤيته للمجتمع فى كثير من الأحيان تكون رؤية واقعية لأنه ينقل إحساس الشارع المصري. هل تؤيد من نادي بالقائمة السوداء؟ لا ، لست من أنصار القائمة السوداء، لأن هناك مجموعة من الشعب المصري تحمل الفنان أكثر من طاقته، وذلك لان الفنان فى كثير من الأحيان لا يفهم فى أمور مثل السياسة وغيرها، ومن يريد منهم أن يجتهد فعليه أن يجتهد بالقراءة والتثقيف أولا ولا يستند إلى رأى أحد. هل توافق الناس فيما قيل حول عادل إمام وسماح أنور وطلعت زكريا؟ هناك العديد من الناس تصوروا أن عادل إمام زعيماً حقيقياً مثلما حدث فى مسرحية "الزعيم"، وصدق الكثير من الشعب المصري هذه الشخصية وظنوا أنه يفهم فى السياسة مثل حسنين هيكل أو أى وزير خارجية، و لكنه مثله مثل أى فنان. سماح أنور "مبتفهمش"، وهناك من قال لها أن هؤلاء الموجودين فى التحرير يريدون تدمير الشعب المصري، فحدث معها مثلما حدث مع أحمد زكي فى فيلم "البرئ"، فقالت ما قالته ولكنها اعتذرت فى النهاية، فماذا يريد الناس منها أكثر من ذلك! أما طلعت زكريا فهو انسان طيب ولكنه قال كلام غير لائق أغضب الشعب المصري ومن الممكن أن يكون لقاءه مع الرئيس السابق له تأثيره في نفسه. ماذا تقول للناس فى تقبل الاعتذار من هؤلاء الفنانين؟ أقول لهم أن أغلب الفنانين مداركهم العامة قليلة جدا واغلبهم غير مثقف، فهم ليسوا أحمد بهاء الدين أو هيكل، ولو أردتم أن تسألوا أحد الفنانين عن الثورة وبيفهم فى السياسة أسألوا محمد صبحي أو جلال الشرقاوى. ماذا تقول للفنانين أصحاب نظرية عاش الملك مات الملك؟ أقول لهم ركزوا فى شغلكم فقط، وأن الله قد اكرمكم وحباكم موهبة فحافظوا عليها ولا تشغلوا أنفسكم بالسياسة. ما مدى العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر؟ أنا متربي جنب عم حنا وخالتى وديدة، حيث كنا نمتلك منزل من ثلاثة أدوار ومنزلهم ملاصق لنا ومن دور واحد، وكان لدينا "عشة فراخ" وكانت عندما تقع الفراخ فوق منزلهم تأخذها خالتى وديدة وترجعها لأمى، وأنا أذكر أن خالتى وديدة وعم حنا كانوا يصوموا أول يوم رمضان ويفطروا معنا، محافظة على شعورنا ومشاركة منهم لفرحتنا ومناسباتنا الدينية الخاصة، كما أننى كنت أذهب معهم إلى الكنيسة و أبادلهم نفس المشاعر. هل للفن دور فى تهدئة هذا الاحتقان الطائفي؟ بالتأكيد هناك العديد من الأعمال التى توضح العلاقة بين المسلمين والأقباط، وأنا شخصيا أتعامل مع المهندس والطبيب والمحاسب القبطي فى حياتى اليومية، ومطالب كإنسان مسلم أن أؤمن برسالتهم لأن هذه الأديان جميعها من عند الله وديني يحثنى على حسن معاملتهم لأنهم أصحاب رسالة مثلنا تماما، فعلى سبيل المثال فى مصر عندنا "الحركة البهائية"، لماذا تمنعونهم من ممارسة حقهم الشرعي وخاصة أننا أصبحنا نعيش فى سقف من الحرية بعد أحداث 25 يناير وهذه مادة فى الدستور تسمى حرية العقيدة. هل تخشى على الشعب المصري من هذه الحرية؟ لا أخشى عليه وذلك لأن كل انسان مسئول عن نفسه، والله هو من يحاسب كل انسان عما يدور بداخله، وأنا شخصيا اتعامل مع أى انسان شريف نزيه مهما كانت ديانته. هل معنى ذلك أنك على استعداد لأن تتعامل مع اليهودى الشريف؟ لا أحب الصهاينة لأنهم سرقوا دولة فلسطين، فهم ليسوا أصحاب شرف ولا نزاهة. هل لزاماً على الفنان أن يحمل شهادة لكي يكون مؤهل للتمثيل؟ شهادات إيه! لا طبعا لأن عباس العقاد لا يحمل أى شهادات وكان نابغة، وأيضاً الأستاذ شعبان عبد الرحيم ربنا وهبه موهبة فنية فحافظ عليها واستغلها لمصلحته، فهو انسان موهوب وناجح رغم كونه ليس متعلما. ما هو دور الفنانين فى تهدئة الأوضاع الحالية التى تشهدها مصر؟ دورهم ألا يشتغلوا بالسياسة، وعليهم أن يكونوا حياديين وينقلوا الصورة للمشاهد كما هى. ماذا تقول للفنانين الشباب فى هذه الفترة؟ أن يأخذوا الموضوع بجدية حتى لو كلامهم "نكت"، لأن كل انسان لو اقتنع بما يقدمه سوف ينجح فى عمله، وعلى هؤلاء الفنانين أن يحسنّوا علاقتهم بالدول الخارجية ولكن لا يتم ذلك إلا بالطرق السياسية فهذه هى مهمة وزارة الثقافة. كيف ترى الدراما المصرية فى الفترة الاخيرة؟ بدان نحيد دراميا وننتج للإعلانات، أى تحولت الدراما إلى تجارة لمن يدفع أكثر، رغم أن التليفزيون أيام عبد الناصر كان وسيلة للتسلية والتثقيف وتعليم السياسة والربط بين أبناء الأمة العربية. الدراما التركية!! حلوة، فهم يمتلكون وجوه فنية جميلة وجذابة، لكنهم لا يوجد منهم سوى مسلسل أو اثنين عندنا فى مصر، ولكنى لا أخشى على الدراما المصرية من أى أعمال فنية عربية أو غير عربية، لأننا وقبل كل شئ هولييود الشرق. حال السينما المصرية!! في تدهور مستمر، فبعد أن كنا ننتج مائة فيلم فى السنة الواحدة أصبحنا لا ننتج سوى عشرين فيلم أو أقل من ذلك. ما رأيك فى الوجوه الشابة الجديدة؟ يندهش ويقول: هل تقصد بذلك أنى لست شابا !! ويضحك، ثم يكمل: أحب كثيرا كريم عبد العزيز وفتحي عبد الوهاب. رسالة لكل الفنانين... ربنا يديكوا الصحة. رسالة للشعب المصري... ربنا يكمل لهذه الثورة أهدافها النبيلة الراقية التى استشعرتها فى الأيام الأولى، ولا داعي للمزيد من الاعتصامات وخصوصا الفئوية لأنها تعطل من سرعة تحقيق أهداف الثورة.