شهدت مدينة بهيِر دار في 4 ديسمبر 2025 توقيع اتفاق سلام تاريخي بين حكومة إقليم أمهرة ومنظمة فانو الشعبية لأمهرة (AFPO)، في خطوة تُنهي أكثر من عامين من النزاع المسلح الذي ألقى بظلال قاتمة على الإقليم وأمن إثيوبيا بشكل عام. وجاء الاتفاق برعاية الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد، ضمن جهود إقليمية ودولية لتعزيز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي. أجواء التوقيع ومضامين الاتفاق وقّع الاتفاق كل من رئيس إقليم أمهرة أرغا كيبدي وقائد منظمة فانو ماسرشا سيتي، مع التأكيد على حل الخلافات قصيرة وطويلة المدى عبر آليات حوار سلمي، وفتح الباب أمام جميع الأطراف التي ما زالت خارج العملية للإنضمام إلى مسار السلام. وأكد كيبدي خلال كلمته أن "السلام يمثل انتصارًا جماعيًا بعد فترة طويلة من التوتر والمعاناة"، فيما شدد سيتي على أن "الحوار هو البديل الحقيقي للصراع الذي أضر بالمواطنين وبالنسيج الاجتماعي". دور الاتحاد الإفريقي وإيغاد شهدت مراسم التوقيع نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي سلما مليكة حدادي التي وصفت الاتفاق بأنه تجسيد عملي لشعار: "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية"، مؤكدة أنه يتماشى مع هدف الاتحاد في "إسكات البنادق" بحلول نهاية العقد. كما حضر محمد عبدي وار نائب الأمين التنفيذي لمنظمة إيغاد، الذي أشاد بالتزام الطرفين، معتبرًا الاتفاق تعزيزًا مباشرًا لاستقرار إثيوبيا والقرن الإفريقي، ومؤشرًا على فعالية الدبلوماسية الإقليمية. أهمية الاتفاق وانعكاساته على الداخل الإثيوبي يمثل الاتفاق علامة فارقة في مسيرة الاستقرار داخل إقليم أمهرة، الذي شهد مواجهات استمرت لأكثر من عامين بين قوات فانو وقوات الحكومة الفيدرالية، مما تسبب في تدهور الوضع الأمني والإنساني. ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق قد يشكل اختبارًا حاسمًا لسياسة الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا تجاه الجماعات المسلحة في مناطق أخرى، وعلى رأسها إقليم أوروميا، حيث ما زالت مفاوضات السلام تواجه تحديات معقدة. في النهاية يأتي اتفاق السلام في أمهرة كتطور إيجابي يعزز فرص الاستقرار داخل إثيوبيا، ويمثّل نموذجًا يمكن البناء عليه لإطلاق مسارات مماثلة في مناطق أخرى. كما يعكس تناميًا لدور المؤسسات الإقليمية — الاتحاد الإفريقي وإيغاد — في التوسط وتسوية النزاعات داخل القارة. ويذكر أن هذا الاتفاق يؤكد اكاذيب أبي أحمد الإعلامية حول دع الدول الخارجية لزعزعة الاستقرار في إثيوبيا