أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن الارتفاع الملحوظ في معدلات الحوادث داخل المدارس المصرية، سواء ما يتعلق بالعنف أو التنمر أو التحرش أو غيرها من السلوكيات السلبية، يستدعي إعادة النظر في وضع مادة علم النفس، بحيث يتم تدريسها لجميع طلاب المرحلة الثانوية، سواء في الثانوية العامة أو البكالوريا. وأوضح أن هذا التوجه أصبح ضرورة لسببين رئيسيين؛ أولهما تمكين الطلاب من تعلم الأساليب السليمة للتعامل مع أنفسهم ومع الآخرين، مما يساعدهم على تنفيس انفعالاتهم بشكل صحيح، وضبطها وتوجيهها، إلى جانب تعزيز قدرتهم على مواجهة الضغوط بطريقة إيجابية. وأشار إلى أن هذه المهارات لم تعد رفاهية، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من حماية البيئة المدرسية من السلوكيات الخطرة. وأضاف أن تدريس علم النفس لكل طلاب الثانوية يتيح أيضًا فرصة أكبر أمامهم للالتحاق بأقسام علم النفس بالجامعات المصرية، وبالتالي تخريج أعداد أكبر من الأخصائيين النفسيين المؤهلين للتعامل مع الطلاب ذوي المشكلات داخل المدارس. ولفت إلى أن الوضع الحالي للمادة لا يشجع الطلاب على الالتحاق بهذا التخصص نظرًا لقلّة الفئة المسموح لها بدراسته، فضلًا عن محدودية فرص العمل المتوقعة لهم، في الوقت الذي تعاني فيه المدارس المصرية من نقص واضح في الأخصائيين النفسيين المدربين والقادرين على تلبية احتياجات الطلاب.